الدموع للكبار: منتخب إنجلترا يودع مسابقة يورو 2020

رياضة

منتخب إنجلترا يودع مسابقة يورو 2020 والدموع تلخص مشاعر الصحف الإنجليزية

18 تموز 2021 17:51

بعد أن كانت الأجواء توحي بالتفاؤل الكبير بفوز منتخب إنجلترا على نظيره الإيطالي يوم أمس في المباراة النهائية في مسابقة "يورو 2020"، وبعد أجواء شهدت بهجة كبيرة وفرحة عارمة وسط الجماهير الإنجليزية ومشجعي ومحبي كرة القدم، تبددت الآمال في فوز المنتخب الإنجليزي بلقبه الأول بعد غياب لأكثر من 54 عاماً، وفي الحقيقة لم يكن السبب وراء حزن الجماهير واللاعبين مقتصراً على أداء اللاعبين طوال المباراة، بل كانت الصدمة الكبرى في فشل المنتخب الإنجليزي بتسديد ركلات الجزاء بشكل جيد مقارنة بالطليان.



منتخب إنجلترا

العديد من الصحف الإنجليزية انتقدت أداء اللاعبين الكبار، فـ صحيفة "Independent" الإنجليزية عنونت في صفحتها الأولى لهذا اليوم بالخط الأحمر عبارة "الدموع للأبطال".

يُذكر بأن المنتخب الإيطالي الفائز بلقب "يورو 2020" يوم أمس، غابت كأس "أمم أوروبا" عن خزينته منذ عام 1968، وذلك بعد أن فشل نجوم المنتخب الإنجليزي بتسديد ركلات الجزاء، ومنهم، "ماركوس راشفورد"، و "جيدون سانشو"، و "بوكايو ساكا"، الأمر الذي بدد أحلام الإنجليزي في التتويج باللقب الغالي.



ردود فعل الصحافة الإنجليزية

لم يقتصر الأمر فقط على صحيفة "Independent" للحديث عن خيبة أمل المنتخب الإنجليزي في التأهل والتتويج بلقب "يورو2020"، حيث عنونت الصحيفة الإنجليزية "Daily Mail" في صفحاتها الأولى لهذا اليوم، عبارة " نهاية كل شيء: دموع"، وعنونت الصحيفة الإنجليزية "Daily Telegraph"، في صفحتها الأولى عبارة "معاناة كبرى... القلوب حزينة .. ركلات جزاء مرة أخرى"، وأرفقت بجانبها صورة للاعب "بوكايو ساكا" ومدربه "جاريث ساوثغيت"، وهو يواسيه بعد أن أهدر ضربة الجزاء الحاسمة في المباراة.

وتطرقت بعض الصحف للحديث عن مدى الضرر الذي حل بالمشجعين خاصة بعد أن فشلوا في توقع نتائج المباراة النهائية، كما سلطت بعض الصحف الضوء على بعض مواقع الرهانات الرياضية التي ساعدت المشجعين في توقع نتائج المباريات، والآن أصبح بإمكان المراهنة على نتائج المباريات أون لاين وبكل سهولة، إضافة إلى ممارسة ألعاب الكازينو أون لاين.

أراء المحللين الرياضيين والصحفيين

بعد أن عبرت الصحافة الإنجليزي عن ردة فعلها تجاه اللاعبين، وعن حزنها الشديد لما حدث في ركلات الترجيح، ظهر الصحفي المعروف "مارتن صمويل" ليدون في مقال له في صحيفة "Daily Mail"، قائلاً بأن كان من المفترض عودة لاعبي منتخب إنجلترا بالكأس الغالية، وفقاً للأغنية التي تقول "إلى الديار"، ولكن حدث ما لا يمكن توقعه، وأضاف صمويل بأن الحلم والأمل قد تبدد وأصبح من الماضي، وأكد على أن النهاية كانت حزينة جداً ومؤلمة، وعلى الرغم من ذلك... فإن المباراة التي قدمها اللاعبون أصبحت مباراة من الماضي، وما يستحق الذكر هنا، أنه على الرغم من النهاية الحزينة وخيبة الأمل التي خيمت على اللاعبين والجماهير حينها، إلا أن الصحافة انهالت بعبارات المديح وأشادت أداء بأداء اللاعبين وبأسلوب المدرب "ساوثغيت" وما قدموه فوق أرضية الميدان.

