شهد لبنان مؤخراً حرائق كبيرة اندلعت في شمالي البلاد، في منطقة عكار، واندفعت فرق الإطفاء بالتعاون مع الجيش والأهالي لاحتواء الحرائق، لتتم السيطرة عليها خلال ثلاثة أيام، أتت خلالها الحرائق على مساحات واسعة.
وبحسب تقرير أولي صدر عن مصلحة الزراعة في عكار، تقدر المساحة الإجمالية لرقعة الحريق الذي لحق بعندقت والقبيات بنحو "20 مليون متر مربّع من الأراضي الحرجية، إضافة إلى الأشجار المثمرة على اختلافها، ومساحات واسعة من الحقول المزروعة بالخضار التي أتلفت مواسمها النيران، إضافة إلى 10 بيوت زراعية بلاستيكية".
وبيّنت المصلحة أنه عند الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم الأربعاء الماضي، اندلع حريق كبير في محلة القطلبة - القبيات، وأدت الرياح وارتفاع درجات الحرارة إلى انتشار النيران بسرعة كبيرة، حتى إنها وصلت إلى غابات المرغان المجاورة، ومنها إلى أحراج بلدة عندقت.
وأضافت أن حريقاً آخر اندلع في الوقت نفسه في غابات وادي عودين في بلدة عندقت، وامتد بسرعة كبيرة، وأتى على مساحات واسعة في هذه المنطقة لتصل النيران تباعاً إلى الأحراج المتاخمة في منطقة جبل أكروم، والبستان في منطقة بيت جعفر.
وتابع التقرير أن "الحرائق تسببت بإتلاف شبكات للري وكافة تمديداتها، واقتحمت عدداً من حظائر الماشية، دون تسجيل نفوق أي من المواشي، واحتراق عدد كبير من قفران النحل خاصة في محيط بلدة بينو، بالإضافة إلى تضرر عدة منازل في محيط مواقع الحريق بخاصة في غابة المرغان والقطلبة في بلدة القبيات".
ونوه التقرير إلى أنه بالرغم من مشاركة جميع الوحدات في عمليات الإطفاء من طوافات الجيش وعناصر وآليات الدفاع المدني وقوى الأمن الداخلي، وحراس الأحراج وبلديات وجمعيات بيئية وأهالي البلدات التي تعرضت للحرائق وأبناء القرى المجاورة، لم يتمكنوا من السيطرة بشكل سريع على الحرائق بسبب ضخامتها واتساع رقعة انتشارها، ولم يسيطروا عليها إلا بعد 3 أيام من اندلاعها، ولا تزال عمليات المراقبة والتبريد مستمرة تخوّفاً من تجدد النيران.
وذكرت المصلحة أن حرائق مماثلة اندلعت في أحراج بلدة الدورة، وامتدت بفعل الرياح إلى خراج بلدة عكار العتيقة، وتكرر الأمر في بلدات رحبة وبينو.
وأشار التقرير إلى أن وزارة الزراعة باشرت التحقيقات بالحريق لمعرفة المسببات، وما إذا كانت مفتعلة أم بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
جريدة الأخبار