أخبار

مصدر كويتي يؤكد حتمية تدهور العلاقات السعودية الإماراتية

14 تموز 2021 15:07

أفاد موقع trtworld التركي، بأن الاستياء السعودي يتنامى من حليفه الإماراتي، بدءاً من حرب اليمن إلى خلافات أوبك، ورغم ذلك تواصل أبو ظبي اتباع سياسة خارجية تتعارض مع سياسة الرياض.

وأشار الموقع إلى أن مصر والسعودية لطالما تم اعتبارهما دولتان مؤثرتان في الشرق الأوسط، لكن في العقود القليلة الماضية، بدأ صعود الإمارات كقوة تجارية في تغيير تلك المعادلة.

ففي ظل حكم محمد بن زايد، لم تعد أبو ظبي تقف موقف المتفرج على صراعات الشرق الأوسط، إذ زاد محمد بن زايد من انخراط البلاد في صراعات سياسية مختلفة، من مصر إلى ليبيا ووصولاً إلى اليمن، مستغلاً علاقاته السياسية والمالية مع الغرب لتعزيز نفوذه في جميع أركان الشرق الأوسط، وأوضحت الأزمة الأخيرة في أوبك أن الإمارات لن تظل مذعنة لإرادة الرياض بعد الآن، وهو أمر أغضب السعوديين.

وفي حين بدا أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يهتدي بتوجيهات نظيره الإماراتي لوضع نهج جديد للسياسة السعودية، خيّب النفوذ الإقليمي المتزايد لأبو ظبي في الشرق الأوسط أمل الطبقة الحاكمة في الرياض، استناداً إلى مصادر مختلفة.

وبحسب الموقع، فقد أشار مصدر كويتي طلب عدم ذكر اسمه إلى الصدام الأخير بين العملاقين النفطيين في أوبك حول مستويات إنتاج النفط وتمديد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية عام 2022، ليؤكد أن الغضب السعودي من الإمارات يزداد هيجاناً، واستناداً إلى محادثاته مع أحد كبار المسؤولين في وزارة الخارجية السعودية قال: "ستحدث أمور أهول".

وأضاف المصدر إن استمرار تدهور العلاقات السعودية الإماراتية أمر محتوم، و"إننا نتوقع اتخاذ مزيد من الإجراءات"، وأوضح أن التوترات بدأت مع حرب اليمن، إذ كانت الإمارات تسيطر "على بعض المناطق الحدودية وتحتل بعض الأراضي مثل سقطرى وباب المندب، بينما فقدت الرياض السيطرة على اليمن".

ويرى المصدر أن السعوديين باقون في اليمن "حفاظاً على ماء وجههم لأنهم لا يستطيعون الانسحاب بهذه البساطة"، ومن ناحية أخرى، تتحكم الإمارات بمداخل البحر الأحمر، و"استطاعوا ذلك لأن لديهم قواعد عسكرية في جيبوتي وباب المندب"، بحسب قول المصدر.

نفوذ الإمارات العالمي

كما يلفت المصدر الكويتي النظر إلى منافسة مهمة بين البلدين على كسب نفوذ أكبر في الغرب، إذ تتمتع الإمارات "بتأثير أكبر" في الغرب، وهي تنمي علاقات أوثق مع الصين، بعكس السعودية.

وتبعاً للمصدر، أضحى تواصل الرياض الأخير مع قطر وتركيا عاملاً آخر من عوامل تدهور العلاقات، إذ "تحاول الرياض إعادة العلاقات مع تركيا وقطر، الأمر الذي أزعج الإمارات كثيراً".

ويضيف المصدر أن لدى الإمارات اتصالات مع دول "قد تؤثر أيضاً في الأمن الداخلي للرياض". في المقابل، بدأت الرياض حملة سياسية في الغرب لثني بعض الدول الأوروبية، مثل ألمانيا وإيطاليا، عن تسليح الإمارات.

واستناداً إلى تقارير إعلامية سابقة، علّقت إيطاليا مبيعات أسلحة لكل من الإمارات والسعودية بسبب الحرب في اليمن وتداعياتها، لكن المصدر أكد أن ذلك مرتبط بالحملة السعودية على الإمارات أكثر من ارتباطه بالمخاوف المزعومة، وكرد فعل على القرار الإيطالي، طلبت أبو ظبي من روما إخلاء قواتها من إحدى قواعدها العسكرية الموجودة في الإمارات، وهذا الصدام السعودي الإماراتي على مبيعات الأسلحة "زاد الطين بلة" بين البلدين.

