أخبار لبنان

سمير جعجع يدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة

5 أيلول 2021 20:23

توجه رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، خلال كلمة في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، لأهالي الشهداء بالقول إنكم "وجدتمونا عندما احتجتمونا، في المراحل الماضية كلها، واليوم أيضاً نحن معكم، ولكم صوت صارخ في البرية يناضل ويقاتل ليل نهار لئلا ينفد الأمل في مجتمعنا وفي وطننا مع نفاد الأدوية والبنزين والمازوت ومتطلبات الحياة الأساسية".

وتابع "صوت صارخ في برية دولة غير موجودة، وسيادة منتهكة، وحدود سائبة، وإدارة مسيبة، وفساد وهدر من دون حدود. صوت صارخ في برية الخيانة الوطنية، والجريمة، والجهل، والفساد، والتبعية وسوء الإدارة، ولكن إذا كانت جولة جماعة الظلم والقهر والمعاناة والإفقار والتدمير ساعة، فجولات قوات الحق والحرية والإنسان ستكون حتى قيام الساعة".

وأكد جعجع "أن يحرمونا المحروقات صعب جداً، لكن الشعب اللبناني يجد دائماً بعض الحلول. أن يحرمونا الدواء غاية في الصعوبة، ولكن يبقى له دواء. ولكن أن يحرمونا الأمل، فهذه تكون نهاية الكون، فالقوات صوت صارخ في برية لبنان في هذه الأيام العصيبة وفي كل الأيام، حتى يكون الأمل الباقي محمياً مصاناً بعيداً عن أيدي العابثين السارقين السالبين الفاسدين، مصاصي طاقة الشعب اللبناني ودمائه. نحن نحمل شمعة صغيرة بأحلام كبيرة، تضيء طريق الأمل للبنانيين، ليتمكنوا من اجتياز هذا النفق إلى النور".

وأردف "نحن ما زلنا القوات اللبنانية التي تعرفونها، لن نقبل مجرد أن يحترق شعبنا في جهنم التي أوجدوها، ولا أن نختفي في القعر الذي حفروه للبنان واللبنانيين، ولا الاستسلام ولا إخفاء لبنان ولا تغيير معالمه ولا أن يجوع شعبه، ولن نقبل بأن يسلب شعبنا سيادته ولا كرامته ولا حريته، وسنقاوم، نحن القوات اللبنانية مثلما قاومنا ليبقى لبنان مرات ومرات، هكذا هذه المرة أيضاً، ومن يعش يرى".

وتوجه في كلمته إلى جمهور "14 آذار" بالقول "يا شعب 14 آذار، ثورتكم قدمت أرقى تجربة حضارية لمقاومة سلمية انتصرت على أعتى الأنظمة الديكتاتورية، ومن ينجح بتحرير لبنان من نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لن يقوى عليه أي خاطف أو فاسد أو مستقو أو ظالم. لو قيد لمشروعكم أن يترجم على أرض الواقع لكنا أحيينا نموذج سويسرا الشرق، وأعدنا لبنان إلى هويته التاريخية ودوره وتألقه وازدهاره ونمط عيشه، فثورتكم لم ولن تنتهي قبل تحقيق الأهداف التي من أجلها انتفضتم وكسرتم حواجز الخوف ووحدتم الساحات في ثورة عابرة للمناطق والطوائف، ولن نفقد الأمل في وطن انتفض شعبه في 14 آذار وعاود الكرة في 17 تشرين".

وشدد على أن "القوات اللبنانية، وكما كانت على الدوام، ستبقى رأس حربة مشروع 14 آذار الذي، وإن تصدع هيكلـه الخارجي، سيبقى الشعلة التي تنير درب خلاص لبنان. مقاومة مستمرة"، مشيراً إلى أن "عهد الانهيار الشامل، تديره مجموعة حاكمة تنازلت عن سلطة وسيادة الدولة، وضربت مؤسساتها، وحولتها إلى دولة فاشلة مارقة، يحكمها فاسدون، فاشلون، لصوص، خونة مجرمون. نحن مقتنعون بالممارسة والتجربة، أن لا خلاص ولا تقدم مع هذه الزمرة الحاكمة، التي يشكل نواتها الصلبة الثنائي حزب الله والتيار الوطني الحر".

