علاج بصري وراثي يعيد الرؤية جزئيا لدى المكفوفين

علوم

العلاج البصري الوراثي.. تقنية ثورية تعيد البصر جزئيا للمكفوفين

26 أيار 2021 21:28

يطلق على التلاعب بالبروتينات في الخلايا داخل الجسم باستخدام الضوء اسم "العلاج البصري الوراثي"، وتم تطويره لأول مرة في أوائل القرن الحادي والعشرين، حيث أدى تطوير هذا العلاج إلى العديد من الاكتشافات المهمة حول العمل الداخلي للدماغ البشري، وتم تطويره بشكل كبير على الحيوانات بشكل أساسي.

ونظراً لأن معظم الدراسات والأبحاث التي تستخدم هذه التقنية كانت تركز على التجارب على الحيوانات، لم يتم الإبلاغ عن قدرة العلاج البصري الوراثي على إجراء أي نوع من التحسن الوظيفي في البشر.

والآن، تم الإبلاغ أخيرا عن قدرة هذه التقنية العلاجية المتطورة في تحقيق تحسن في البشر في دراسة جديدة نشرتها مجموعة من العلماء من جامعة بيتسبرغ ومؤسسات أخرى حول العالم.

والتي تصف المرة الأولى التي حقق فيها مريض تعافيا وظيفيا جزئيا من مرض تنكس عصبي باستخدام علاجات علم البصريات الوراثي.

وفي هذه الحالة، استعاد المريض الكفيف بصره جزئيا بعد الخضوع للعلاج باستخدام العلاج البصري الوراثي.

ويقول خوسي أليان ساهيل، مدير مركز UMPC للعيون بجامعة بيتسبرغ والأستاذ في جامعة السوربون في فرنسا، أن هذه الدراسة عبارة عن تراكم لأكثر من 12 عاما من العمل، وهي تركز على مريض من باريس تم تشخيصه بالتهاب الشبكية الصباغي قبل 40 عام من الآن.

تجدر الإشارة إلى أن التهاب الشبكية الصباغي هو مرض تنكسي عصبي يدمر الخلايا الحساسة للضوء في شبكية العين، مما يؤدي إلى إصابة الشخص المصاب به بالعمى التام. كما وتحدث هذه الحالة المرضية الخطيرة بسبب طفرات في أكثر من 71 جين مختلف في الجسم.

خلال الدراسة، حاول الباحثون معالجة التهاب الشبكية الصباغي من زاوية مختلفة لم تعتمد على محاولة إصلاح الجينات المحورة في الخلايا التي تستجيب للضوء، حيث حاولوا بدلاً من ذلك تنشيط الخلايا العصبية مباشرة باستخدام العلاج البصري الوراثي.

وقام الباحثون بحقن عين المريض ذات الرؤية السيئة مع ناقل مرتبط بالفيروس الغدي الذي يحمل معلومات وراثية، بما في ذلك بروتين حساس للضوء يسمى ChrimsonR.

والجدير بالذكر أن هذا البروتين المعين يأتي من طحالب متوهجة ويوجد في الطبيعة، وهو يقوم بتنشيط تدفق أيونات الخلايا ويؤدي إلى إطلاقها ونقل الإشارة عبر النهايات العصبية إلى الدماغ مباشرة.

بالإضافة إلى ذلك، استخدم الباحثين نظارات واقية خاصة بها كاميرا تكتشف التغيرات في شدة الضوء لكل بكسل تلو الآخر كأحداث مميزة لتنشيط الخلايا العقدية في الدماغ.

كما وقال الباحثون أنه بعد فترة من التعديل وتعلم كيفية استخدام هذه التكنولوجيا، كانت النتائج التي توصلوا إليها رائعاً حقاً، حيث أصبح بإمكان المريض تحديد موقع الأشياء المختلفة والتعرف عليها وعدها باستخدام العين المعالجة أثناء ارتداء النظارات الواقية.

بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن المريض لم يتمكن من اكتشاف أي أشياء بصريا قبل العلاج أو بدون النظارات الواقية بعد العلاج.

المصدر: موقع سلاش جير