طورت شركة إسرائيلية ناشئة تقنية لإنتاج الأكسجين من تربة القمر، حيث حصل مشروع هيليوس على تمويل من وكالة الفضاء الإسرائيلية ووزارة الطاقة الإسرائيلية لتطوير نظام سيتم إطلاقه في مهمتين فضائيتين خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وبحسب ما ورد ستنتج شركة هيليوس الأكسجين من سطح القمر عن طريق مفاعل تغذيه التربة القمرية بالإضافة إلى معادن مختلفة أخرى، وأوضح القائمين على المشروع أن العملية لا تتطلب مواد قابلة للاستخدام من الأرض، وبالتالي تمكين رواد الفضاء والعلماء من " العيش خارج الأرض" في قواعد دائمة.
سطح القمر
والجدير بالذكر أنه في حين أن الأكسجين ضروري للحياة البشرية، فإن معظمه يستخدم لإطلاق المركبة الفضائية وسفرها، حيث أنه يعتبر مكوناً حيوياً لاحتراق الوقود.
وعلى سبيل المثال، سيتطلب إطلاق أربعة رواد فضاء من القمر ما يقرب من 10 أطنان من الأكسجين، ومن المتوقع أن يتطلب تزويد المركبة الفضائية Starship، وهي مركبة الإطلاق القابلة لإعادة الاستخدام التابعة لشركة سبيس إكس، 850 طنا من الأكسجين لكل مرة يتم فيها إعادة تعبئتها بالوقود.
في حين يتكون ما يقرب من 45 ٪ من تربة القمر والمريخ من الأكسجين، مما يتيح امكانية انتاج الأكسجين منه للحصول على ما يلزم مركبة الفضاء و المهمة الفضائية.
كما أنه من المتوقع أن تنقل البشرية كميات كبيرة من الأكسجين من الأرض في السنوات الخمس المقبلة، ومن المتوقع أن تصل أكثر من 50 مهمة إلى القمر خلال هذه الفترة أيضاً.
بالإضافة إلى أن معظم هذه المهام ترتبط ببرنامج Artemis التابع لوكالة ناسا الفضائية، والتي ستتعاون مع شركة سبيس إكس لإعادة الإنسان إلى القمر للمرة الأولى منذ عام 1972، ولكن ما يميز هذه المرة أن رواد الفضاء سيبقون هناك.
خلال السنوات الثلاث المقبلة، سيتم إطلاق الوحدات الأولى من بوابة القمر، المحطة الفضائية التي تدور حول القمر، والتي ستكون بمثابة حجر الزاوية لمحطة الفضاء المستقبلية، ومن المتوقع أن تزن القاعدة القادمة آلاف الأطنان، والمواد التي ستكون الأكثر طلبا هي الأكسجين الذي يعتبر المفتاح لوقود الصواريخ و المركبات الفضائية.
وفما يقرب من 70٪ من وزن تلك المركبات الفضائية التي يتم إطلاقها اليوم عبارة عن أكسجين، مما يعني أن المشاريع بحاجة إلى تطوير واعتماد تقنيات من شأنها أن تمكن من التعدين واستخدام المواد الخام في البيئة الفضائية لإنتاج ما تحتاجه تلك المركبات والمهام الفضائية من أكسجين، وهذا بالضبط ما يسعى مشروع هيليوس لتطبيقه.
ووفقاً لجوناثان جيفمان المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة هيليوس: "تعد التكنولوجيا التي نطورها جزءا من سلسلة القيمة التي تتيح إنشاء قواعد دائمة بعيدا عن الأرض حتى لا تضطر إلى نقل المعدات إلى المحطة الفضائية في الغلاف الجوي للقمر إلى ما لا نهاية. ولجعل الحياة خارج الأرض تعمل في ظل قيود تقييدية، فإننا نحتاج إلى النظر إلى الأشياء من خلال منظور البنية التحتية التي يمكن أن تنتج لنا المواد الخام من الموارد الطبيعية".
كما ويضيف آفي بلاسبيرغر، المدير العام لوكالة الفضاء الإسرائيلية: "إن تكنولوجيا هيليوس الثورية، التي تدعمها وكالة الفضاء الإسرائيلية، يمكن أن تنتج الأكسجين من تربة القمر دون استخدام المواد الخام المستهلكة من الأرض. إن ذلك سيؤدي إلى خفض تكاليف الإطلاق، وزيادة الحمولات الصافية في الرحلات الفضائية. كما وسيمكن التواجد البشري على المدى الطويل في الفضاء السحيق".
وأضاف: "إننا نتوقع اتجاهاً للعودة إلى القمر بعد برنامج Artemis التابع لوكالة ناسا، والذي سيخلق فرصاً تجارية مهمة في صناعة الفضاء بشكل عام، وفي صناعة الفضاء الإسرائيلية على وجه التحديد".
الجدير بالذكر أن شركة هيليوس لها مكاتب في إسرائيل وفلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية.
ومن بين الأعضاء البارزين في المجلس الاستشاري للشركة ويليام لارسون المدير السابق لمشروع استخدام الموارد الفضائية لوكالة ناسا، والبروفيسور برتل أندرسون الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة العلوم الأوروبية، ويواف لاندسمان كبير مهندسي النظام ونائب مدير بعثة بيريشيت الإسرائيلية للهبوط على سطح القمر.
المصدر: شبكة عروتس شيفع