تمت دراسة العقاقير المخدرة على نطاق واسع في عقود ما بعد الحرب، ومع ذلك، ونظراً لأن هذه الدراسات كانت دون المستوى إلى حد كبير من حيث المعايير المعاصرة، فقد تضاءل الاهتمام بهذا الموضوع وسط "الحرب على المخدرات" التي أطلقتها السلطات، وفي الآونة الأخيرة، تمت إعادة تقييم تصور العقاقير المخدرة، وتجري الآن الأبحاث حول استخدامها الطبي.
تأثر أدمغة الفئران بعقار إل إس دي
في جامعة لوند بالسويد، يدرس فريق بحثي كيفية تأثر أدمغة الفئران بعقار إل إس دي، في محاولة لاستخلاص استنتاجات من شأنها أن تسمح لهم بعلاج أو تخفيف الاكتئاب والإدمان لدى البشر.
تم وضع أقطاب كهربائية رقيقة في أدمغة بعض القوارض، وسمح هذا للباحثين بقياس ما يحدث عند إطعامهم إل إس دي.
وقال عالم النفس بجامعة لوند، بار هالي: "إنه أمر غريب بعض الشيء لأن هذه المواد هي من بين أقوى المواد التي نعرفها، ولكن يبدو أن الفئران لا تتأثر بذلك، وعلى أية حال، أنت لا ترى أي سلوك واضح يتغير، ولكن ما يحدث في وعيهم لا نعرفه على الإطلاق".
الأدوية المخدرة
السويد تجرِّب عقار إل إس دي على الفئران لعلاج الاكتئاب والإدمان
اقترح بحث سابق أن العديد من الأدوية المخدرة مثل إل إس دي و" سيلوسيبين"يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على علاج الاكتئاب واضطراب الوسواس القهري والإدمان، والهدف من الدراسة هو توفير دعم علمي أكثر صلابة للاستخدام العلاجي للعقاقير المخدرة.
وقال هالي: "النظرية الكامنة وراء ذلك هي أن المواد المخدرة تعيد تزويد الروابط بين الخلايا العصبية وتزيد من قدرة الدماغ على إعادة بناء نفسه".
وحتى الآن، أثبت الباحثون في لوند أن الفئران تحصل على خلايا دماغية "أكثر هدوءاً" بينما تزيد النبضات الكهربائية في الدماغ.
وأوضح بار هالي: "لا نعرف سبب تأثر أدمغة الفئران بهذه الطريقة أو ما الذي يعنيه هذا بالنسبة للتأثير العلاجي، وبمجرد أن تفهم الآليات الكامنة وراءها، قد نتمكن من تطوير جزيئات أخرى مماثلة لا توفر نفس التأثير، ثم عليك أن تفهم الآليات بشكل أفضل وهذا ما نحاول تحقيقه".
ووفقاً لبار هالي، يتم تنويم الفئران عند تشغيل الأقطاب الكهربائية ولا تشعر بأي ألم من الأقطاب الكهربائية لأنها تفتقر إلى مستقبلات الألم في الدماغ، ووفقاً للقواعد المتعلقة بالأخلاق، لا يجب ترك الفئران بمفردها لأكثر من 24 ساعة أثناء التجربة، لأنها حيوانات اجتماعية.
ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك
هذا وتم إنتاج ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك "إل إس دي" لأول مرة من قبل الكيميائي السويسري ألبرت هوفمان في عام 1938، الذي توقع أن تعمل المادة كمحلل، أي كدواء يحفز التنفس والدورة الدموية، يتم إعطاؤه في حالة التسمم، وتمت دراسته على نطاق واسع من الخمسينيات إلى السبعينيات لتقييم السلوكيات.
المصدر: سبوتنيك إنترناشيونال