وأشار جعجع إلى أن "الأزمة اليوم ناجمة عن اختطاف الدولة اللبنانية ومؤسساتها وأخذها رهينة لمصلحة غير لبنانية، وقد أدى هذا الأمر إلى فقدان لبنان صداقاته وعلاقاته العربية والدولية. كما أن الأزمة ناجمة عن تحالف الخاطفين مع الفاسدين مما حول الدولة برمتها إلى دولة فاشلة مارقة".

وتابع "أيها اللبنانيون، لا يستطيع حزب الله أن يكمل على هذا النحو من تجاهل الواقع، وبهذه الطريقة من الاستخفاف والازدراء بمطالب الناس المشروعة والمحقة. ألا يعرف حزب الله أنه يتحتم الجزء الأساسي من مسؤولية الأزمة الاقتصادية والمالية المدمرة بعدما تسبب في قطع علاقات لبنان مع محيطه العربي وإدخاله في صراعات ومحاور إقليمية لا طائل منها ولا ناقة للبنان فيها ولا جمل. ألا يعرف حزب الله أنه المتهم الأول بحماية ورعاية منظومة الفساد في الدولة ومؤسساتها وعند معابرها وحدودها؟ ألا يعرف حزب الله أنه المتهم بتعريض استقرار لبنان وأمنه للخطر الدائم بسبب احتكاره ومصادرته لقرار الحرب والسلم وحيازته السلاح المتفلت، وأنه لم تعد تحميه وتغطيه ثلاثية زائفة، وأحداث شويا الأخيرة خير دليل على ذلك. إن حزب الله هو نقطة انطلاق أزماتنا الحالية جميعاً. هذه الأزمات التي يعاني منها الشيعة اللبنانيون، كما بقية اللبنانيين. ولكن، وانطلاقاً من الواقع التعددي اللبناني، تقع على إخواننا الشيعة بالدرجة الأولى مسؤولية تصحيح هذا الخلل الفاضح الحاصل باسمهم، ووجود دويلة قضت تقريباً على الدولة، ما أدى بنا جميعاً إلى الواقع الأليم والمر الذي نعيشه".

وعزى جعجع الطائفة الشيعية بوفاة الشيخ عبد الأمير قبلان، فقال: "إخواني الشيعة في لبنان، قبل أن أكمل كلمتي، أريد أن أتوقف لأتقدم بأحر التعازي من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومن الإخوان الشيعة في لبنان وكل اللبنانيين والشيعة في المنطقة بوفاة الشيخ عبد الأمير قبلان رجل الاعتدال والألفة والوحدة والتسامح تغمده الله فسيح جناته".

وسأل جعجع الشيعة في لبنان "هل تقبلون أن يسعى حزب الله، باسمكم وبالنيابة عنكم، لتقويض هذا الكيان، واستلحاقه بمشاريع عابرة للحدود والقارات، وتغيير وجهه وهويته وطبيعته، مفرطاً بإنجازات آبائكم وأجدادكم ونضالاتهم عبر التاريخ؟ إخواني الشيعة في لبنان، بعد تحكم حزب الله بمفاصل القرار الشيعي ماذا حصل؟ هل ما نعيشه اليوم هو الإنماء المتوازن، أو هل تحققت العدالة الاجتماعية أو الإصلاحات التاريخية المنشودة؟ على العكس، لقد أصبح الفساد متأصلاً، وأصبح الإجحاف والتهميش متوارثاً، وأصبح التمييز والطبقية متأصلين، وعاد الزمن بكم وبكل اللبنانيين مئات السنوات إلى الوراء".

