اكتشف علماء في جامعة سوانسي في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية وجود ملوثات كيميائية يحتمل أن تكون خطيرة، والتي يتم إطلاقها من أقنعة الوجه الواقية التي تستخدم لمرة واحدة عند غمرها في الماء.
وبحسب الباحثون، كشفت دراستهم عن وجود مستويات عالية من الملوثات، بما في ذلك الرصاص والأنتيمون والنحاس داخل الألياف المصنوعة من السيليكون والبلاستيك لأقنعة الوجه الشائعة التي تستخدم لمرة واحدة، ويتم دعم هذه الدراسة الهامة من قبل معهد المواد المبتكرة والمعالجة والتقنيات العددية (IMPACT)، ومركز الابتكار والمعرفة الخاص.
وجود ملوثات كيميائية خطيرة في أقنعة الوجه الواقية
كما وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور ساربر سارب من كلية الهندسة بجامعة سوانسي: "نحتاج جميعاً إلى الاستمرار في ارتداء الأقنعة الواقية لأنها ضرورية لإنهاء الجائحة الفيروسية. ولكننا نحتاج أيضاً إلى مزيد من البحث والتنظيم بشأن إنتاج الأقنعة بشكل عاجل، حتى نتمكن من تقليل أي مخاطر على البيئة وصحة الإنسان".
والجدير بالذكر أنه قد تم توضيح نتائج الاختبارات التي أجراها فريق الباحثين مؤخراً باستخدام مجموعة متنوعة من الأقنعة، بداية من أقنعة الوجه العادية ووصولاً إلى الأقنعة المبتكرة والاحتفالية المخصصة للأطفال، والتي يتم بيع العديد منها حالياً في منافذ البيع بالتجزئة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
بالإضافة إلى ذلك، تم توثيق زيادة في استخدام الأقنعة الواقية أحادية الاستخدام، والنفايات المرتبطة بها، بسبب استمرار تفشي جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد كسبب جديد للتلوث.
وهدفت هذه الدراسة إلى استكشاف هذه الصلة المباشرة مع التحقيق في مستوى المواد السامة الموجودة فيها أيضاً.
وكشفت نتائج الدراسة عن وجود مستويات كبيرة من الملوثات في جميع الأقنعة التي تم اختبارها، والتي قامت بإطلاق جزيئات متناهية الصغر نانوية ومعادن ثقيلة في الماء أثناء جميع الاختبارات.
كما وخلص الباحثون إلى أن هذا سيكون له تأثير بيئي كبير، بالإضافة إلى إثارة مسألة الضرر المحتمل على الصحة العامة، محذرين من أن التعرض المتكرر يمكن أن يكون خطيراً على صحتنا لأن المواد الموجودة لها صلات معروفة بموت الخلايا والسمية الجينية وتكوين الخلايا السرطانية.
لمكافحة هذا الأمر، ينصح الفريق بإجراء مزيد من البحث ووضع اللوائح اللاحقة في عملية التصنيع والاختبار الخاصة بالأقنعة الواقية أحادية الاستخدام.
وأضاف الدكتور ساربر: "بلغ إنتاج أقنعة الوجه البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة في الصين وحدها ما يقرب من 200 مليون قناع يومياً، وذلك في جهد عالمي للتصدي لانتشار فيروس كورونا التاجي المستجد. ومع ذلك، من غير اللائق وغير المنظم إن التخلص من هذه الأقنعة الواقية يمثل مشكلة تلوث بلاستيكي نواجهها بالفعل، ونقوم بتكثيفها بفعلنا ذلك".
وأكمل: "هناك قدر مقلق من الأدلة التي تشير إلى أن نفايات الأقنعة الواقية أحادية الاستخدام يمكن أن يكون لها تأثير بيئي كبير من خلال إطلاق الملوثات عن طريق تعريضها للماء ببساطة. كما أن العديد من الملوثات السامة التي وجدناها في دراستنا لها خصائص تراكمية حيوية عند إطلاقها في البيئة. ولذلك، من الضروري فرض لوائح أكثر صرامة أثناء التصنيع والتخلص من أو إعادة تدوير الأقنعة الواقية لتقليل الأثر البيئي".
وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى فهم تأثير ترشيح الجسيمات على الصحة العامة. ومن بين الاهتمامات الرئيسية لهذه الجسيمات أنه يمكن فصلها بسهولة عن أقنعة الوجه وترشيحها في الماء ببساطة، مما يشير إلى أن هذه الجسيمات غير مستقر ميكانيكيا وسهلة الفصل والانتشار. لذلك، من الضروري إجراء تحقيق كامل لتحديد الكميات والآثار المحتملة لهذه الجسيمات التي تتسرب إلى البيئة، والمستويات التي يستنشقها المستخدمون أثناء ارتداء هذه الأقنعة الواقية، وهذا مصدر قلق كبير لا سيما لأخصائي الرعاية الصحية والعاملين الرئيسيين والأطفال الذين يطلب منهم ارتداء القناع الواقي لمدة طويلة خلال يوم العمل أو في المدرسة".
المصدر: مجلة Live Mint