فرنسيون يعيشون تجربة أهل الكهف

منوعات

فرنسيون يعيشون تجربة أهل الكهف بعزل أنفسهم 40 يوم تحت الأرض

25 نيسان 2021 21:00

خرج يوم أمس السبت 15 شخصا فرنسيا من عزلتهم بعد أن عاشوا تجربة أهل الكهف التي كانت ضمن تجربة علمية قاموا بها ليخبرونا أن الوقت قد بدا وكأنه يمر بشكل أبطأ أثناء مكوثهم في الكهف الواقع تحت الأرض في جنوب غرب فرنسا لاستكشاف حدود قدرة الإنسان على التكيف مع العزلة ، وكانوا هناك لمدة 40 يوم بدون ساعات أو ضوء أو هواتف.

وبحسب ما ورد، مع الابتسامات الكبيرة على وجوههم الشاحبة، ترك الـ 15 شخص عزلتهم الطوعية في كهف لومبرايفز ليقوموا بجولة من التصفيق والاستلقاء تحت ضوء الشمس بينما كانوا يرتدون نظارات خاصة لحماية أعينهم من أشعتها بعد قضاء فترة طويلة في الظلام الدامس.

فرنسيون يعيشون تجربة أهل الكهف 

وبدورها قالت مارينا لانكون البالغة من العمر 33 عام، وهي إحدى النساء السبعة المشاركات في التجربة: "كان الأمر شبيها بالضغط على زر الإيقاف، إنني أشعر بأنه لا يوجد لدي اندفاع لفعل أي شيء على الإطلاق".

وعلى الرغم من أنها كانت تتمنى لو بقيت في الكهف لبضعة أيام أخرى، إلا أنها مارينا قالت أنها كانت سعيدة لشعورها بالرياح تهب على وجهها مرة أخرى و لسماع الطيور تغرد على أشجار بيرينيه الفرنسية، موضحة أنها لا تخطط لفتح هاتفها الذكي لبضعة أيام أخرى، على أمل تجنب العودة "الوحشية للغاية" إلى الحياة الواقعية.

لمدة 40 يوم و 40 ليلة، عاشت المجموعة في الكهف وقامت باستكشافه كجزء من مشروع Deep Time (الوقت العميق)، ولم يكن هناك ضوء شمس بالداخل، وكانت درجة الحرارة 10 درجات مئوية والرطوبة النسبية بلغت 100٪ .

كما ولم يكن لديهم أي اتصال بالعالم الخارجي، ولم يكن لديهم أي تحديثات حول الجائحة الفيروسية أو أي اتصالات مع الأصدقاء أو العائلة.

وقال باحثي معهد التكيف البشري الذين يقودون مشروع "Deep Time" الذي تبلغ تكلفته 1.5 مليون دولار، أن هذه التجربة ستساعدهم على فهم أفضل لكيفية تكيف الناس مع التغيرات الجذرية في الظروف المعيشية والبيئات المختلفة.

وكما هو متوقع، فقد أولئك الموجودون في الكهف إحساسهم بالوقت، حيث يقول مدير المشروع كريستيان كلوت: "ها نحن! لقد غادرنا للتو بعد مرور 40 يوم، لقد كانت مفاجأة حقيقة بالنسبة لنا، وكنا نعتقد جميعا أننا لم نتجاوز الـ30 يوم في الكهف".

وتجدر الإشارة إلى أن أحد المشاركين قد قدر أنهم قد قضوا 23 يوم على الأقل تحت الأرض.

وبحسب ما كشف عنه المشاركين في الدراسة، ركض يوهان فرانسوا البالغ من العمر 37 عام، وهو مدرس رياضيات ومعلم إبحار، دوائر طولها 10 كيلومترات في الكهف للحفاظ على لياقته البدنية، وكان لديه في بعض الأحيان "دوافع عميقة" للمغادرة.

وقال فرانسوا أنه مع عدم وجود التزامات يومية وعدم وجود أطفال في الجوار، كان التحدي يتمثل في "الاستفادة من اللحظة الحالية دون التفكير فيما سيحدث في غضون ساعة واحدة، في غضون ساعتين من الآن" على حد وصفه.

بالشراكة مع مختبرات في فرنسا وسويسرا، راقب العلماء أنماط نوم المشاركين الـ 15 وتفاعلاتهم الاجتماعية وردود الفعل السلوكية عبر أجهزة الاستشعار المثبتة عليهم.

وكان أحد المستشعرات عبارة عن مقياس حرارة صغير داخل كبسولة ابتلعها المشاركون مثل حبة دواء عادية، والذي قام بقياس درجات حرارة الجسم ونقل البيانات إلى جهاز كمبيوتر، وتم التخلص منه بشكل طبيعي في نهاية المطاف.

بالإضافة إلى ذلك، تابع المشاركين ساعاتهم البيولوجية لمعرفة متى يستيقظون وينامون ويأكلون، حيث كانوا يحسبون أيامهم ليس بالساعات ولكن بدورات النوم والاستيقاظ.

وفي يوم الجمعة، دخل العلماء الذين يراقبون المشاركين إلى الكهف لإعلام المشاركين في التجربة بأنهم سيخرجون قريباً.

قال كلوت في وقت سابق في تسجيل من داخل الكهف: "من المثير حقا أن نلاحظ كيف تتزامن هذه المجموعة في العمل معا لإنجاز المشاريع وتنظيم المهام دون التمكن من تحديد وقت للقاء، الأمر الذي نعتبره تحديا بشكل خاص".

ووفقاً لما قاله بينوا موفيوكس، عالم الأحياء الزمنية المشارك في التجربة خلال لقاء مع وكالة أسوشيتد برس: "على الرغم من أن المشاركين بدوا متعبين بشكل واضح يوم أمس السبت، إلا أن ثلثي المشاركين أعربوا عن رغبتهم في البقاء تحت الأرض لفترة أطول قليلا من أجل إنهاء المشاريع الجماعية التي بدأت خلال هذه الرحلة الاستكشافية".

كما وأضاف كلوت بعد خروجه من الكهف مباشرة: "إن مستقبلنا كبشر على هذا الكوكب سيتطور، ويجب أن نتعلم كيف نفهم آلية قدرة أدمغتنا على إيجاد حلول جديدة، مهما كان الوضع بشكل أفضل للبقاء على قيد الحياة والاستمرار".

المصدر: راديو صوت أمريكا