وأضاف "إخواني الشيعة في لبنان، إن فكرة المقاومة إن لم تقترن بكرامة الإنسان ورفاهيته وطبابته ولقمة عيشه وتعليم أولاده، تكون مجرد شعار فارغ غير قابل للصرف. إن الغاية النهائية لأي مقاومة فعلية لا تنحصر فقط بالبعد المعنوي أو العسكري أو الاستراتيجي، وإنما أيضاً تتعلق بتحقيق كرامة الإنسان على المستوى المادي والمعيشي واليومي. فالصاروخ لا يشبع جائعاً، والأيديولوجيا لا تضيء منزلاً، والمسيرة لا تطبب مريضاً".

وشدد جعجع على أنه "ليست القوات اللبنانية هي عدوتكم، ولا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ولا غيره من اللبنانيين، بل عدوكم الفعلي هو من أوصلكم وأوصلنا إلى ما نحن فيه. إن المكابرة التي ينتهجها حزب الله لن توصل إلى أي نتيجة، فالمعضلة التي يعيشها اليوم، ليس سببها لا أميركا ولا السعودية ولا الغرب ولا العقوبات التي يحكى عنها، إنما هي مشكلة بنيوية عضوية تتعلق بصلب تفكير حزب الله بأيديولوجيته ومشروعه السياسي وطبيعته الشمولية المتناقضة مع طبيعة الواقع اللبناني، ومع نمط عيش الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني وثقافته وتفكيره، ومع جوهر التطور والتغيير، وهو تالياً يسير عكس التطور الطبيعي للتاريخ".

وتابع "اللبنانيون بانتظاركم حتى ترفعوا البطاقة الحمراء بوجه كل الممارسات التي يقوم بها حزب الله باسمكم، وتصرخوا في وجهه: هيهات منا الذلة. إن صوتكم المرفوع هو الصدى لصرخات الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني".

وقال جعجع "أيها اللبنانيون، إن الأزمة الوطنية التي تهدد الكيان اللبناني في دوره ووجوده هي الأزمة الأم التي تتفرع منها كل الأزمات والتي يجب التركيز على إيجاد الحلول لها عبر خارطة طريق سهلة وبسيطة: أولاً: انتخابات نيابية تكون نقطة الانطلاق والخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل. ثانياً، انتخاب رئيس جديد للجمهورية فور اكتمال عقد المجلس النيابي الجديد. ثالثاً، تشكيل حكومة إصلاحات فعلية منبثقة من المجلس النيابي الجديد تبدأ فوراً بمسيرة الإنقاذ المنشود. رابعاً، إجراء حوار وطني برعاية رئيس الجمهورية الجديد لمناقشة كل المسائل والملفات الخلافية خصوصاً تلك المتعلقة بسيادة الدولة وسلطتها وقرارها، والاتفاق على كيفية تطبيق ما لم يطبق من اتفاق الطائف، خصوصاً ما يتعلق بالسلاح واللامركزية الموسعة. يبقى أن نجاح كل هذه الخطة يتوقف على نجاح الخطوة الأولى والأساس فيها والتي هي الانتخابات النيابية".

وأضاف "أيها اللبنانيون، هذه فرصتنا جميعاً لتقولوا كلمتكم وترفعوا صوتكم عبر صناديق الاقتراع وتطلقوا صرخة التغيير المدوية، وتضعوا خطاً كبيراً فاصلاً بين الحاضر المأساوي الذي نعيشه والحلم الذي نطمح إليه. وتذكروا دائماً أن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين. المدخل الأساس للتغيير هو أنتم، أنتم الذين اختبرتم في لحمكم الحي وجنى عمركم وصحتكم سوء التفويض السابق أو عدم الاكتراث، وبالتالي حان الوقت لأن تستردوا المبادرة بالمشاركة الكثيفة في الانتخابات وتوليد موجة سياسية ودينامية تؤدي إلى وقائع جديدة. إن الله لن يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. لا حل في لبنان سوى أن تفكوا أسر الدولة المخطوفة، وتفوضوا من هو قادر على إعادة السيادة إليها وإدارتها بشفافية ونزاهة بعيداً من الفساد المتمادي. لا ميزان قوى سوى الميزان الذي تفرضونه بإرادتكم واقتراعكم، فكل موازين القوى الخارجية لا تستقيم في الداخل، وميزان القوى الوحيد الثابت والدائم هو ميزانكم أنتم الذي يرسم ويحدد وحده المصلحة العليا للبنانيين ولبنان في قيام دولة سيدة على أرضها ومواطن حر يعيش في أمن وسلام واستقرار".

