دراسة فرنسية تُظهر أن الجسيمات الحالّة تعمل مثل أحصنة طروادة في مرض باركنسون

علوم

دراسة فرنسية تُظهر أن الجسيمات الحالّة تعمل مثل أحصنة طروادة في مرض باركنسون

16 أيلول 2021 17:05

يصيب مرض باركنسون ما يقرب من مليون شخص في الولايات المتحدة، وهو ثاني أكثر أمراض التنكس العصبي شيوعاً، مع أعراض إعاقة شديدة، وتتمثل مظاهره الرئيسية في بطء الحركة، وعدم استقرار الوضعيات، وتصلب العضلات، والرعشة أثناء الراحة، وأظهر باحثون فرنسيون أن الجسيمات الحالة "أجسام ليوي"، المعروفة بكونها مركز إعادة تدوير الخلايا، تشارك في تكرار البروتين المسؤول عن هذا المرض.

مرض باركنسون


ومرض باركنسون هو مرض مزمن يتطور ببطء ويتكون من أربع مراحل، وعلى الرغم من تزايد فهم آلياته، إلا أن أسبابه لا تزال غير واضحة، حيث يُعتقد أن أعراض مرض باركنسون ناتجة عن تنكس بعض الخلايا العصبية الدوبامينية الموجودة في المادة السوداء للدماغ.

الآليات الفيزيولوجية المرضية لمرض باركنسون

إن العديد من العمليات البيولوجية تلعب دورها في هذا المرض، لكن البروتين الذي يلعب دوراً طبيعياً في الانتقال المشبكي، وهو بروتين "أ-سين"، يمكن أن يتصرف، نتيجة للتشكيل الخاطئ، مثل البريون ويشكل مجاميع ليفية، أجسام ليوي، داخل الخلايا العصبية، ومن خلال تشويه الخلايا العصبية وتدميرها، قد تتسبب هذه التجمعات في حدوث عجز في الدوبامين وتغيير في الرسائل العصبية المشاركة في الحركة.

في عام 2016، وباستخدام تقنيات تصوير متطورة للغاية، اكتشف الباحثون في معهد باستير والمركز الوطني للبحوث العلمية هياكل أنبوبية صغيرة تسمح بتبادل الأيونات والفيروسات والعضيات بين الخلايا، ويُعتقد أن نتوءات الأغشية الغنية بالأكتين، والتي تسمى الأنابيب النانوية النفقية، تشارك في نقل البروتينات غير المنتظمة التي تسبب مرض باركنسون.

دور الجسيمات الحالة في تطور المرض

الليزوزومات هي عضيات خلوية صغيرة، يشار إليها عادة باسم سلة المهملات للخلية، وباستخدام الإنزيمات التي تستطيع أن تقوم بتحليل الماء، فهي قادرة على تحطيم الجزيئات والعضيات الداخلية غير المرغوب فيها، ومع ذلك، فمن المعروف الآن أيضاً أنهم يشاركون في العديد من العمليات الأخرى، مثل إصلاح غشاء البلازما، والنسخ، واستقلاب الطاقة الخلوية، ولذلك، يبدو للعلماء أن خللهم هو مسار جيد يجب اتباعه لشرح بعض الحالات المرضية.

وأظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "بلس بيولوجي" أن ليفيات أ-سين المسببة للأمراض تنتشر في الجسيمات الحالة عبر الأنابيب النفقية، وبذلك، يتم تغيير شكلها ووظيفتها، كما أن تحفيز إعادة توزيع الجسيمات الحالة في محيط الخلايا العصبية، بالإضافة إلى تعديل الغشاء، من شأنه أن يزيد من كفاءة نقل هذه البروتينات المسببة للأمراض نحو الخلايا المجاورة، وبالتالي، فإن هذه العضيات تسمح بالتكاثر الأمثل بدلاً من تدميرها.

وهكذا تصبح الليزوزومات حجر الزاوية في انتشار مرض باركنسون وتعمل بمثابة "حصان طروادة" حقيقي لانتشار البروتينات المسببة للأمراض إلى الخلايا السليمة الأخرى، ويفتح دورها الحاسم إمكانية تطوير علاجات جديدة للحد من تطور المرض.

المصدر: Gilmore Health News