يؤثر الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة على صحة الأطفال لفترة طويلة حتى مرحلة البلوغ، فالأفراد الذين نشأوا في أسر منخفضة الدخل لديهم مخاطر أعلى بكثير للإصابة بالسمنة والأمراض المرتبطة بها في وقت لاحق من الحياة، وأظهرت دراسة أجرتها جامعة إلينوي أن هذا ينطبق بشكل خاص على العائلات ذات الدخل المنخفض الدائم.
الدخل الدائم والدخل العابر
الدخل الدائم والدخل العابر للأسرة وآثارهما على صحة الأطفال
وقال ييلان شو، الأستاذ المساعد في قسم الزراعة والاقتصاد الاستهلاكي في إلينوي، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "كان هناك الكثير من الأبحاث التي تربط الوضع الاجتماعي والاقتصادي للآباء بالنتائج المستقبلية للأطفال، ويتمثل ابتكارنا في هذه الدراسة في التفريق بين أهمية عنصرين، وهما الدخل الدائم والعابر، حيث سيكون لكل من هذين العنصرين آثار سياسية مختلفة."
يرتبط الدخل الدائم بالظروف الاجتماعية والاقتصادية العامة للوالدين على المدى الطويل، بينما يشير الدخل المؤقت إلى ذروة أو انخفاضات الدخل المؤقتة، فعلى سبيل المثال، قد تحدث ذروة عندما يتلقى أحد الوالدين مكافأة في العمل أو يحصل على ميراث، وقد تكون هذه الارتفاعات والانخفاضات مرتبطة أيضاً بظروف الاقتصاد الكلي، حيث تعرضت العديد من العائلات لانتكاسة مؤقتة بسبب الصدمة الاقتصادية لوباء كورونا.
حللت شو ومؤلفها المشارك تانسيل يلمازر، من جامعة ولاية أوهايو، البيانات من دراسة الفريق لديناميكيات الدخل PSID، التي تابعت آلاف العائلات والأطفال على مدار 47 عام، حيث بدأت PSID في جمع معلومات دخل الوالدين في عام 1968، واعتباراً من عام 1999 اشتمل على معلومات صحية حول الأطفال الذين أصبحوا بالغين الآن.
قام شو و يلمازر بحساب الدخل الدائم للوالدين والارتفاعات والوديان العابرة خلال الطفولة المبكرة من 0 إلى 5، والطفولة المتوسطة من 6 إلى 11، والمراهقة من 12 إلى 17عام، ثم ربطوا الدخل بالصحة، وتحديداً السمنة والأمراض المرتبطة بالسمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، لـ 3976 طفل بالغ في أربع فئات عمرية: 25-30 ، 31-35 ، 36-40 ، 41- 45.
ماهي العلاقة بين الدخل والصحة
ووجد الباحثون أن العلاقة بين الدخل والصحة هي الأقوى بالنسبة لأولئك الذين يعانون من حالة اجتماعية واقتصادية أقل، كما أن احتمالية الإصابة بالسمنة لدى البالغين والنتائج المرتبطة بالسمنة تنخفض مع ارتفاع الدخل الدائم للوالدين، ويمكن لذروات الدخل العابر خلال فترة المراهقة أن تعزز صحة أفضل، في حين لم يكن للقمم أو الوديان الأخرى تأثير كبير.
هذا ويقول شو أن النتائج تؤكد أهمية السياسات العامة التي تركز على انتشال الناس من الفقر، مثل التعليم والتدريب لتوفير فرص ووظائف أفضل.
المصدر: EurekAlert