سرعان ما أصبحت كلمة "سلالة" واحدة من أكثر الكلمات المكروهة في القاموس، حيث يقول الباحثون في إيطاليا إنهم اكتشفوا سلالة أخرى من فيروس كورونا التاجي المستجد.
وحدد فريق من جامعة بولونيا سلالة جديدة تنتشر عبر كل من أمريكا الشمالية وأوروبا خلال الأسابيع الأخيرة، مع تركز العديد من الحالات الجديدة في المكسيك، وأشار العلماء إلى الطفرة الفيروسية هذه، التي أطلق عليها اسم T478K، هي "السلالة المكسيكية" من فيروس كورونا.
تماماً مثل السلالات الفيروسية السابقة تتميز هذه السلالة الجديدة من فيروس كورونا بطفرات داخل بروتين سبايك الذي يسمح للفيروس باختراق الخلايا البشرية وإصابتها.
وقام الباحثون بتحليل ما يقرب من 1.2 مليون تسلسل جينومي لفيروس كورونا للوصول إلى هذا الاكتشاف.
كما وأوضح الباحث القائم على الدراسة، البروفيسور فيديريكو جيورجي، الأستاذ في قسم الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية: "لقد انتشرت هذه السلالة بشكل متزايد بين الناس في أمريكا الشمالية، وخاصة في المكسيك. فحتى الآن، تغطي هذه السلالة الجديدة أكثر من 50٪ من حالات الإصابة الموجودة في هذه المنطقة".
• هل ستتجاوز السلالة المكسيكية من فيروس كورونا لقاحات فيروس كورونا؟
من بين أكثر من مليون عينة من جينوم فيروس كورونا التي فحصها الباحثين، اكتشف الفريق وجود السلالة المكسيكية T478K في 11435 عينة، وأجرى العلماء تحليلا مشابها قبل شهر تقريباً، والذي أظهر فقط أن حوالي نصف هذا العدد من الحالات كانت مصابة بالسلاسة المكسيكية، وتفاجأ الفريق وشعر بالقلق من مثل هذا الارتفاع الكبير في فترة زمنية قصيرة.
ووفقاً للبيانات المتاحة، يبدو أن متغير T478K (السلالة المكسيكية) ينتشر بالتساوي بين الجنسين والفئات العمرية.
وفي المكسيك، شكلت هذه السلالة ما نسبته 52.8 % من جميع حالات الإصابة في المكسيك، و2.7 % من جميع حالات الإصابة الأمريكية.
وفي أوروبا، يقول الباحثون أن المتغير المكسيكي الجديد T478K قد انتشر بشكل ضعيف في ألمانيا و سويسرا والسويد، كما ولوحظ وجود عدد قليل جدا من الحالات ( 4 حالات فقط) في إيطالياً.
كما وخلص البروفيسور جيورجي إلى: "بفضل الكم الهائل من البيانات المتاحة في قواعد البيانات الدولية، يمكننا التحكم حاليا في الموقف من خلال مراقبة انتشار متغيرات فيروس كورونا عبر مناطق جغرافية مختلفة، وستكون مواصلة هذا الجهد في الأشهر المقبلة أمرا بالغ الأهمية للعمل بسرعة ولتطوير وسائل فعالة للتعامل معه".
وتجدر الإشارة إلى أن التحليلات الإضافية كشفت أن السلالة المكسيكية من فيروس كورونا قد تحمل طريقا جينيا محتملا يمكن الفيروس من تجنب التعرف عليه من قبل المناعة البشرية، حيث قال الباحثين أن هذا الأمر هام للغاية لمعرفة ما إذا كانت هذه السلالة الفيروسية الجديدة تستطيع الصمود أمام اللقاحات الحالية المضادة لفيروس كورونا أم لا.