نشر عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي، فراس الشوفي، عبر وسائل التواصل البيان الآتي:
"لعلّ خطاب زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعاده في دير الغزال في البقاع الأوسط بتاريخ 23 نيسان 1948، أكثر خطب الزعيم التصاقاً بواقعنا. إذ تشبه حالة الأمة الآن والمخططات الأجنبية التي تحاك ضدّها، ما حيك ضدّها بعد الحرب العالمية الثانية، مع فارقين وحيدين: الأول هو خارطة خطوط الغاز الجديدة بدل خارطة خطوط البترول في ذلك الزمن، والثاني هو السعي اليوم لتثبيت الدولة اليهودية وتوسيع الهجرة اليهودية والصهيونية إليها، وتطبيع وجودها على أرض فلسطين كالخنجر في صدر أمّتنا وكسر وجدان شعبنا، بعد أن كان الهدف في النصف الأول من القرن الماضي احتلال فلسطين وإنشاء الدولة المزعومة. وهذا التكالب الدولي الخارجي على بلادنا، يكمّله تآمر محلّي، لخَصه سعاده في النص أدناه بجملة عوارض وأمراض كالاحتكارات والرشاوى والإقطاع والرأسمالية المادية، المتمثَلة اليوم بالمصارف والشركات المهيمنة والكارتيلات وتجار الحروب وأدوات مؤسسات النهب الدولي المحليّة، من البحر السوري إلى قوس الصحراء العربية. أمّا نحن، الذين نحمل في أجسادنا أرواحاً ودماء، وديعةً لبلادنا متى طلبتها وجدتها، قدرنا القتال حتى الاستشهاد، فكراً وغلالاً وصناعةً وسلاحاً.
مقتطف من الخطاب:
"ما أشدّ الأباطيل ظلماً، وما أخبث التنّين الذي ننحدر لمنازلته ولسحقه! إنه تنّين عديد الرؤوس، كثير البراثن والمخالب، وحاد الأنياب. إنه تنّين عظيم جداً. إنه تنّين مزدوج مشترك من فساد الذلّ في أجيال عديدة مرّت في هذه الأمّة، ومن إرادات أجنبية تتحالف مع الذلّ والفساد، تنساب في سهولنا وأوديتنا، تحاول الالتفاف علينا لخنقنا، تحاول القضاء على ما في نفوسنا من شرف، تحاول أن تمنع عنا ذروة المجد والشرف.
إنها أنابيب النفط التي يبيعها الفساد للأجنبي بيعاً، أنابيب ما أشبه انسيابها في أراضينا بتلك الأفاعي التي تنساب نافثة سُمَّها، إنها الرشوات تُعطى لأبناء الذلّ، لورثة الظلم في الأمّة ليعلنوا ما لا يريد الشعب إعلانه، لا ليعلنوا إرادة الشعب، بل ليعلنوا إرادة الأجنبي المفروضة على الشعب لذلّه.
إنها اليهودية الجديدة، المتصهينة، الزاحفة تحت سلاح إنترنسيونيّ عظيم واسع، إنها الاحتكارات الخصوصية في شعبنا، إنها الإقطاعات التي تقيم من بعض الناس سادة يستعبدون الكلّ! إنها رأسمالية مادية خانقة تقطع العامل والفلاح في هذه البلاد الذي هو كلّ البلاد وكلّ الشعب.
كلّ هذه أشياء من المادة حقيرة تداس بالأقدام".