أخبار

مقتل زعيم جماعة بوكو حرام النيجيرية بناءً على أوامر من قيادة داعش

7 حزيران 2021 13:21

ذكرت صحيفة الغارديان، في تقرير لها اليوم، بأنه قد تم تأكيد مقتل زعيم جماعة بوكو حرام الإسلامية النيجيرية المتطرفة من قبل فصيل متطرف منافس، والذي قال إنه قد نفذ عملية القتل بأوامر مباشرة من قيادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" التي تقع بعد آلاف الأميال في الشرق الأوسط.

حيث قتل أبو بكر شيكاو، أحد أشهر قادة الجماعات الإسلامية المتشددة في أي مكان في العالم، خلال الشهر الماضي في تفجير عبوة ناسفة أثناء ملاحقته من قبل مقاتلين من ولاية غرب إفريقيا الإسلامية (إيسواب) في غابة سامبيسا، وهي منطقة تقع وسط الغابات الكثيفة ذات الأهمية الاستراتيجية في شمال شرق نيجيريا، والتي كانت تمثل قاعدة لشيكاو وقواته.

وفي الحقيقة، أسعدت وفاة شيكاو أجهزة الأمن النيجيرية والدولية ولكنها أحرجتها في نفس الوقت، وذلك لأنها قد أمضت عقدا من الزمن في تخصيص موارد مالية ولوجستية ضخمة لمطاردة شيكاو والقبض عليه.

وبحسب ما ورد، فقد تم إطلاق العملية ضد شيكاو بأوامر مباشرة من قيادة تنظيم داعش الإرهابي في الشرق الأوسط، التي تشعر بالقلق من استهداف بوكو حرام العشوائي لـ "المؤمنين"، مما يؤكد استمرار الامتداد العالمي للجماعة المتطرفة من خلال المنتسبين لها وإمكانية تزايد توسعها في أفريقيا.

كما وأشارت الصحيفة، إلى أن الفصائل الإسلامية المتطرفة في جميع أنحاء منطقة الساحل قد كثفت هجماتها في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى مستويات جديدة من العنف في بعض المناطق بنيجيريا، وقد قتل أكثر من 120 قرويا في هجوم في بوركينا فاسو خلال الأسبوع الماضي في واحدة من أكثر المذابح دموية التي تم تسجيلها حتى الآن، دون أن تعلن أي جماعة مسؤوليتها عنها حتى الآن.

وفي شريط صوتي حصل عليه موقع Humangle، وهو موقع إخباري محلي محترم له اتصالات قوية بين المتمردين ووكالات مكافحة الإرهاب، يمكن سماع زعيم ولاية غرب إفريقيا الإسلامية، أبو مصعب البرناوي، وهو يخبر أتباعه أن مقتل شيكاو جاء استجابة لأوامر من الزعيم الجديد لتنظيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.

وبحسب التسجيل: " كان شيكاو شخصا ارتكب اجراما وارهابا لا يمكن تصوره، كم ضاع، وكم قتل، وكم روع من الناس؟، لكن الله تركه وشأنه وأطال عمره، وعندما حان الوقت، أرسل الله جنودا شجعانا للقضاء عليه بعد أن تلقوا الأوامر من أمير المؤمنين".

وبحسب الصحيفة، فإن فصيل البرناوي قد انشق عن بوكو حرام عام 2016 بعد خلافات شخصية ودينية واستراتيجية، وقد تم تبني الفصيل لاحقا من قبل قيادة تنظيم داعش باعتباره فرعا له في المنطقة بعد أن ثبت استحالة سيطرة التنظيم على شيكاو.

وقد قال فينسينت فوش، الخبير في التطرف الإسلامي، إن البرناوي، الذي ينظر إليه على أنه معتدل نسبيا بين القادة المتطرفين في المنطقة، قد منح الدور القيادي من خلال تنفيذ "مهمة تدقيق" لصالح تنظيم داعش الموجود في الشرق الأوسط في وقت سابق من هذا العام في نيجيريا مع مجموعة الأزمات الدولية.

في حين قال البرناوي في بيانه إن شيكاو نجا في البداية من الهجوم على غابة سامبيسا، وذلك من خلال الاختباء من مقاتليي ولاية غرب إفريقيا الإسلامية لمدة خمسة أيام، وعندما تم العثور عليه، هرب مرة أخرى ثم قبض عليه مرة أخرى ورفض عرضا بالاستسلام، وعلى الرغم من أنه يعتقد أن معظم أتباعه قد انسحبوا أو غيروا ولائهم، إلا أن واحدة على الأقل من الفصائل المختلفة التي شكلت بوكو حرام تقاوم سلطة البرناوي.

ووفقاً للغارديان، فإن شيكاو كان مسؤولا عن استخدام العديد من الشابات والفتيات كانتحاريات واختطاف 300 طالبة من كلية نيجيرية عام 2014، في حادثة صادمة تصدرت عناوين الصحف العالمية في ذلك الوقت.

وبحسب ما قاله بعض الخبراء، فإن عدم القدرة على التنبؤ بأفعاله وميله نحو الاستراتيجيات الأكثر تطرفا وعنفا في قيادة تنظيم بوكو حرام الإرهابي يفسر الأوامر الصادرة لإقصائه من قبل تنظيم داعش الإرهابي، كما أن وفاته تجعل ولاية غرب إفريقيا الإسلامية المتطرفة تحظى بسيطرة منقطعة النظير في منطقة حوض بحيرة تشاد.

المصدر: صحيفة الغارديان