الانقسام في أوبك

ويذكر الموقع، أن التوترات المتصاعدة بين السعوديين والإماراتيين، اتضحت بشكل كامل مع الخلاف الأخير على مستويات إنتاج النفط.

فلطالما وافقت الإمارات على خفض إنتاج النفط امتثالاً لقرارات أوبك بلس، لكنها بدأت بمعارضتها في الآونة الأخير، ورداً على هذا السلوك، قال المصدر إن الرياض حظرت على مواطنيها دخول الإمارات.

ومن المثير للاهتمام أن تصل العلاقات بين البلدين إلى نقطة الانكسار مع نزاع أوبك، الأمر الذي يُنبؤنا أن البلدين بدآ في التفريق بين مصالحهما، إذ إن عائدات النفط ضرورية لسيطرة البلدين على شؤونهما الداخلية والخارجية.

لكن أبو ظبي، التي "تتبع خطة تنمية طموحة داخل الدولة" وتنتهج سياسة إقليمية عدوانية لفرض ثقلها السياسي والاقتصادي، تنظر إلى عائدات النفط كمصدر مهم لتمويل أنشطتها أكثر مما تفعل الرياض.

نتيجة لذلك، ومع الانقسام الحاصل داخل أوبك، أشارت الإمارات إلى أنها تريد أن تمضي في طريقها الخاص، وتقطع "علاقتها المصيرية" مع الرياض.

ما الذي حلّ بصداقة محمد بن سلمان ومحمد بن زايد؟

أوضح الموقع، أن وليّا العهد، كانا مقربين من بعضهما حتى وقت قريب، لكن الخلافات الأخيرة أثارت شكوكاً جديدة حول واقع صداقتهما.

يقول المصدر: "لم يكن لمحمد بن سلمان أن يصل إلى السلطة لولا مساعدة محمد بن زايد على ما أعتقد"، ويبدو الآن أن محمد بن سلمان يتلقى مزيداً من الدعم الأجنبي، لا سيما من الدول الغربية، في أعقاب الانتقادات الشديدة لمقتل خاشقجي.

ويضيف المصدر: "أعطت إدارة بايدن الضوء الأخضر لمحمد بن سلمان ودعمته، كما أن بايدن يريد الحد من نفوذ الإمارات في المنطقة"، ومع ذلك، يعتقد المصدر أن من الصعب جداً تقليص نفوذ الإمارات في الشرق الأوسط لأن أبو ظبي "دخلت في قضايا كثيرة"، وعزز تغلغلها في المنطقة تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

ويشير المصدر إلى أن محمد بن سلمان، يريد أيضاً استخدام دول خليجية أخرى مثل الكويت لزيادة النفوذ السعودي في جميع أنحاء المنطقة وتأليبها على الإمارات، في إشارة إلى زيارة ولي العهد الكويتي إلى السعودية.

حرب على وسائل التواصل الاجتماعي

قال المصدر، الذي يتمتع باتصالات مختلفة في الديوان الملكي الكويتي، إن ولي العهد الكويتي جاء إلى الرياض بناء على طلب حثيث من محمد بن سلمان، مضيفاً بأن محمد بن سلمان طلب منه حظر انتقاد الرياض في وسائل الإعلام الكويتية، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقول المصدر: "كان معظم الكويتيين يهاجمون السعودية بشكل غير مباشر على تويتر، لكن فجأة بعد زيارة ولي العهد، انقلبوا على الإمارات"، في إشارة إلى أن محمد بن سلمان يستخدم ورقة الكويت لزيادة الضغط على الإمارات.

وتبعاً للمصدر، يتحكم الإماراتيون والسعوديون بعدد كبير من الحسابات المزيفة، ويمولونها لشن حرب على وسائل التواصل الاجتماعي ضد بعضهم بعضاً، ووجد تحقيق داخلي على تويتر أُجري في عام 2019 أن حسابات مزيفة كثيرة أُنشأت في الإمارات والسعودية.

ويضيف "لا ينشرون إلا أخبار كاذبة، لإثارة حنق الناس"، ويضرب مثالاً على ادعاء نُشر على حساب إماراتي على وسائل التواصل الاجتماعي يزعم أن السعوديين يحظرون الأذان، "إنهم يستخدمون أي شيء يجعل السعوديين غاضبين من قيادتهم".

المصدر: موقع trtworld