السفير الروسي لدى دمشق: نستبعد تحقيق سلام واستقرار في سوريا بدون حوار سوري شامل

السفير الروسي لدى دمشق: نستبعد تحقيق سلام واستقرار في سوريا بدون حوار سوري شامل

قال السفير الروسي لدى دمشق، ألكسندر يفيموف، في مقابلة مع قناة "RT" بمناسبة الذكرى السادسة لانطلاق العملية العسكرية للقوات الفضائية الجوية الروسية في سوريا، إن وقوف روسيا إلى جانب السوريين في الذود عن وطنهم، ساهم في هزيمة التنظيمات الإرهابية وإفشال مخططات القوى الخارجية الهدامة، لافتاً إلى أن "الإنجاز الأهم هو مساعدتنا للسوريين في استعادة دمشق للسيطرة على الجزء الأكبر من تراب الوطن".

وأوضح أن التدخل الروسي وهزيمة التنظيمات الإرهابية داخل الجمهورية العربية السورية "حال دون انتقال التهديد الإرهابي من سورية إلى دول أخرى في العالم العربي أو حتى إلى خارج حدوده، على سبيل المثال إلى روسيا، التي هي في الواقع قريبة جداً جغرافيا من هذه المنطقة".

وأكد "إفشال مخططات القوى الخارجية الهدامة بشكل حاسم، التي وضعت الرهان على التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا والإطاحة بحكومتها الشرعية باستخدام القوة"، في محاولة لتنفيذ مصالحها الانتهازية، على حد قوله.

وأشاد بالسلطات السورية التي "تمكنت، على مدى السنوات التي مرت منذ بداية الأحداث السورية، تمكنت من إظهار نهج مسؤول تجاه حكم البلاد في خضم الأزمة الحادة، وبفضل ذلك، تمتعت على الدوام بالثقة الكاملة والدعم الواسع من السكان".

وأضاف يفيموف: "لم تتحقق آمال كارهي دمشق التي كانت ترمي لفرض العزلة الدولية على الجمهورية العربية السورية. ففي العامين الماضيين، وخاصة خلال عام 2021، كان من الواضح أن جبهة المقاطعة المجهزة بعناية ضد سوريا باتت تتفتق من كل الجوانب، وأن استعادة السوريين لمواقعهم في الأسرة العربية والمجتمع الدولي ككل ليست سوى مسألة وقت".

وعرّج على مسألة التسوية السياسية للأزمة السورية، مبيناً أن التحدي الأكبر أمام عملية التسوية هو "المحاولات المستمرة من جانب بعض الأطراف الخارجية للتدخل أو تعطيل المفاوضات السورية البينية بشكل أو بآخر. وهذا أمر غير مقبول قطعاً، فالعملية السياسية يجب أن يقودها وينفذها السوريون أنفسهم بدعم من الأمم المتحدة، على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن رقم 2254".

وأوضح أن صيغ التسوية التي أُنشئت بمشاركة روسيا بشكل مباشر "لا تزال تلعب دوراً مهماً في تطبيع الوضع في الجمهورية العربية السورية، فضلاً عن إقامة حوار سوري داخلي شامل. فبدون ذلك من المستبعد تحقيق سلام واستقرار على المدى الطويل في هذا البلد".

كما أشار أيضاً إلى أن "عملية التسوية السياسية في سوريا لا تكتسب في الوقت الحالي زخماً كبيراً"، وذلك لأسباب عديدة منها "أن حجم التناقضات التي تراكمت بين الطرفين المتنازعين كبير جداً، ويحتاج الأمر بعضاً من الوقت للوصول إلى مستوى من الثقة المتبادلة يكفي لمناقشتها بشكل بناء".

وأضاف: "لو كان جميع اللاعبين الأجانب قد أخذوا بعين الاعتبار المصالح الحقيقية للشعب السوري ولم يسعوا للدفع بأجنداتهم الخاصة باستخدام أيدي الآخرين، لكان الطريق إلى تسوية نهائية أسرع وأسهل بكثير".

روسيا اليوم