غلوبال تايمز: التوافق الذي يجمع الصين ودول آسيان يحبط خطط الولايات المتحدة

غلوبال تايمز: التوافق الذي يجمع الصين ودول آسيان يحبط خطط الولايات المتحدة

نشرت صحيفة غلوبال تايمز اليوم الثلاثاء مقالاً كتبه الصحافي الصيني يانغ شينغ، تحدث فيه عن مخططات الولايات المتحدة في زيادة الضغط على الصين من خلال التأثير سلباً في علاقاتها مع دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان)، وبينت الصحيفة أن هذه الغاية بعيدة المنال، نظراً لما يجمع الصين ودول آسيان من علاقات ومصالح مشتركة وتوافق من شأنه أن يحبط هذه المخططات.

بدأ المقال باستعراض الأنشطة الدبلوماسية التي ستشارك فيها الصين والولايات المتحدة مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في الأيام المقبلة، وبين أن واشنطن ستواصل بذل جهودها لقطع العلاقات بين الصين وآسيان، بيد أن المحللين الصينيين يعتقدون أن التوافق الواسع الذي يجمع الصين ودول جنوب شرق آسيا سيمنع الولايات المتحدة من الإتيان بأي خطوة ذات أهمية لإثارة المشاكل.

وذكر المقال أن المتحدثة باسم الوزارة هوا تشون ينغ أعلنت أمس الاثنين أنه من المقرر أن يحضر عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي اجتماع وزراء خارجية آسيان والصين، واجتماع وزراء خارجية آسيان زائد ثلاثة، واجتماع وزراء خارجية قمة شرق آسيا، واجتماع منتدى آسيان الإقليمي المرئي من الثلاثاء إلى الجمعة.

وفي اجتماع وزراء خارجية الصين وآسيان الذي عقد اليوم الثلاثاء، قال وانغ إن الصين قدمت أكثر من 190 مليون جرعة من لقاح كوفيد 19 لدول آسيان، إلى جانب كميات كبيرة من المواد لمكافحة الجائحة. كما سيحافظ الجانبان على تبادل المعلومات والتواصل حول سياسة اللقاح وتحسينهما.

وفي الاجتماع نفسه، أعرب وزراء خارجية دول آسيان عن امتنانهم للصين كونها أول دولة تقدم مساعدات لقاح في المنطقة، وأشادوا بالتنمية التكاملية بين الصين وآسيان. ويعتقد وزراء خارجية دول آسيان العشر أن الصين قوة حصيفة وحكيمة وموثوقة، ولا تخشى أي هيمنة عند صيانة العدالة والإنصاف الدوليين. وذكرت وزارة الخارجية الصينية أن نمو الصين سيخلق فرصاً جديدة وأكبر لجميع أعضاء آسيان.

ونقلت الصحيفة عن وزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين سيشارك أيضاً في خمسة اجتماعات وزارية على الإنترنت تتعلق بدول آسيان من الاثنين إلى الجمعة - قمة الولايات المتحدة ودول آسيان، وقمة شرق آسيا، ومنتدى آسيان الإقليمي، وشراكة الولايات المتحدة ودول حوض ميكونغ، واجتماعات أصدقاء ميكونغ الوزارية.

خلال هذه الاجتماعات، سيتواصل بلينكين مع قادة منطقة المحيطين الهندي والهادئ إزاء القضايا الإقليمية والدولية الملحة.

وقال شو ليبينغ، مدير مركز دراسات جنوب شرق آسيا في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لصحيفة غلوبال تايمز اليوم الثلاثاء إن استخدام القضايا الإقليمية لقطع العلاقات بين الصين وآسيان هو استراتيجية جيوسياسية طويلة الأمد تتبناها الولايات المتحدة، ولن يتوقف بلينكن عن استخدام قضية بحر الصين الجنوبي والوضع في ميانمار، إلى جانب بضعة موضوعات أخرى، من بينها حقوق الإنسان وحماية البيئة، لزيادة نفوذ الولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ في الاجتماع الوزاري اليوم الثلاثاء إن الصين وآسيان قادرتان بالتعاون مع بعضهما على التخلص من العراقيل التي وضعتها جائحة كوفيد 19 والقوى الأجنبية في سبيل حماية الاستقرار والسلام في بحر الصين الجنوبي، إذ أحرزت المفاوضات بين الصين وآسيان حيال "إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي" تقدماً مهماً.

