يبدو أنه مهما فعل الجمهوريون لدونالد ترامب، بإمكانه أن ينقلب عليهم دون تردد إذا شعر أنهم خذلوه بطريقة ما، وهذا يشمل نائبه السابق مايك بنس، والمدعي العام الأمريكي السابق ويليام بار، وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، إذ كانوا جميعاً أهدافاً لهجومه في مقابلة ظهرت في كتاب كارول ليونيغ وفيليب روكر الجديد، "يمكنني إصلاح الأمر وحدي".
ففي 31 آذار/مارس، أجرى مراسلا واشنطن بوست ليونينغ وروكر مقابلة شخصية مع ترامب لكتابهما في منتجعه "مار إيه لاغو" في جنوب فلوريدا، وصدر الكتاب بعد نصف عام من رئاسة جو بايدن، ويمكن العثور على أهم النقاط الواردة في تلك المقابلة في مقتطف من الكتاب نشرته مجلة فانيتي فير.
روج ترامب خلال المقابلة لنظرية مؤامرة زائفة ومفضوحة بأنه فاز في انتخابات عام 2020 - والتي خسرها في الواقع بأكثر من 7 ملايين صوت. ويظن ترامب أن مايك بنس خذله بعدم منع الكونغرس من تأكيد فوز جو بايدن بالهيئة الانتخابية في 6 كانون الثاني/يناير، وهو اليوم الذي هاجمت فيه حشود من أنصار ترامب مبنى الكابيتول الأمريكي.
وقال الرئيس السابق لليونيغ وروكر: "إن أكبر عملية تزوير ارتكبت في هذا البلد كانت الانتخابات الأخيرة، لقد زوِّرت وسرقت، ولم يفعل بيل بار أي شيء حيال ذلك".
وفي كانون الأول/ديسمبر عام 2020، استشاط ترامب غيظاً عندما قال بار لوكالة أسوشيتيد برس إنه لا يوجد دليل يثبت حدوث نوع التزوير الذي زعمه ترامب في الانتخابات. وبقدر ما كان بار موالياً لترامب، اعترف بأن جو بايدن هو الرئيس الشرعي المنتخب للولايات المتحدة.
وعلى نحو مماثل، يظن ترامب أن مايك بنس خذله أيضاً، إذ شدد بنس في أوائل كانون الثاني/يناير على أنه، بصفته نائباً للرئيس، لا يملك السلطة لعكس نتائج الهيئة الانتخابية، لكن ترامب رأى أنه لم يكن يبذل ما في وسعه.
وفي الكابيتول هيل، ينظر الديموقراطيون إلى السناتور ميتش ماكونيل كحزبيّ شرس وعنيد يقاتلهم في كل خطوة، لكن ترامب لا يتفق مع هذا الرأي.
يعود الفضل جزئياً إلى ميتش ماكونيل في وصول مرشحي لترامب الثلاثة إلى المحكمة العليا، وهم: القاضي بريت كافانو والقاضي نيل جورسوش والقاضي إيمي كوني باريت. مع ذلك، يظن ترامب أن ماكونيل لم يفعل ما يكفي من أجله. ومن المفارقات أن ترامب يحمل ضغينة ضد ماكونيل لعدم رغبته في إبطال المماطلة السياسية.
قال ترامب في المقابلة عن ماكونيل: "إنه شخص غبي. لا أعتقد أنه ذكي كفاية. حاولت إقناع ميتش ماكونيل بإبطال المماطلة السياسية حتى نحصل على كل شيء، لكنه كان أحمقاً، ولم يفعل ذلك".
وتراوحت مواقف الجمهوريين الآخرين الذين هاجمهم ترامب خلال المقابلة من رئيس مجلس النواب السابق بول ريان إلى السناتور ميت رومني من ولاية يوتا إلى حاكم نيوجيرسي السابق كريس كريستي.
قال الرئيس السابق لليونيغ وروكر: "كان كريس غدّاراً كبيراً، لكن لا بأس. لقد ساعدت كريس كريستي كثيراً. إنه يعرف ذلك أكثر من أي شخص آخر، لكنني ساعدته كثيراً. لكنه كان غداراً".
Alternet