حقيقة مشاهدة أجسام طائرة مجهولة فوق المنطقة 51 الأمريكية

الرصد العسكري

القصة الحقيقية وراء أسطورة المنطقة 51 القاعدة العسكرية السرية الأكثر شهرة في أمريكا

28 كانون الأول 2023 13:10

لعقود من الزمن، كانت المنطقة 51 التابعة للقوات الجوية في نيفادا تمثل مركزاً لقصص المؤامرات التي تحوم حول "الأدلة" على وجود كائنات فضائية خلف جدرانها، وقد حاولت الكتب والبرامج التليفزيونية، وبعض مواقع الإنترنت، إلقاء نظرة خاطفة على ما هو موجود فعلاً في تلك المنطقة.

قد لا يكون هناك كائنات فضائية في هذه القاعدة العسكرية الشهيرة في أمريكا كما تقول الروايات، ولكن الأشياء الموجودة هناك في الحقيقة هي أشياء مثيرة للاهتمام أيضاً، وفقاً لتقرير نُشر في موقع Popular Mechanics. 

أسطورة القاعدة 51 العسكرية السرية في أمريكا

في وسط صحراء نيفادا القاحلة، يوجد طريق ترابي غير واضح المعالم يؤدي إلى البوابة الأمامية للمنطقة 51، وهذا الطريق محمي بما يزيد قليلاً عن سياج متصل بسلسلة، ولافتات مخيفة لمنع التعدي على ممتلكات الغير، وقد يتصور المرء أن هذه القاعدة العسكرية الأميركية السرية للغاية، والتي تعتبر أسطورية إلى حد كبير، ستكون تحت حراسة مشددة، ولكن لا يجب أن تخدعك المظاهر، فالطريق مراقب بدقة وعلى مدار الساعة.

خلف البوابة، ترى الكاميرات كل زاوية، وعلى قمة التل البعيد، هناك شاحنة صغيرة بيضاء ذات زجاج أمامي ملون تطل على كل شيء بالأسفل، ويقول السكان المحليون إن القاعدة تعرف كل ما يتحرك بالقرب من السياج حتى إذا كان سلحفاة صحراوية أو أرنب بري، ويدعي آخرون أن هناك أجهزة استشعار مدمجة في الطريق نفسه.

تكهنات فضائية حول القاعدة 51 الأمريكية السرية

وبحسب تقرير موقع Popular Mechanics، فأن معرفة ما يحدث بالضبط داخل المنطقة 51 أدى إلى عقود من التكهنات الغريبة، فهناك بالطبع، المؤامرات المتعلقة بسكان الفضاء التي يتم إخفاؤها في مكان ما بالداخل، وتصر إحدى الشائعات الأكثر إثارة للاهتمام على أن حادث تحطم روزويل سيئ السمعة عام 1947 كان في الواقع طائرة سوفيتية يقودها أقزام متحولة، ولا يزال حطامها على أرض المنطقة 51، حتى أن البعض يعتقد أن الحكومة الأمريكية صورت الهبوط على سطح القمر عام 1969 في إحدى حظائر هذه القاعدة.

أصل غموض المنطقة 51 السرية الأمريكية

ترتبط قصة المنطقة 51 ارتباطاً مباشر بتطوير طائرة الاستطلاع U-2، فبعد الحرب العالمية الثانية، قام الاتحاد السوفييتي بخفض الستار الحديدي حول نفسه وبقية الكتلة الشرقية، مما أدى إلى شبه تعتيم استخباراتي عن بقية العالم، وعندما دعم السوفييت غزو كوريا الشمالية لكوريا الجنوبية في حزيران 1950، أصبح من الواضح على نحو متزايد أن الكرملين سوف يوسع نفوذه بقوة، ولذلك شعرت أميركا بالقلق من تكنولوجيا الاتحاد السوفييتي، وقدرته على شن هجوم مفاجئ، بعد عقد واحد فقط من الهجوم الياباني المفاجئ على ميناء بيرل هاربور، وفقاً للتقرير.

غموض المنطقة 51 يرتبط بالتطوير السري لطائرة الاستطلاع U-2

وفي أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، أرسلت البحرية الأمريكية والقوات الجوية الأمريكية طائرات تحلق على ارتفاع منخفض في مهام استطلاع فوق الاتحاد السوفييتي، لكنها كانت معرضة دائماً لنيران المضادات الأرضية، وفي شهر تشرين الثاني 1954، وافق الرئيس أيزنهاور على التطوير السري لطائرة استطلاع على ارتفاعات عالية تسمى برنامج U-2، وكان أحد وأهم أوامر العمل هو العثور على موقع بعيد وسري للتدريب والاختبار، وقد عثروا عليه في صحراء نيفادا الجنوبية بالقرب من مسطح ملحي يُعرف باسم بحيرة غروم، والتي كانت ذات يوم ساحة مدفعية جوية لطياري سلاح الجو في الحرب العالمية الثانية.

وأصبح هذا الموقع الذي يقع في منتصف اللامكان، والذي يُعرف على الخريطة باسم المنطقة 51، قاعدة عسكرية جديدة شديدة السرية، ولإقناع العمال بالقدوم، أعطت كيلي جونسون، إحدى المهندسات الأوائل في مشروع U-2، اسماً أكثر إغراءً لهذه المنطقة: مزرعة الفردوس.

السرية التي تحيط بالمنطقة 51

ومع ذلك، كانت السرية المطلقة التي أحاطت بهذه المنطقة من أجل منع الجواسيس من معرفة أسرار طائرة الاستطلاع الجديدة، هي السبب الرئيسي خلف الصيت الغامض الذي أصبحت تتمتع به هذه المنطقة.

حقيقة مشاهدة أجسام طائرة مجهولة فوق المنطقة 51

بدأ اختبار طائرة الاستطلاع U-2 في شهر تموز 1955، وعلى الفور، وردت مجموعة من التقارير حول رؤية أجسام طائرة مجهولة الهوية، أتت معظم هذه المشاهدات من قبل طياري الخطوط الجوية التجارية الذين لم يسبق لهم رؤية طائرة تحلق على ارتفاعات عالية مثل الطائرة U-2، وعلى الرغم من أن الطائرات التجارية تستطيع اليوم أن تحلق على ارتفاع يصل إلى 15 ألف كيلومتر، إلا أن الطائرات التجارية في منتصف الخمسينيات كانت تطير على ارتفاعات قصوى تبلغ 7 آلاف كيلومتر، ولذلك كان الطيارون يعرفون أن رحلات الطيران التجارية لا يمكن أن تصل إلى هذا الارتفاع، ولذلك كانت الطائرة U-2، التي تحلق على ارتفاعات تزيد عن 20 ألف كيلو متر، ستبدو جسماً فضائياً بالتأكيد، بحسب التقرير.

وأشار الموقع إلى أن هذه القصة تم نشرها في الأصل في 14 سبتمبر 2017.  

المصدر: موقع Popular Mechanics