يخشى الكثير من فئات الشعب الأفغاني من عودة ممارسات طالبان المعروفة بالتشدد والتطرف لفرضها عليهم، وهذا يفسر سبب هروب الكثيرين خارج أفغانستان فور سيطرة طالبان على كابول وتوليها الحكم في أفغانستان، رغم ما أعلنته طالبان نيتها السلام ونبذ العنف وضمان الحقوق والحريات وتشكيل حكومة موحدة شاملة واعتماد الحوار أساسا للحكم.
إلا أن ما بدأ بالظهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي من ممارسات عناصر الحركة يبدد ما تظهره الحركة من النوايا الحسنة وقبول الآخر ورفض الانتقام، ويجعل مكانه خوفاً ورعباً من حركة تتخذ الدين ستاراً لأفعال ترقى لمستوى الارهاب.
حيث ذكرت بعض وسائل الإعلام نقلاً عن مصدر بولاية بغلان بأن مسلحي طالبان أخرجوا المغني الشعبي المحلي المشهور فواد أندرابي من منزله في الولاية الواقعة شمال شرقي أفغانستان وقتلوه.
ونقلن قناة Times Now الهندية، عن نجل المغني القتيل، تأكيده بأن الحادث وقع أمس السبت، في قرية كيشناباد في منطقة أندراب التي شهدت مؤخرا مواجهات بين قوات طالبان وقوات التحالف الشمالي المعارض له الذي يحتفظ بسيطرته على ولاية بنجشير المجاورة.
كما أكد وزير الداخلية الأفغاني السابق مسعود أندرابي على حسابه في تويتر، صحة هذه الأنباء.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها بعد سيطرة طالبان على الحكم في البلاد، فقد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر مسلحين من طالبان يصفعان ويضايقان الممثل الكوميدي القندهاري نزار محمد، المعروف باسم "خاشا زوان"، على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أيام من اكتشاف مقتله على أيدي مسلحين مجهولين، فيما أكدت وسائل إعلام أفغانية اعتقال طالبان للمثل خاشا زوان من منزله قبل قتله.
وتأتي هذا الحوادث بعد إعلان طالبان بأنها ستفرض حظراً على الموسيقى في الأماكن العامة، ما يثير القلق الجدي على الفن الأفغاني بكل أنواعه إن كان سيصمد حقاً أمام حكم طالبان أم أنه سيندثر إلى الأبد.