كان لافتاً التقرير الذي نشره موقع سكاي نيوز، عن كوريا الشمالية وزعيمها كيم جونغ أون، حيث اعترف التقرير بالمعلومات المغلوطة، والادعاءات الكاذبة، والتضليل الممارس عبر معلومات لا أساس لها من الصحة عن هذا البلد وزعيمه وكيفية إدارته، معللاً ذلك بأن مصادر المعلومات عن كوريا الشمالية والزعيم الكوري شحيحة للغاية إن لم تكن معدومة وبأنهما يشكلان لغزاً للعالم.
وأوضح التقرير أن كوريا الجنوبية تبرز كمصدر إخباري شبه وحيد عن تلك الدولة الشيوعية المنعزلة، وسط شح المعلومات عنها، وتبرز المعلومات المنسوبة إليها عبر وكالة "يونيهاب" الرسمية، أو يتم تسريب المعلومات من قبل نواب البرلمان الكوري إلى الصحافة المحلية والدولية، بعد تقديم ضباط المخابرات الكورية الجنوبية إحاطات سرية لهم.
وكشف التقرير زيف المعلومات المقدمة عن أخبار كوريا الشمالية وزعيمها، معتبراً ذلك فشلاً للاستخبارات الكورية الجنوبية، ومؤكداً أن معظم ادعاءاتها تتضح بعد وقت قصير بأنها محض خيال ولا تتصل بالواقع.
وذكر التقرير عدداً مما أسماه سقطات المخابرات الكورية الجنوبية، فقبل أيام جرى حديث عن أن الزعيم كيم جونغ أون في حالة صحية صعبة نتيجة نزيف في المخ، كما أنه فقد 20 كيلوغراما من وزنه، لكنه ظهر في الثامن من يوليو الجاري، أمام ضريح جده الراحل ومؤسس الدولة كيم إيل سونغ في حفل إحياء ذكرى وفاته.
وأكد التقرير أن المفارقة في هذه القصة تعود إلى أن المخابرات الجنوبية هي التي قامت بنفي الخبر بعدما سربته إلى وسائل الإعلام والبرلمانيين، ووصفت تلك المعلومات بأنها "لا أساس لها من الصحة".
رغم أن الزعيم الكوري يمكن ان يكون قد فقد بعضا من وزنه، وفق تحليل ظهوره الأخير، لكن الأمر لا يعدو أكثر من تكهن ليس فيه إثبات معلوماتي واضح.
وأوضح التقرير بأن هذه ليست الحالة الأولى للتضليل، فسبق أن قال مسؤولون في كوريا الجنوبية العام الماضي إن كيم جونغ أون مصاب، وسرعان ما ظهر أمام العدسات ليدحض تلك الأنباء.
وفي عام 2016، قال مسؤولون في المخابرات الجنوبية إنه تم إعدام قائد جيش كوريا الشمالية السابق، ري يونغ جيل، لكن هذا الأخير ظهر فيما بعد في مؤتمر عام للحزب لاحقا، وفوق ذلك تم منحه ألقابا جديدة.
ونقل التقرير اعتراف وكالة "أسوشيتد برس" بالأخبار المضللة عن كوريا الشمالية وزعيمها، حيث ذكرت في تقرير سابق أنه عندما يتعلق الأمر بالتجسس على كوريا الشمالية، يبدو أن الجنوبيين مخطئين بقدر كبيرة.
ولفت التقرير إلى أن الأخطاء الفادحة لمخابرات كوريا الجنوبية تثير تساؤلات كبيرة، خاصة وأن ميزانيتها تبلغ مليارات الدولارات، إضافة إلى أن معرفة ما يحدث في كوريا الشمالية أمر بالغ الأهمية بالنسبة لكوريا الجنوبية، فالعاصمة سيئول لا تبعد كثيرا عن الحدود الفاصلة بين الدولتين، وتقع في مرمى الصواريخ الشمالية، كما أن الولايات المتحدة واليابان تعتمدان بصورة جزئية على معلومات الجنوبيين عن الشماليين.
وكثيرا ما تتعرض الاستخبارات في كوريا الجنوبية لتوبيخ من طرف أعضاء البرلمان والصحافة، بسبب أخطائهم التي لا تغتفر فيما يتصل بكوريا الشمالية، فيما يحاول مسؤولون في المخابرات نسب المعلومات إلى "مصدر مطلع على شؤون كوريا الشمالية"، للتملص من أي مسؤولية في حال اكتشاف خطأ المعلومات.
واعتبر التقرير أن تفسير هذه الظاهرة يمكن أن يكون بسبب الإغلاق المحكم الذي تنتهجه كوريا الشمالية، وضعف أدوات التحقق من صحة المعلومات لدى مخابرات الجنوبيين، ويمكن أن تكون هذه التسريبات الكاذبة عن المخابرات، لعبة دعائية في إطار الصراع بين الدولتين.
وختم التقرير، بأن الحكومات المتعاقبة في كوريا الجنوبية، دأبت على الكشف عن معلومات غير كاملة، لم يتم التحقق منها بشأن كوريا الشمالية، طالما تعتقد أن ذلك سيصب في مصلحتها بإظهار الجارة الشمالية كدولة غير مستقرة وخطيرة.
المصدر: سكاي نيوز