وقال جعجع في هذا السياق "أوجه نداء من القلب إلى اللبنانيين في بلاد الانتشار، الذين لطالما شكلوا رافعة أساسية للقضية اللبنانية، والذين أثبتوا في الملمات الأخيرة، كما أثبتوا دائما، مقدار محبتهم ووفائهم وتعلقهم والتزامهم بلبنان الوطن والأهل، ومقدار سعيهم الحثيث لتخفيف وطأة الصعوبات المعيشية التي يرزح تحتها أهلهم في لبنان حالياً. ولا يمكن في هذا المجال أن تغيب عن ناظري صورة قوافل لبنانيي الانتشار الذين، آثروا في عطلهم السنوية الأخيرة، أن يتوافدوا إلى لبنان وليس إلى أي بلد آخر، على الرغم من المعوقات الحياتية اليومية التي تطبع الإقامة في لبنان، من شح في مادة البنزين، وانقطاع للكهرباء، وازدحام سير وغيرها، توافدوا فقط ليكونوا دعماً معنوياً لأهلهم وشعبهم ودعامة كبيرة لاقتصاد بلادهم. وكما توافدوا لدعم وطنهم وأهلهم، ندائي لهم اليوم ليتوافدوا أيضاً قوافل وقوافل، إلى السفارات والقنصليات حيث هم، لتحضير مستنداتهم والمشاركة بكثافة في الانتخابات النيابية المقبلة، لأن عملية الإنقاذ المنشودة والمطلوبة تتوقف إلى حد بعيد على مشاركتهم فيها".

وتابع "أيها اللبنانيون، يجب أن نقلع كلياً عن الاعتقاد السائد بأننا كشعب لبناني لا حول ولا قوة لنا مهما فعلنا، وبأننا لا نستطيع شيئاً، وبأن مصيرنا معلق إما على السلاح وإما على الخارج. هذا خطأ فادح. إن مصيرنا مرتبط كلياً، كلياً بأيدينا. إنه مرتبط بتغيير المجموعة الحاكمة، وتغيير المجموعة الحاكمة مرتبط كليا بإرادتكم يوم الانتخاب. التغيير حقكم ومطلبكم، ولكن أيضاً واجبكم ومسؤوليتكم. إذا كنتم تقولون إن المسؤولين السياسيين أدخلوكم وأدخلوا البلاد في العذاب والهلاك وفي ضائقة خانقة وأزمة وجودية، فإن الخروج من النفق في أيديكم ومن مسؤوليتكم. عليكم أن تحسنوا الاختيار وتحتكموا إلى عقلكم وضمائركم لتحاسبوا من أخطأ وأفسد وخان الأمانة، ولتنصفوا من أحسن الأداء وكان مثالاً في الوطنية والإنتاجية والشفافية والاستقامة".

