لقد أثرت حرائق الغابات والجفاف وفقدان الموائل والمرض على حيوانات الكوالا التي كانت موجودة بكثرة في أستراليا على مر السنين، لدرجة أن الحكومة صنفت الآن هذه الجرابيات الأيقونية على أنها مهددة بالانقراض في معظم أراضيها.
حيوانات الكوالا مهددة بالانقراض
يأتي القرار بعد عامين من توقع تحقيق برلماني أن تنقرض حيوانات الكوالا في منطقة نيو ساوث ويلز بحلول عام 2050 إذا لم يتم تنفيذ أي تدخل حكومي عاجل.
تم تصنيف حيوان الكوالا، وهو الحيوان الأسترالي النموذجي، بأنه "ضعيف" في عام 1999، ولكن تم الآن ترقية وضعه وسط انخفاض أعداده، وتنطبق إعادة التصنيف على كوينزلاند ونيو ساوث ويلز ومنطقة العاصمة الأسترالية، حيث تعيش معظم حيوانات الكوالا، وقالت وزارة البيئة أن خطة استعادة حيوانات الكوالا ستوضع قريباً.
تتضمن الخطة إنشاء قوانين لحماية الكوالا وموائلها الطبيعية، وبالإضافة إلى ذلك، ستلتزم الحكومة بحوالي 35 مليون دولار في السنوات الأربع المقبلة لجهود استعادة الكوالا والحفاظ عليها، ورحبت المنظمات غير الحكومية بهذا الأمر، لكنهم وصفوه بأنه "قطرة في المحيط" إذا لم يتم معالجة أسباب تدهور الأنواع.
وقالت وزيرة البيئة سوزان لي في مؤتمر صحفي: "هذه القائمة تضيف أولوية عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على الكوالا، لقد أدى تأثير الجفاف المطول، الذي تلاه حرائق الصيف السوداء، والآثار التراكمية للأمراض والتوسع الحضري وفقدان الموائل على مدى العشرين عاماً الماضية إلى وصولنا إلى هذا الحد".
حظي الوضع الحرج لحيوان الكوالا باهتمام عالمي في عام 2019 عندما اندلعت حرائق الغابات على مساحة ملايين الهكتارات، مما أدى إلى تعطيل موطن الحيوان، وقدرت التقارير أن أكثر من 60.000 من حيوانات الكوالا "قتلوا أو أصيبوا أو تأثروا بطريقة ما"، ولم يكن الأمر حكراً على الكوالا، بل تضرر ثلاثة مليارات حيوان آخر من الحرائق.
الحيوانات التي تضررت من حرائق الغابات في أستراليا
ورداً على ذلك، خصصت الحكومة الأسترالية ما يقرب من 13 مليون دولار، نصفها لاستخدامها في استعادة الموائل والنصف الآخر في البحوث الصحية، لكن هذا لم يكن كافياً، حسب ما قالت المنظمات البيئية غير الحكومية، وفي عام 2020، قام كل من الصندوق العالمي للطبيعة والجمعية البشرية وصندوق رعاية الحيوان بترشيح الحيوان بشكل جماعي لإدراجه ضمن الأنواع المهددة بالانقراض.
انخفض عدد الكوالا إلى أقل من 58 ألف في عام 2021 من أكثر من 80 ألف في عام 2018، وفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة كوالا الأسترالية الذي نُشر العام الماضي، وكان أسوأ انخفاض في ولاية نيو ساوث ويلز، حيث انخفضت الأرقام بنسبة 41٪، ولم تكن هناك أعداد تصاعدية في أي منطقة، مع وجود عدد قليل من الكوالا يصل إلى خمسة.
وقالت ديبورا تابت، رئيسة مؤسسة الكوالا الأسترالية، في بيان: "التظاهر مع كوالا محبوب والإعلان عن جزء كبير من المال هو بلا شك الفائز في التصويت، ولكن، إذا كانت الحكومة الفيدرالية جادة بشأن إنقاذ هذه الأنواع، فإن دفقها النقدي يحتاج إلى وضع الخطوط العريضة، وهذا يعني رسم خرائط بشكل لائق لمعرفة مكان وجود الكوالا أو يمكن أن يكونوا".
هذا ويواجه الكوالا حالياً مجموعة واسعة من التهديدات في أستراليا، ويمكن القضاء على مستعمرة كاملة بنيران غابة واحدة، كما تتأثر هذه الحيوانات أيضاً بالأمراض التي تسببها بكتيريا الكلاميديا، مثل التهاب الملتحمة والتهابات المسالك البولية، كما يمكن أن يؤدي تطهير الأراضي من أجل تطوير البنية التحتية والزراعة إلى فقدان موائلها.