عقدت ندوة إلكترونية بعنوان "الاستثمارات الخليجية في الرياضة الاوروبية _ مانشستر سيتي مثالا".
وشارك في الندوة شابير رازفي من لندن مدير "International Finance Solutions Associates" و ارنو دوفيلاي محامي حقوق الإنسان الدولي من فرنسا، والباحث "ستانلي كوهين" من الولايات المتحدة الأمريكية، والباحث في الحركات الإسلامية في أوروبا "مالك بزوخ" من فرنسا، إضافة للصحفي اللبناني محمد قليط .
وأشارت الندوة إلى الأبعاد السياسية للاستثمارات الرياضية، ولكونها، كما في حالة "مانشستر سيتي"، تأتي في سياق بناء اللوبيات، وشبكات العلاقات العامة.
رأي الصحفي اللبناني محمد قليط بالاستثمارات الخليجية في الرياضة الأوروبية
وقدم الصحفي اللبناني محمد قليط شرحا عن التداخل بين كرة القدم والسياسة والملوك، مستشهدا بشراء دول خليجية لأندية كرة قدم.
ففي عام 2008 اشترى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أحد كبار أفراد العائلة المالكة في أبو ظبي وعضو في الحكومة الإماراتية ثاني أكبر فريق كرة قدم في مانشستر - إنجلترا، مما جعله أحد أغنى الأندية في العالم بين عشية وضحاها، كما تدرس السعودية الآن شراء العملاق الإيطالي إنتر ميلان، إضافة لمحاولات شراء نيوكاسل يونايتد من الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي واجهت عراقيل بعد شكاوى حقوقية كبيرة بشأن مشاركة المملكة العربية في انتهاكات في اليمن وعلى الأراضي السعودية.
وأكد الصحفي محمد قليط أن الشيخ منصور نائب رئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة والأخ غير الشقيق لرئيس الدولة هو صاحب فريق مانشستر سيتي .
وأكد الصحفي اللبناني محمد قليط أن الدعوى المرفوعة ضد سيتي أظهرت ان ايصالات الرعاية من الشركات التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها موهت لإخفاء ما كان في الواقع تمويلاً للأسهم - وهو انتهاك واضح للمادة 56 من لوائح ترخيص الأندية واللوائح المالية العادلة (FFP) التابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA).
وقد أشار لبدء التحقيق بعد أن سربت وثائق ظهر فيها أن مالك النادي، الشيخ منصور، قد مول النادي بمبلغ 85 مليون دولار في موسم 2015-2016، ليتم تغريم الفريق وحظره من الانضمام إلى المسابقات الأوروبية لمدة 3 سنوات؛ ومع ذلك، فقد تم إسقاط الحظر في نهاية المطاف، وخفض الغرامة بعد معركة قانونية طويلة.
رأي الباحث البريطاني شوبير رازفي بالاستثمارات الخليجية في الرياضة الأوروبية
وقال شوبير رازفي من لندن إن الاستثمارات الخليجية في كرة القدم، وتحديداً في بريطانيا، غالبا تكون لتبييض الأموال، كون لندن تعتبر عاصمة التبييض في العالم، وفيها أيضا كل المؤسسات المختصة في مكافحة تبييض الأموال، ولكنها تدير ظهرها عندما يكون المتهم غنياً أو متنفذا في بلده.
وأكد رازفي أن النظام المالي البريطاني يستفيد بشدة من حكام الشرق الأوسط و"الأوليغارشيين" الذين يريدون تبييض أموالهم الآتية من دولهم الفقيرة.
وأوضح رازفي أن السياسات الامريكية والفرنسية والبريطانية قد ساهمت في التستر على جرائم حكام الشرق الأوسط، مقابل استمرار شراء الأسلحة وتدفق الاستثمارات نحو الدول الثلاثة، مذكرا باتفاقية اليمامة مع السعودية كمثال على هذا الموضوع.
رأي المحامي الفرنسي دوفيلاي بالاستثمارات الخليجية في الرياضة الأوروبية
ومن جهته، ناقش المحامي الفرنسي الدولي "دوفيلاي"، في مطالعته بعنوان "السرقة من خلال الثروة"
وأوضح دوفيلاي كيف تمكنت بعض دول الخليج من اختراق السياسة الفرنسية"، وكيف نجحت على مدار العشرين عامًا الماضية من إحداث نفوذ سياسي كبير في أوروبا والولايات المتحدة من خلال استراتيجية مُصاغة بعناية تهدف إلى السيطرة على الكيانات الثقافية والرياضية لإخفاء مساعيها التي تهدف للتسلل والتأثير على الجسم السياسي للغرب.
رأي الباحث الأمريكي كوهين بالاستثمارات الخليجية في الرياضة الأوروبية
وقال الباحث "كوهين" من الولايات المتحدة الأمريكية أن الاستثمارات الخليجية التي تقدر بالملايين في الدول الأوروبية ستؤدي الى التأثير على السياسات الخارجية لتلك الدول، فقد رأينا ذلك أيضاً خلال فترة حكم ترامب حيث استطاعت الدول الخليجية استغلال قوتها المالية مقابل السلاح والأذن للتدخل العسكري في اليمن وسوريا وغيرها.
وأكد كوهين أن لذلك مفعول عكسي يفرض على الدول الخليجية أن سياسات تريدها أمريكا والدول الاستعمارية منها كما هو الحال بفرض اتفاقية أبراهام للسلام مع إسرائيل، واصفاً قدرة تأثير الدول الخليجية على السياسات الخارجية الغربية بالوهم الكبير.
رأي الدكتور الفرنسي بزوخ بالاستثمارات الخليجية في الرياضة الأوروبية
واكد مالك بزوخ الدكتور والباحث الفرنسي إلى أن الاستثمارات الخليجية في الرياضة قد زادت تأثير دول كالامارات، لكنه أشار الى ان هذه الاستثمارات، رغم أهميتها، لن تبني دولة قوية، إذ الآن الأولوية يجب أن تكون للإستثمار في الأبحاث والعلوم.
والحدير ذكره أن الدكتور الفرنسي بزوخ كان قد طالب السفارة الإماراتية في باريس خلال مرحلة تحضيره الدكتوراه في العلوم الطبيعية من توجيه الاستثمارات في مجالات يمكن لها أن تضعنا بين مصاف الدول المتقدمة .
النهضة نيوز _ بيروت