بعد اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة وتصاعد حدة الأزمتين السياسية والاقتصادية، نشبت مواجهات حادة بين قوات الجيش ومحتجين على تردي الأوضاع المعيشية والاجتماعية والارتفاع الجنوني للدولار، والنقص الحاد في إمدادات المازوت والبنزين والكهرباء، وفقدان الدواء والحليب.
وأفاد الجيش اللبناني أن المحتجين أقدموا على قطع الطريق التي تربط التبانة بجبل محسن والقبة، وأثناء محاولته فتح الطريق اشتبك الطرفان في مواجهات أصيب خلالها 15 عسكرياً و4 متظاهرين بجروح.
وحذّر قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون في تصريحات نشرها الحساب الرسمي للجيش اللبناني على تويتر من أن الوضع يزداد سوءاً، والأمور آيلة إلى التصعيد، مضيفاً: إننا أمام مصير سياسي واجتماعي متأزم، والمجتمع الدولي يراهن على الجيش لأنه العمود الفقري للبلاد وعامل استقرارها.
وألمح العماد جوزيف عون إلى تردي الوضع الاقتصادي، الأمر الذي يزيد معاناة الشعب اللبناني على مختلف الصعد، ويزيد معاناة العسكريين أيضاً.
وقال خلال جولة في مؤسسات أمنية وعسكرية: "تنتظرنا تحديات كثيرة قد تتطلّب منّا جهوداً استثنائية في كيفية التعامل معها... لا وطن من دون جيش ولا استقرار أو أمن من دون وجودكم وتضحياتكم".
وفي السياق ذاته، أكد رئيس الجمهورية ميشال عون في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أن البلاد ستتجاوز الظروف العسيرة التي تمر بها حالياً، وتعهد ببذل جهود حثيثة للخروج من الأزمات التي تؤرق حياة اللبنانيين.
وأكد الرئيس عون أن "الأحداث أثبتت أن إرادة الحياة عند اللبنانيين مكنتهم دائماً من التغلب على صعوبات كثيرة في الماضي"، وقال إنه يراهن على "الجيل الشاب في بناء مستقبل لبنان الذي نريده"، مشدداً أنه يجب ألا يحبط اللبنانيين شيء، بالرغم من قساوة ما يتعرضون له.
مؤتمر دولي جديد في فرنسا
وجاء في أنباء متصلة نقلاً عن وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الجمعة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سينظم في الرابع من آب/أغسطس مؤتمراً دولياً جديداً حول لبنان الشهر المقبل بالتعاون مع الأمم المتحدة، وذلك "استجابة لحاجات اللبنانيين الذين يتدهور وضعهم كل يوم"، وفقاً للبيان الصادر عن الوزارة.
وأضاف البيان إن فشل رئيس الحكومة المكلف سعد الحرير في تشكيل حكومة "يؤكد الجمود السياسي الذي فرضه القادة اللبنانيون منذ أشهر، حتى فيما يواجه لبنان أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة".
الجدير بالذكر أن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية خانقة منذ أواخر عام 2019، وأغرقت البلاد في دوامة من الأزمات المالية والمعيشية، وزاد الطين بلة فشل لبنان في تشكيل حكومة منذ قرابة عشر أشهر، وفشل تشكيلها أمس الخميس على خلفية خلافات بين الحريري ورئيس الجمهورية.