أخبار

نجل قيادي في حماس يحث إسرائيل على استهداف قادة حماس لقتلهم

23 أيار 2021 16:00

أفادت صحيفة نيويورك بوست، بأن نجل أحد أبرز مؤسسي حركة حماس، مصعب حسن يوسف ، حث إسرائيل على استهداف قادة حركة المقاومة الإسلامية لقتلهم، حتى بعد وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه يوم الجمعة بين إسرائيل و فصائل المقاومة الفلسطينية.

حيث قال مصعب حسن يوسف لصحيفة نيويورك بوست في مقابلة هاتفية: " إن اغتيال قيادة حماس لن يقضي على حماس، لكنه سيعلمهم درسا و يحاسبهم، ففي المرة القادمة، قبل أن يدخل المدنيين من كلا الجانبين في حمام دم، عليكم أن تفكروا 1000 مرة، هذا هو اقتراحي الشخصي لإسرائيل ".

كما وقال مصعب يوسف أن كبار قادة حماس مثل والده، من المحتمل أن يكونوا قد نجحوا في الاحتماء خلال أعمال العنف الأخيرة في مخابئ آمنة تحت الأرض، بينما استخدموا الشهداء ومقتل الشعب الفلسطيني كغطاء ونقاط دعائية أجنبية، وفق زعمه، مضيفا: " لقد دفع مئات الأطفال الثمن، لا يستطيع هذا النوع من الناس الإفلات مما فعلوه، ويجب ألا يشعروا بالأمان ليوم واحد، حماس تكره إسرائيل أكثر مما تحب أطفالها".

وأشارت الصحيفة إلى أن مصعب يوسف، البالغ من العمر 43 عام، قال أنه يتابع التطورات الإقليمية عن كثب، وبحسب قوله فإن جولة العنف الأخيرة سببها تهميش حماس المتزايد في السنوات الأخيرة، وقد قال أن مشاكل حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية هو السبب الظاهري للاضطرابات الحالية، وأنه كان مجرد ذريعة لاندلاع القتال في المنطقة.

وأضافت الصحيفة ،بأن مصعب قال عن اتفاقات السلام التي وقعتها إسرائيل مع عدة دول في الشرق الأوسط العام الماضي: "شعرت حماس بخيبة أمل كبيرة بسبب اتفاقيات ابراهام التي تجاهلتها تماما، إنها الحقيقة الجديدة التي صنعها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في المنطقة، هذا واقع جديد وحماس ليست مستعدة لقبوله ".

كما وأضاف: " لم يظهر ترامب الكثير من التسامح، في حين أن عقلية القرن السابع في الشرق الأوسط تسيء فهم التسامح على أنه ضعف".

وأشارت الصحيفة إلى أن مصعب يوسف ولد في مدينة رام الله بالضفة الغربية، وقد أعده والده ليكون قائدا في حركة حماس، لكنه بدأ في التخابر سرا مع جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" عام 1997، ولمدة 10 سنوات، كان أحد أصولهم الاستخباراتية الأكثر قيمة، حتى أن اسمه الرمزي كان "الأمير الأخضر"، إشارة إلى خلفيته العائلية الرفيعة في حركة حماس التي تتخذ من اللون الأخضر رمزا لها، كما وصدر كتاب وفيلم وثائقي عن حياته في عامي 2010 و2014 على التوالي.

وبحسب الصحيفة، فقد تحول مصعب لاحقا إلى الديانة المسيحية، وطلب اللجوء السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبح مواطنا أمريكيا عام 2018، وهو يعيش الآن بهدوء في كاليفورنيا، حيث يستمتع بالغوص و اليوغا مجانا، وهو معفى من رسوم المشاركة في الأحداث العام و العمل الاستشاري.

ووفقاً للصحيفة، فقد انشق شقيق آخر له عن حماس عام 2019، وهو صهيب يوسف، والذي قال لوسائل إعلام إسرائيلية أنه سئم الفساد ووصف الحركة بأنها "منظمة إرهابية عنصرية تشكل خطورة على الشعب الفلسطيني".

وقد زعم مصعب أنه رأى النور بعد فترة قضاها مع رفاق والده في سجن إسرائيلي خلال منتصف التسعينيات، ففي سجن مجيدو الإسرائيلي، شاهد سجناء من حماس يقودون حملة وحشية استمرت لمدة عام لاستبعاد الأسرى الذين يشكون في تخابرهم مع إسرائيل و قتلهم.

حيث قال: " خلال تلك الفترة، قامت حماس بتعذيب وقتل مئات السجناء" ، مستذكرا ذكريات حية لإبر تم إدخالها تحت أظافر أصابع و حرق أجسادهم بالبلاستيك محترق، رغم أن الكثير منهم مظلومين للأسف.

و تابع مصعب: "لن أنسى صراخهم أبدا، و قد بدأت أسأل نفسي سؤالا، ماذا لو نجحت حماس في تدمير إسرائيل وبناء دولة فلسطينية، هل سيدمرون شعبنا بهذه الطريقة ؟".

و على الرغم من انتخاب حماس ديمقراطيا من قبل الفلسطينيين في غزة عام 2006، إلا أن مصعب قال أن الحركة لم تكن تتمتع بالشعبية التي قد تبدو عليها في النشرات الإخبارية، مضيفا بأن غالبية سكان غزة صمتوا ليس لأنهم يدعمون حماس، و لكن لأنهم يخافون من حماس، فهم يعيشون في خوف دائم من حماس التي تسيطر عليهم بحد السيف، و إذا ما عارضت حماس فسوف يطلقون النار عليك أو يشنقوك على الفور، مما يعني نهاية مأساوية لك ولعائلتك، على حد تعبيره.

كما أضافت الصحيفة، بأن مصعب يوسف قال أنه لم يكن على اتصال بأسرته منذ عام 2009، و على الرغم من أنه يسافر بشكل متكرر، إلا أنه لا يخطط للذهاب إلى فلسطين المحتلة على الإطلاق، لأن الموت المحقق ينتظره، مشيرا إلى أن والده قد أوعز باغتياله بالفعل، مضيفا: "لقد أعلن والدي براءته مني علانية و أنني لست ابنه، مما يعني أنه إذا ما كانت حماس تريد قتلي فلن يمنعها من ذلك، لقد حلل إراقة دمي".

المصدر: صحيفة نيويورك بوست