متفرقات

حرائق الغابات في أستراليا تهدد وجود حيوان الكوالا الشهير

4 تشرين الثاني 2019 13:26

تعتبر مراقبة حيوانات الكوالا وهي تعاني من حريقٍ هائل أحد أقسى أجزاء وظيفة شاين فلاناجان في مستشفى بورت ماكواري كوالا على الساحل الجنوبي الشرقي لأستراليا. وقال فلاناجان، المدير الإكلينيكي بالمستشفى

تعتبر مراقبة حيوانات الكوالا وهي تعاني من حريقٍ هائل أحد أقسى أجزاء وظيفة شاين فلاناجان في مستشفى بورت ماكواري كوالا على الساحل الجنوبي الشرقي لأستراليا.

وقال فلاناجان، المدير الإكلينيكي بالمستشفى لوكالة DW الألمانية: "إنه صوت محزن ومؤلم للغاية أن تسمع صراخ حيوانات الكوالا وهي تحترق وتئن من الوجع"، مضيفاً أن الحرارة المشعة بعد الحريق يمكن أن تكون في الواقع الأكثر ضرراً للعديد من الأنواع الفريدة والنادرة من الكوالا.

وأضاف فلاناجان: "إن هذا الحيوان الجميل والرقيق يطهى حرفياً، حيث يشبه الأمر وجودك داخل ميكروويف عملاق، مما يتسبب بذوبان فرائه وتعرضه لحروق مميتة، بينما تلك الحيوانات الناجية التي تتمكن من الهروب من اللهب والحرارة الجهنمية على قيد الحياة، لا يزال يتعين عليها تحمل المعاناة طوال عملية الانتعاش، فتلك الحروق مؤلمةٌ للغاية، ومنظرها يدمي القلب حقاً".

ووفقاً لتقرير صادر عن مجلس المناخ، وهي منظمة غير حكومية مقرها ملبورن وتركز على أبحاث المناخ، لقد شهدت السنوات الأخيرة موسم حرائق الغابات في وقت مبكر، وأصبحت الحرائق تحدث في أمان وغابات لم يكن متوقع أبداً أن تحدث فيها مثل هذا الحرائق وبهذا الشكل الرهيب.

وفي سبتمبر من هذا العام، شهدت ولايتي نيوساوث ويلز الشرقية وكوينزلاند أسوأ حرائق في التاريخ المسجل.

وفي الأسبوع الماضي، يخشى أن يكون ما يصل إلى 350 من حيوانات الكوالا النادرة قد ماتت في حريقٍ اندلع في منطقة ليست ببعيدة عن المستشفى، على بعد حوالي 400 كيلومتر إلى الشمال من مدينة سيدني.

* تعتبر الغابات نقطةً ساخنة لإزالة الغابات

وأشار الخبراء إلى أن إزالة الغابات بهدف الزراعة واسعة النطاق هي أحد أسباب حرائق الغابات الأخيرة في أستراليا، ومع سقوط الأشجار، تزيد نسبة الكربون في الجو، مما يؤجج الاحترار الذي يزيد بدوره من خطر الحريق.

وقال ستيوارت بلانش، مدير سياسات حماية الغابات والأراضي الأسترالية في الصندوق العالمي للطبيعة في سيدني: " إن الحرارة الشديدة الناجمة عن تغير المناخ تسبب حرائق أكثر وأسوأ بكثير مما مضى، ولإزالة الغابات بهدف الزراعة الواسعة النطاق جزء لا يتجزأ من هذا الخطر".

ويعتقد أن الكوالا ستعتبر منقرضةٌ وظيفياً خلال الخمسين عاماً القادمة، وهذا يعني أنه لن يكون هناك عددٌ كافٍ من حيوانات الكوالا الصحية والمتنوعة وراثياً وخاصةً من تلك الأنواع التي تعيش في البرية، وذلك ليس فقط بسبب الحريق ولكن بسبب فقدان الموائل بشكل عام أيضاً.

كما يقول الصندوق العالمي للطبيعة إن حوالي980،000 فدان من النباتات المحلية تم تطهيرها في ولاية كوينزلاند الشمالية الشرقية في عامي 2015 و2016، مما أسفر عن مقتل 45 مليون حيوان بري مختلف، بما في ذلك الكوالا والطيور والزواحف.

وقال بلانش لوكالة DW: "أستراليا هي الدولة الوحيدة في العالم المتقدم التي تصنع قائمة عالمية لمناطق إزالة الغابات وحماية الحيوانات الآن ".

وأضاف أنه بينما واصلت كوينزلاند تطهير الغابات بمعدلٍ ينذر بالخطر، خففت حكومة نيو ساوث ويلز قوانينها حول قطع الأشجار في أغسطس من هذا العام، حيث أنه خلال كل يوم على مدار العامين الماضيين، تم إزالة ونطهير أكثر من 3000 فدان من الموائل الأخيرة المتبقية لحيوانات الكوالا في نيو ساوث ويلز.

* تقديم علاج هادئ للكوالا التي تعرضت للحروق القاتلة

على الرغم من أن الخبراء ونشطاء حقوق الحيوان لا يستطيعون إنقاذ الأنواع التي تعاني من إصابات أو حروق بمفردها، إلا أن فلاناجان وفريقه وجدوا في عام 2013 على طريقةٍ يبدو أنها نجحت في علاج حروق الكوالا إذا تم إنقاذ الحيوانات في الوقت المناسب.

ويقول فلاناجان: "لقد اكتشفت أنه بعد اصابة الكوالا بالحروق بسبب الحرائق، أن التغذية والهدوء أمران حاسمان في عملية الشفاء بعد الحريق".

ونقل فلاناجان ومجموعة من المتطوعين ثمانية حيوانات كوالا مصابين بحروق طفيفة نسبيا إلى مستشفى بورت ماكواري مؤخراً، والذين كانوا في حالة ذعر شديدة حسب كلام الفريق.

كما تم وضع الكوالا في أقفاصٍ بها الكثير من الأوراق لتناول الطعام والماء والظل والهدوء. على الرغم من أن الكولا تعني "لا شراب" في بعض لغات السكان الأصليين، إلا أن هذه الحيوانات تشرب الماء بكثرة عندما تكون مريضة، أو بعد التعرض للحروق المؤلمة.

ويتابع فلاناجان: " ما كان مذهلاً حقاً هو أنه بدون دواء، وبجودة طعام جيد جداً ومحيط هادئ، بدأوا بالاستشفاء طبيعياً".

وفي غضون أسابيع، بدأت تلتئم أظافرهم وكفوفهم المحترقة، والتي تعتبر مهمةً للغاية لتلك الحيوانات لتسلق الأشجار والعيش عليها، كما يبدو أنهم أصيبوا بعدد قليل من الإصابات الثانوية بسبب جروحهم المحترقة.

ويقوم فلاناجان الآن بتدريب المتطوعين من جميع أنحاء العالم على رعاية الكوالا، والاهتمام والدعم من بلدان مثل ألمانيا والولايات المتحدة وسويسرا أمرٌ حيوي لأنه يمكن أن يؤدي إلى تبرعات ومساهمات حاسمة لمساعدة الحيوانات البرية.

لكن أكبر مساعدة من الجميع، كما يقول فلاناجان، هي حماية موطن هذا النوع الأسترالي الشهير، والذي يعتبر أحد الرموز الأسترالية في عالم الحيوان.

ويضيف فلاناجان: "إن الغابات مهمةٌ للغاية، لذلك فنحن بحاجة إلى التوقف عن قطع الأشجار على الفو".