ورأى جعجع أن "كل العيون شاخصة نحو هذا الاستحقاق المفصلي وهذا الاختيار الحاسم. الانتخابات النيابية يجب أن تحصل أقله في موعدها، وستحصل، ولن يكون مقبولاً بالنسبة لنا تأجيلها تحت أي ظرف أو ذريعة، ولا أحد يمكنه وقف الانتخابات والوقوف في وجه الإرادة الشعبية الصلبة والشجاعة، وفي وجه الموقف الدولي الواضح والحازم. إن أي محاولة في اتجاه إجهاض الانتخابات ونسفها تحت حجة قانون الانتخاب أو الوضع الأمني أو غيرها سيتم التصدي لها وإخمادها في مهدها. وإذا كانت محطة الانتخابات يعول عليها لتكون المدخل إلى التغيير والإنقاذ، فإن تأجيلها أو إلغاءها سيكون شرارة لثورة شعبية جديدة ومختلفة في أشكالها وطرقها لتفرض بقوة الإرادة الشعبية ما كان يجب ويفترض أن تحققه الانتخابات وصناديق الاقتراع. إن القوات اللبنانية تدعم بقوة إجراء الانتخابات، اليوم قبل الغد، لاختصار المسافات والعذابات، وتنخرط في هذه الانتخابات بكل تصميم وتركيز، من أجل تغيير الخارطة النيابية وإعادة رسم ميزان القوى في مجلس النواب، الذي منه تنبثق الرئاسات والحكومات والسياسات وهو منطلق كل تغيير وقاعدته الأساسية. مصير لبنان بين أيديكم، وكما تقترعون يولى عليكم. وإذا أردتم التغيير فعلاً، غيروا في طريقة انتخابكم".

وقال: "أيها اللبنانيون، مثلما ندعو إلى انتخابات نيابية مبكرة ندعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة. وعندما تدق ساعة الانتخابات الرئاسية ستكون لنا كلمتنا وسيكون لنا الموقف المناسب والمتناسب مع حجم المرحلة والأزمة. أول الغيث، ونقولها علنا، إننا نرفض الرئيس الخانع والخاضع والمساوم على الأساسيات والثوابت. نرفض الرئيس الضعيف. كما نرفض الرئيس القوي بتغليب مصالحه ومصالح أتباعه وأزلامه في الدولة، على حساب الدولة وكل اللبنانيين. لا نريد الرئيس القوي الذي يفتعل الأزمات، ويسيب الدولة ويفقر اللبنانيين. بكافة الأحوال، هكذا رئيس، رئيس قوي بالشكل والكلام، ضعيف وضعيف جداً بالفعل. لقد أتت نتائج رئاسة الرئيس ميشال عون كارثية، وكارثية جدا علينا جميعا كلبنانيين، وبالأخص كمسيحيين. وإذا كان البعض يعيب علينا مشاركتنا في انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، فإننا فعلاً نأسف أشد الأسف أن تنقلب خطوة كانت مشبعة بكل نوايانا الحسنة، وذات مرام وطنية ومسيحية هامة جداً، أن تنقلب خطوة أردناها إنهاء للفراغ الرئاسي ومناسبة لوحدة وطنية حقيقية ولعودة المسيحيين إلى الدولة، والتئاماً لجراح تاريخية داخل البيت الواحد، نأسف أشد الأسف أن تنقلب مأساة لم يعرف لبنان لها مثيلاً. أما ما نريده فعلا، فرئيساً سيداً حراً مستقلاً نظيفاً مستقيماً، لتكون لنا جمهورية سيدة حرة مستقلة قوية وذات مصداقية. نريد رئيساً قبطانا يقود سفينة الدولة والشعب إلى بر الأمان في خضم العواصف، لا رئيساً قرصاناً يأخذ الشعب رهينة أنانيته، ويدير دفة المركب على هوى مصالحه".

وبين جعجع أن "ما يطالب به البطريرك الراعي خصوصاً لجهة حياد لبنان وإبعاده عن الصراعات الإقليمية والدولية، ولجهة رفع اليد عن الدولة، يعبر بالضبط وبالتحديد عن رأي غالبية ساحقة من الشعب اللبناني. فمن هنا ومن صميم قـلوبنا ألف تحية وسلام للراعي، خير خلف لخير سلف".

وأوضح أنه "إذا كان البعض يعيب علينا مشاركتنا في انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية فإننا فعلاً نأسف أشد الأسف أن تنقلب خطوة كانت مشبعة بكل نياتنا الحسنة وذات مرام وطنية ومسيحية هامة جداً أردناها إنهاء للفراغ الرئاسي".

الوكالة الوطنية للإعلام