يشهد مسار تشكيل الحكومة اللبنانية حالة من المد والجذر الدائمين، فكلما لاح الحل في الأفق تبدده عقد التأليف المستجدة، فيما تنشط الاتصالات الداخلية والخارجية للإسراع في التأليف، ويعود لبنان إلى الخيار القديم الجديد إما الاتفاق على حكومة يوم غد الثلاثاء، وإما اقتراب موعد اعتذار الرئيس المكلف، الذي عاد التيار الوطني الحر أيضاً للتلويح بمعادلة الاعتذار يقابله الاستقالة من المجلس النيابي.
وبحسب موقع الأخبار فقد تم تحديد يوم غد الثلاثاء موعداً جديداً لزيارة ميقاتي إلى قصر بعبدا، وتوقع مصادر مطلعة أن يحسم هذا اللقاء ما إذا كانت ستؤلف الحكومة أم لا، لأن ميقاتي سيحمل تشكيلة جديدة إلى الرئيس عون، فإن لم يتم التوافق على حل لمشكلة حقيبة الاقتصاد، وإن لم يسحب ميقاتي طلبه المستجد بالحصول على حقيبة الطاقة، فالارتطام بالمجهول هو مصير مسار التأليف، إن لم يتم البحث عن مسعى جديد وتشكيلة جديدة.
وأشار الموقع إلى أن الاتصالات نشطت على أكثر من صعيد لتذليل العقبات الأخيرة، فيما أعادت تغريدة النائب جميل السيد، الأمل بإمكانية الحسم، حيث أعلن أنه خلال الـ 24 ساعة الماضية جرت اتصالات أميركية رفيعة المستوى بالرئيسين عون وميقاتي لتشكيل الحكومة في أسرع وقت، وقد ترافق ذلك مع مسعى فرنسي مكثف نتج منه تفاهم شبه نهائي على حكومة من ثمانية وزراء لكل فريق.
ووفقاً لمصدر التيار الوطني الحر، فإن رفض صيغة 3 تمانات، ما يزال قائماً، مشيرة إلى أن المشكلة ليست في الثلث المعطل الذي لم يطالب به الرئيس عون إنما في أن الرئيس المكلف يُخرج مطلباً جديداً كلّما تم الاتفاق على الشكل العام للحكومة، مشددة على أن الحكومة يجب أن تبصر النور قريبا عن لم يتم اختراع مطالب جديدة من الرئيس المكلف.
ولفت الموقع إلى حضور ملف الأزمة الحكومية اللبنانية في الاتصال الذي جرى بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والإيراني إبراهيم رئيسي، الذي أكد دعمه تأليف حكومة لبنانية قوية وقادرة على توفير حقوق الشعب اللبناني والمحافظة عليها، مبدياً استعداده للتعاون مع فرنسا لتنمية لبنان وتطويره، ومشيراً إلى أن فرنسا يمكنها لعب دور في رفع العقوبات عن الشعب اللبناني، ليشدد ماكرون في المقابل على ضرورة تعاون فرنسا وإيران، إلى جانب حزب الله، من أجل تأليف حكومة لبنانية قوية.
المصدر: الأخبار اللبنانية