علوم

أعراض إجهاد العين الرقمي.. العمل عن بعد يسبب متلازمة رؤية الكمبيوتر

6 تموز 2021 19:51

زادت جائحة فيروس كورونا التاجي بشكل كبير من مقدار الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة في حياتنا اليومية، وكل هذا الوقت على الأجهزة يمكن أن يكون مرهقاً للعيون، لذلك إذا كنت قد عانيت من المزيد من حالات الصداع أو إجهاد العين أو عدم وضوح الرؤية، منذ بدء العمل عن بُعد، فأنت لست وحدك، هذه هي أعراض إجهاد العين الرقمي، المعروف أيضاً باسم "متلازمة رؤية الكمبيوتر"، (نعم، إنه مصطلح طبي حقيقي، وفقاً لجمعية البصريات الأمريكية).



متلازمة رؤية الكمبيوتر

إليك الأخبار السارة أولاً: على الرغم من اسمها، إلا أن إجهاد العين ليس إصابة جسدية ولا يحمل أي خطر إلحاق ضرر طويل الأمد بالعينين، ومع ذلك، فهي ليست ممتعة، ويمكن أن تجعل الحياة صعبة في العصر الرقمي، ولكن، ولحسن الحظ، هناك خطوات بسيطة يمكنك اتخاذها للوقاية من هذه الأعراض أو التعافي منها.

ما الذي يسبب إجهاد العين الرقمي؟

تقول بريانكا كومار، طبيبة العيون في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، أنه عندما لا ننظر إلى الشاشات، فإن البشر يرمشون مرة كل أربع ثواني تقريباً، تقوم كل رمشة بإخراج طبقة من الدموع الجديدة، ومزيج من الزيت والماء والمخاط الذي يعمل على تليين العين وحمايتها.

وتضيف كومار: "عندما نستخدم الشاشات، فإننا نرمش نصف هذا المقدار، وهذا يمكن أن يجعل عيوننا تشعر بالجفاف، وحتى أنها قد تُصيبنا بالحرقة أو الألم أو الدموع، وتختلف هذه الدموع عن تلك التي تنتجها أعيننا عادة عندما نرمش، فهي تحدث عندما يدرك دماغنا أن عيوننا جافة جداً ولأنها في الغالب ماء، فإنها تميل إلى التبخر بسرعة، فالدموع هي في الواقع تنبيه إلى جفاف العينين".

أعراض إجهاد العين الرقمي

أما الصداع وعدم وضوح الرؤية المرتبطان أحياناً بإجهاد العين الرقمي لهما سبب جذري مختلف، حيث يمكن أن يؤدي قضاء ساعات على الشاشات إلى إجهاد العضلات التي تنسق أعيننا من الحركة المستمرة لتركيز البصر على نفس المسافة لفترة طويلة من الزمن، فهو مثل الجري في سباقات الماراثون طوال اليوم، فقضاء وقت كافي أمام الشاشات يمكن أن يتسبب في إصابة أي شخص بهذه المجموعة المعينة من الأعراض، لكن الأشخاص الذين يعانون من مشكلة كامنة في تنسيق العين معرضون للخطر بشكل خاص، ولذلك إذا كانت مشكلتك هي الصداع وعدم وضوح الرؤية.

وإذا وجدت أنه من الأسهل التركيز على شاشتك عندما تقوم بتغطية عين واحدة، فعليك أن تقوم بفحص عينيك، للتأكد من وجود مشكلة أساسية في تنسيق العين.

أضرار القضاء وقت طويل أمام الشاشة على العين

بالنسبة للبالغين، يمكن أن يكون إجهاد العين مؤلماً وغير مريح، ولكنه لا يسبب ضرراً فعلياً للعين، أما بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثماني سنوات، فإن القصة مختلفة، كما تقول كومار، وذلك لأن عضلات عيونهم لم تتطور بشكل كامل، وهناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن قضاء وقت طويل أمام الشاشة يمكن أن يساهم في قصر النظر، أي عندما تظهر الأشياء البعيدة ضبابية أكثر مما ينبغي، وتشير بعض الدراسات إلى أن قصر النظر أصبح أكثر شيوعاً لدى الأطفال خلال جائحة كورونا، ويرجع ذلك على الأرجح إلى كل هذا الوقت الذي يقضونه في التعلم عن بُعد.

ووجدت إحدى الدراسات، التي نُشرت في مجلة "جافا" أن الزيادة كانت تصل إلى ثلاثة أضعاف، وعادة، يمكن علاج هذه الحالة بوصفة طبية للنظارات أو العدسات اللاصقة، ولكن في الحالات القصوى، يمكن أن يؤدي قصر النظر إلى انفصال الشبكية، وهي إصابة تؤدي غالباً إلى العمى.

منع إجهاد العين:

لحسن الحظ، فإن حماية العين من وقت الشاشة ليس بالأمر الصعب ويمكن أن يلائم روتينك اليومي بسلاسة، تقول كومار أن أهم خطوة هي أخذ فترات راحة، وهي تشجع قاعدة 20-20-20-2: كل 20 دقيقة، انظر إلى شيء ما على بعد 20 قدم لمدة 20 ثانية على الأقل، وحاول قضاء ساعتين من اليوم في الخارج، فعندما نكون في الخارج، تميل أعيننا إلى التركيز على الأشياء البعيدة، مما يمنحها استراحة من التركيز على ما هو أمام وجهنا مباشرة، وأكدت كومار: "عيِّن وقتاً أو هدفاً لمقدار العمل الذي ستنجزه قبل أن تأخذ قسطاً من الراحة".

يعد أيضاً وضع شاشتك في المكان المناسب أمراً مهماً، وتقول كومار: "قم بإعداد شاشتك على بعد نصف متر تقريباً من عينيك وبضعة سنتيمترات فوق المكان الذي يستقر فيه بصرك بشكل طبيعي دون إمالة رأسك، فإذا كانت الشاشة أقرب من ذلك، ستعمل عيناك بجهد أكبر مما تحتاج إليه".

وتوضح كومار أنه إذا كنت تعاني من الجفاف أو الحرقة، فقد تساعدك الدموع الاصطناعية، وإذا كنت تستخدم العدسات اللاصقة، فحاول التبديل إلى النظارات، على الأقل أثناء عملك، فالعدسات اللاصقة يمكن أن تؤدي في الواقع إلى تفاقم جفاف العين.

المصدر: Popular Science