وجدت دراسة جديدة أن الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن والذين تناولوا نظاماً غذائياً غنياً بالدهون قد حصدوا فوائد صحية من التمارين الرياضية التي مارسوها في وقت متأخر من اليوم أكثر من ممارستها في الصباح، وتحسنت السيطرة على نسبة السكر في الدم ومستويات الكوليسترول لديهم مع ممارسة الرياضة المسائية أيضاً.
وألقت دراسة أسترالية جديدة الضوء على العمل المعقد لإيقاعاتنا اليومية التي تتناسق مع الوظائف البيولوجية للجسم، مثل التحكم في مستويات السكر في الدم والتمثيل الغذائي، وذلك وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.
أفضل وقت للتمارين لحرق الدهون
ووجدت الدراسة أن ممارسة الرياضة يمكن أن تؤثر على ارتفاع مستويات السكر في الدم وتحسن صحة التمثيل الغذائي.
كما واختلف الباحثون حول فوائد التمارين في الصباح الباكر، ونادراً ما أخذوا في الحسبان تقييم النظام الغذائي في دراساتهم السابقة.
في حين تضمنت الدراسة الجديدة، التي نشرت في مجلة Diabetologia العلمية، ضبط النظام الغذائي للمشاركين في الدراسة وتوقيت التمارين الرياضية الخاصة بهم.
وخلال الدراسة، قام الباحثين بتجنيد 24 رجلا أستراليا يعانون من زيادة الوزن و قليلي الحركة، وبعد قياس مستوى الكوليسترول ونسبة السكر في الدم و العلامات الصحية الأخرى، وضعوا خططا متطابقة لتناول وجبات منخفضة الكربوهيدرات و عالية الدهون لكل مجموعة لمدة 11 يوما، و قد احتوت تلك الوجبات ما يصل إلى 65٪ من الدهون.
وقام الباحثون من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا بالعمل مع الجامعة الأسترالية الكاثوليكية في تقييم اختبارات الدم الخاصة بالمتطوعين المشاركين في الدراسة، ووجدوا أن مستويات الكوليسترول في الدم ومدى التحكم في نسبة السكر في الدم قد تدهورت بعد تناول الأطعمة الغنية بالدهون، حيث ارتفعت مستويات الكوليسترول الضار في الدم لدى الجميع، والذي يعرف بأنه يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وبعد خمسة أيام من تناول النظام الغذائي عالي الدهون، تم تقسيم الرجال إلى ثلاث مجموعات، حيث مارست إحدى المجموعات التمارين الرياضية في الساعة 6:30 صباحاً، بينما قامت المجموعة الثانية بممارسة نفس التمارين الرياضية الساعة 6:30 مساء، أما المجموعة الثالثة فقد واصلت أسلوب حياتها الخاملة.
وبعد خمسة أيام أخرى، أعاد الباحثون تقييم اختباراتهم ووجدوا أن جميع الرجال الذين مارسوا التمارين قد طوروا تحسنا في لياقة وصحة عضلة القلب والأوعية الدموية مقارنة بالمجموعة الخاملة، لكن أولئك الذين مارسوا الرياضة في المساء كان لديهم ميزة طفيفة عندما يتعلق الأمر بخفض مستويات السكر في الدم وكذلك الكوليسترول الضار مقارنة بالمجموعة التي مارست الرياضة صباحا والمجموعة الخاملة.
وقالت الدكتورة ترين موولدت، أخصائية فيزيولوجيا التمارين الرياضية في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "إن ممارسة التمارين الرياضية مساءا عكس أو خفض بعض التغييرات التي صاحبت النظام الغذائي عالي الدهون الذي تناوله المشاركون، في حين أن التمارين الرياضية الصباحية لم تفعل ذلك".
كما وقالت موولدت أنها تشك في أن يكون لممارسة التمارين الرياضية في المساء تأثير أكبر على التمثيل الغذائي للدهون لدينا، لكنها تأمل في التحقيق في تأثير توقيت التمرين بشكل أكبر.
وأضافت أن كلا المجموعتين من الأشخاص الذين مارسوا التمارين الرياضية أصبحت أكثر لياقة بدنية، مضيفة: "إن ممارسة التمارين الرياضية بأي شكل من الأشكال أفضل من عدم ممارستها على الإطلاق".
المصدر: شبكة نيوز ماكس