كشف رئيس جمهورية أوكرانيا يوم أمس الاثنين النقاب عن مستودع جديد للنفايات النووية في تشيرنوبيل، في الذكرى الـ35 لأسوأ كارثية نووية شهدتها البشرية على الإطلاق.
زار الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي برفقة رافائيل ماريانو غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، منطقة تشيرنوبيل وتعهد بتحويل المنطقة الملوثة نوويا والمحظور العيش فيها، إلى منطقة حية من جديد.
وقال زيلينسكي: "أوكرانيا ليست وحدها، فهي تحظى بدعم واسع من شركائها. وتم اليوم تشغيل المستودع الجديد، ومن المهم للغاية الحصول على ترخيص لصيانة المستودع القديم والبدء في العمل بالمستودع الجديد".
تجدر الإشارة إلى أن السلطات الأوكرانية قررت استخدام منطقة الحظر المهجورة حول محطة تشيرنوبيل لتوليد الطاقة النووية لبناء مكان يمكن لأوكرانيا فيه تخزين نفاياتها النووية على مدار المائة عام القادمة.
تمتلك الدولة السوفيتية السابقة حاليا أربع محطات للطاقة النووية، والتي تعمل ويتعين عليها نقل نفاياتها النووية إلى روسيا، لكن سيسمح هذا المستودع الجديد للحكومة الأوكرانية بتوفير ما يصل إلى 200 مليون دولار سنويا.
وقال غروسي في تغريدة له على تويتر يوم أمس أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستواصل العمل بلا كلل في معالجة وقف التشغيل والنفايات المشعة والعلاج البيئي المرتبط بحادثة تشيرنوبيل.
الجدير بالذكر أن المفاعل رقم 4 في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية قد انفجر على بعد 110 كيلومترات شمالي العاصمة الأوكرانية كييف، قد اشتعلت فيه النيران في عمق الليل بتاريخ 26 أبريل 1986، مما أدى إلى تدمير المبنى وقذف المواد المشعة في السماء.
كما وجعلت السلطات السوفيتية الكارثة أسوأ من خلال عدم إخبار الجمهور بما حدث، على الرغم من إخلاء مدينة بريبيات القريبة التي كانت مخصصة لعمال المفاعل في اليوم التالي، ولم يتم إبلاغ سكان كييف البالغ عددهم مليوني نسمة على الرغم من خطر تداعيات الحادث، حيث علم العالم بالكارثة بعد اكتشاف إشعاع متصاعد في السويد.
بالإضافة إلى ذلك، شارك أكثر من 600 ألف شخص في مكافحة عواقب الكارثة النووية، وتوفي ثلاثون عاملا في المفاعل ورجل إطفاء في الأشهر القليلة الأولى بعد الحادث.
في النهاية، تم إجلاء أكثر من 100000 شخص من المنطقة المجاورة، وتم إنشاء منطقة الحظر التي تبلغ مساحتها 2600 كيلومتر مربع حيث كان النشاط الوحيد فيها هو التخلص من النفايات النووية والعناية بالتابوت الذي يغطي المفاعل، والذي تم بناءه على عجل لاحتواء الكارثة.
كما واستمر الإشعاع في التسرب من مبنى المفاعل حتى عام 2019، عندما كان المبنى بأكمله مغطى بغطاء ضخم على شكل قوس.
وفي الذكرى الخامسة والثلاثين للكارثة الذي صادف يوم أمس الاثنين، رفعت السلطات الأوكرانية السرية عن وثائق تظهر وقوع حوادث خطيرة في محطة توليد الكهرباء العاملة بالطاقة النووية عدة مرات قبل تاريخ 26 أبريل 1986.
وكشف جهاز الأمن الأوكراني أن السلطات السوفيتية أصدرت مرسوما بتاريخ 8 يوليو 1986، يصنف جميع تفاصيل كارثة تشيرنوبيل، بما في ذلك عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالتسرب الإشعاعي الخطير. وبحسب الوكالة، حاول صحفي فرنسي في أكتوبر من عام 1987 أخذ عينات من التربة والمياه إلى خارج أوكرانيا، لكن المخابرات السوفيتية استبدلت عيناته بأخرى نظيفة للتستر على الحادثة وتبعياتها.