وأضاف: حاولت بضعة دول من خارج المنطقة إحداث وقيعة بين الصين ودول آسيان، وأرسلت أعداداً كبيرة من الطائرات والسفن العسكرية إلى المنطقة كعمل استفزازي، وأمست "أكبر عامل مشوش" يهدد سلام واستقرار بحر الصين الجنوبي.

ونقلت الصحيفة عن خبراء صينيون قولهم إن الهدف النهائي للولايات المتحدة هو تشجيع دول آسيان على خدمة المصالح الأمريكية في احتواء الصين، ولكن نظراً لمساهمتها المحدودة والتعاون المتوازن والعميق والواسع بين الصين وآسيان، لن تحقق واشنطن هدفها.

وقال شو "السبب الرئيسي لاستقرار العلاقات بين الصين وآسيان ومتانتها هو أن التعاون بين الجانبين يقوم على أساس الاحتياجات المشتركة ولا يستهدف أي طرف ثالث أبداً".

وأفاد لي هايدونغ، الأستاذ في المعهد الدولي العلاقات الخارجية بجامعة الشؤون الخارجية الصينية، في حديثه لغلوبال تايمز، اليوم الثلاثاء، أن آسيان تريد من الولايات المتحدة مساهمات ملموسة، كالاستثمار والتعاون الاقتصادي والتجاري، فضلاً عن المواد اللازمة لمكافحة كوفيد، لكن لطالما فشلت الولايات المتحدة في تلبية هذه الحاجة.

وأشار لي إلى أنه نظراً لأن الولايات المتحدة لا تملك الموارد الكافية لتقديم مساعدة فعالة مثلما قدمت الصين لآسيان، ستفكر واشنطن فقط في تقديم المساعدة عندما تختار بعض دول آسيان التخلي عن التعاون القائم المثمر مع الصين لخدمة أهداف الهيمنة الأمريكية.

على سبيل المثال، الولايات المتحدة عاجزة أو راغبة عن تقديم أعداد كبيرة من جرعات اللقاح إلى آسيان، أو حتى لحلفائها المقربين وجيرانها في أماكن أخرى من العالم، في حين أن الصين قدمت بالفعل 190 مليون جرعة إلى آسيان، ناهيك عن العديد من الدول الأخرى غير القادرة على تحمل تكلفة لقاحات غربية الصنع وباهظة الثمن، على حد قول الخبراء.

وقال وانغ في الاجتماع الوزاري إن التعاون التجاري والاستثمار بين الصين وآسيان قد تغلب على تأثير الجائحة، حيث تجاوزت التجارة حاجز الـ 410 مليارات دولار في النصف الأول من عام 2021، ولا تزال آسيان أكبر شريك تجاري للصين، بينما بلغ إجمالي الاستثمار من كلا الجانبين 310 مليار دولار.

وقال شو تضمن آلية التعاون متعدد المستويات بين الجانبين ومنطقة التجارة الحرة بين الصين وآسيان أن يجمع بين آسيان والصين كثير من التوافق والمصالح المشتركة مقارنة بالولايات المتحدة، لذلك بمعزل عن مقدار الجهود التي تبذلها واشنطن لقطع العلاقات بين الصين وآسيان، ستبوء هذه الجهود بالفشل.

وأشار الخبراء إلى أن لدى دول آسيان فرصة لأن تصبح أكثر الاقتصادات النامية نجاحاً من حيث التعافي من آثار الجائحة، بل أسرع من العديد من الاقتصادات المتقدمة، بمساعدة الصين وأنشطتها الاقتصادية، لذلك لا سبب يدعوهم لأن يقعوا فريسة لخداع الولايات المتحدة، ولا لأن يستفزوا. وأشار الخبراء إلى الصين.

صحيفة غلوبال تايمز