ونقلت صحيفة "Guardian" حديث بعض المحلل الرياضي "بارني روناي"، قائلاً بأن الألم سيظهر بعد الهزيمة، وأكد بارني بأنه من الطبيعي أن تنتهي مثل هذه المباريات بعبارات السخط، واللوم، والأذى، والمشاكل، والدموع، وقد تنتهي أحياناً بغضب الجماهير على بعض اللاعبين، مما يعني استبعاده في المسابقات الأخرى من المشاركة واللعب.

وفي ختام حديثه، أكد بارني على أن ما أظهره اللاعبين طوال المسابقة من أداء رائع، ومجهود خرافي، يعود الفضل فيه للمدرب المحبوب والخلوق "ساوثغيت"، وأشاد بارني بقدرات المدرب ومدى حب اللاعبين والجماهير له، وأضاف بارني بأن نهج وأسلوب المدرب كان واضحاً منذ بداية المسابقة، وقدرته على شحذ همم اللاعبين شكل علامة فارقة في مستوى منتخب إنجلترا.

"جاريث ساوثجيت" مدرب ينقصه الكثير

منذ أن فاز منتخب إنجلترا وتوج بلقب كأس العالم بقيادة المدرب المخضرم "ألف رامزي"، لم يأتي فريق آخر بعده يتسم بالقتالية والروح المعنوية والذهنية العالية، ففريق "ساوثغيت" كان أكثر تواضعاً، بل كان معظم لاعبيه الذين شاركوا في البطولة يلعبون لأندية لا تُصنف بالأندية الكبيرة.

بعد انتهاء المباراة، وسخط الجماهير والمشجعين، كان السؤال الذي يراود نفسه، هل فعلاً "غاريث ساوثغيت" لديه المقدرة على استعادة الروح للاعبين خاصة بعد الخروج من مسابقة "يورو 2016" أمام المنتخب الأيسلندي؟

في عام 1996، فشل المدافع السابق لمنتخب إنجلترا "غاريث ساوثغيت" بتحقيق الفوز بعد أن أخفق في تسجيل ركلة الجزاء الحاسمة أمام المنتخب الألماني في بطولة "يورو 1996"، فضلاً عن أن مسيرته التدريبية لم تكن بالكبيرة خاصة بعد أن قضى فترة تدريب متواضعة مع منتخب إنجلترا لليافعين.

"غاريث ساوثغيت" مدرب الصدفة

لم يكن لدى إدارة منتخب إنجلترا خيار آخر سوى إعطاء المنصب لساوثغيت خاصة بعد أن تم إقالة "سام ألاردايس" الذي أساء للمنتخب في تصريح صحفي، فتم مباشرة تعيين "جاريث ساوثجيت" لخلافته، الأمر الذي قوبل بالرفض والانتقاد من قبل الصحف الإنجليزية حينذاك.

وفجأة، انقلبت الانتقادات إلى إشادات ومدح عقب تأهل منتخب إنجلترا لنهائي كأس العالم في عام 2018، إضافة إلى التأهل للمباراة النهائية في مسابقة "يورو 2020"، والتي تعتبر المباراة الأكثر أهمية للمنتخب وللمشجعين ولإدارة المنتخب بعد نهائي مونديال 1966.

تمكن "ساوثغيت" من توطيد علاقته باللاعبين، وشيئاً فشيئاً أصبح محبوب الجماهير الأول بفضل أسلوبه في تدريب كرة القدم، واختيار اللاعبين القادرين على إحداث الفارق في المباراة، وتشكيلته الرائعة التي تشهد تواجد لاعبين اثنين في منتصف الملعب، أمثال: "ديكلان رايس" و "كالفن فيليبس"، كما أنه لم يتأثر بالعوامل الخارجية والقرارات الإدارية بإشراك اللاعبين في المباريات.

وأكد "ساوثغيت" في مناسبات عديدة بأنه رمزاً وطنياً، وذلك عندما طلب من اللاعبين الجلوس على ركبهم في العديد من المباريات، كإشارة إلى دحض التمييز العنصري، رغم أن بعض أعضاء الحكومة اعترضوا بشدة على هذه التصرفات.