شارك خبراء في اليوم الثاني من ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي، في السياسة الخارجية وقضايا الأمن في مناقشة شاملة حول الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وتحليل صفقة القرن.
ناقش الخبراء بصفتهم أعضاءً في حلقة نقاشية بعنوان " صفقة القرن: إعادة كتابة قواعد اللعبة الإقليمية"، دور الولايات المتحدة في قضية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، في سياق وعد الرئيس دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية لعام 2016 للتوسط في صفقة تلبي مطالب كلا الجانبين وتقدم حلول للصراع القائم منذ أكثر من 60 عاماً.
وقال ديفيد ماكوفسكي، زميل جامعة زيغلر الموقر ومدير مشروع العلاقات العربية-الإسرائيلية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إنه من أجل إيجاد حل فعلي وعملي، فذلك يحتاج إلى توفير وضمان كرامة وحقوق الطرفين.
وبالإشارة إلى عبارة "صفقة القرن"، أكد ماكوفسكي أنه لم يتم صياغتها من قبل الولايات المتحدة أو إدارة ترامب، وأنها في الواقع استخدمت لأول مرة في مؤتمر صحفي في الشرق الأوسط، في حين أن المكونات السياسية للاتفاق ما زالت غامضة.
وأضاف ماكوفسكي: أن العناصر الاقتصادية تتألف من جمع حوالي 50 مليار دولار من الدول الغنية في المنطقة، في شكل قروض ومنح واستثمارات لتحسين الأوضاع الاقتصادية والبدء بتنفيذ الخطة.
وأكد ماكوفسكي أنه سيتم إنفاق معظمها في فلسطين، وبعضها في الأردن ومصر ولبنان، لدعم مشاريع البنية التحتية والمشاريع التجارية.
وأشار ماكوفسكي إلى أن العناصر الاقتصادية تبقى جزءاً من حزمة من خمس قضايا أساسية تُعرف باسم الوضع النهائي.
وأوضح ماكوفسكي أنها تشمل الحدود والقدس واللاجئين والاعتراف المتبادل بالدولة الأخرى، مشيراً إلى أن القضايا لم يتم حلها بعد.
وقال ماكوفسكي: "إنهم ينتظرون حكومةً جديدة في إسرائيل، ولكن قد يأتي هذا في وقتٍ متأخرٍ من دورة الإدارة الأمريكية الأولى، مع اقتراب الانتخابات الأمريكية في عام 2020، مما سيدفعهم لوضع رؤية أولية وليس خطة".
وأكد أن الرؤية ستطرح الأفكار الأمريكية ضمن 60 إلى 70 صفحة، مع افتراض أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيرفضها، الذي استمر بالتعبير عن عدم موافقته على مقاربة كل شيء أو لا شيء، التي اتخذتها إدارة ترامب فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط على الأقل.
كجزء من حلقة النقاش نفسها، قال الدكتور شبلي تلحمي من جامعة ماريلاند إن الإدارات الأمريكية السابقة، بما في ذلك إدارة الرئيس باراك أوباما، فشلت في حل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني لمجرد أن القضية أصبحت أقل أهمية من الناحية الاستراتيجية الولايات المتحدة.
وأضاف تلحمي : لم يسبق لرئيس أميركي منذ نهاية الحرب الباردة أن جعل قضية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي أولويةً قصوى للولايات المتحدة الأمريكية .