أخبار لبنان

حسن نصر الله: اتصالات الملوك والرؤساء العرب ما هي إلا اعتراف بانتصار سوريا

11 تشرين الثاني 2021 17:47

لفت الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في احتفال يوم شهيد حزب الله، إلى أنه في الأيام القليلة الماضية أُعلن عن اتصالات لملوك ورؤساء عرب مع الرئيس السوري بشار الأسد، وهذا يساوي الاعتراف العربي بانتصار سوريا، وهو المشروع الذي أنفق فيه مئات المليارات العربية لهزيمة سوريا.

وقال نصر الله: "من إنجازات الشهداء منع الحرب الأهلية التي كان يخطط لها وما زال يخطط لها في لبنان، ومنع الإطباق الأمريكي الكامل على لبنان، ومنعه من أن يكون بلداً ذا سيادة". مبيناً أن "إسرائيل تعاني من القلق الوجودي وعندما نشاهد المناورات الجارية في فلسطين المحتلة فهذا يعني أنهم قلقون من لبنان، والخوف من أن يقتحم لبنان مساحة كبيرة في الشمال".

وأكد أن هناك "مناورات شبه فصلية في منطقة الشمال، ويضعون فرضيات بأن المقاومة ستدخل إلى الجليل، وهذا دليل أن الإسرائيلي يثق جيداً بالمقاومة في لبنان، وصدق وعودها وعظمة رجالها وأهمية عقولها الاستراتيجية". مشيراً إلى أن هناك "قلقاً من قوة المشاة التي قد تدخل إلى الجليل وقلقاً من صواريخ المقاومة الدقيقة ومن الحرب مع لبنان، ويحسبون لهذا الأمر ألف حساب".

وأشار نصر الله إلى أن "لدى كيان العدو قلق وجودي وعلينا قراءة ما يقوله المسؤولون في هذا الكيان، حيث يتكلمون عن القلق من قوة المحور الذي يزداد تقدماً وانتصارات وخروجاً من كل الصعوبات التي أحاطت به"، معتبراً أنه من "المضحك أن هناك من يتحدث عن أن محور المقاومة يضعف بالمنطقة بالرغم من أن كل المعطيات تؤكد عكس ذلك. وشدد على أن كيان العدو يحاول التنفس من خلال فتح العلاقات والتطبيع مع بعض الدول العربية".

وشدد على أنه في لبنان "لا نتحدث عن الخروج الكامل من الهيمنة الأمريكية، ولكن هناك هيمنة ما في مستويات متعددة ولبنان قادر على الوقوف على رجليه"، لافتاً إلى أن "ما نتطلع إليه اليوم هو منع السيطرة الأميركية الكاملة على لبنان، وكل ما يحتاجه اليوم هو الإرادة السياسية لمنع فرض الإرادة الأمريكية في ملف ترسيم الحدود البحرية".

وأكد أن "الدولة اللبنانية رفضت الخضوع للإملاءات الأمريكية في موضوع ترسيم الحدود، لأنها تستند إلى قوة المقاومة القادرة على ردع العدو". ورأى أن "الدولة التي تقبل الإملاءات الخارجية تكذب حين تدعي أنها ذات سيادة واستقلال وحرية".

وتطرق نصر الله إلى الأزمة الأخيرة التي "افتعلتها" السعودية مع لبنان، فقال: "أنا لن أصعد ولن أعقد الأمور، ولكن نحن معنيون بتبيان الحقائق لأننا أمام قضية رأي عام". مؤكداً "ما زالت هذه الأزمة قائمة وهناك عدد من الفرضيات والاحتمالات، أولاً: لم يكن لدى السعودية أي فكرة عن تصريح وزير الإعلام جورج قرداحي، ما أغضب السعودية وقامت برد الفعل"، ورأى أن "ردة الفعل السعودية على تصريح وزير الإعلام جورج قرداحي مبالغ فيها جداً، سيما أن العديد من المسؤولين الأمريكيين والعرب والأمين العام للأمم المتحدة وصفوا الحرب في اليمن بتعابير أقسى مما قاله الوزير قرداحي ولم نر أي ردة فعل سعودية".

وأشار إلى أن "السعودية تقدم نفسها كصديق للشعب اللبناني، والسؤال هو هل هكذا يتعامل الصديق مع صديقه؟ وهذا السؤال برسم أصدقاء السعودية في لبنان". لافتاً إلى أن "سوريا تشتم من رؤساء ومسؤولين في لبنان طوال 16 سنة، وبالمقابل سوريا كصديقة والتي تم سبها وإهانتها وإرسال مقاتلين ومسلحين لقتالها لم تطالب عند طلب مرور الغاز المصري عبر أراضيها اعتذار أحد ممن شتمها وأهانها، وكذلك الصديقة إيران رغم كل الشتائم لم تسحب سفيرها ولم تطرد السفير اللبناني عندها، وقدمت الفيول الإيراني بالليرة اللبنانية".

وأكد أنه "أيد موقف وزير الإعلام قرداحي بعدم الاستقالة أو الإقالة، لأن أول الوهن كان باستقالة وزير الخارجية السابق شربل وهبي وهذا كان خطأ لأن السعودية قابلت هذه الخطوة بمزيد من السلبية"، مبيناً أن "المطالب السعودية لن تنتهي في لبنان ومن طالب وزير الإعلام بتقديم المصلحة الوطنية نسأل ما هي المصلحة الوطنية؟ هل هي إذلال وانتقاص سيادة لبنان"، معتبراً أن "ما حصل هو جزء من المعركة مع المقاومة في لبنان ومنذ عام 2006 السعودية هي ضمن هذه المعركة، فنحن نعرف التحريض السعودي للعدو الإسرائيلي خلال حرب تموز وهذا موثق ومعروف ومنشور في الوثائق الأمريكية".

وأوضح نصر الله أن "السؤال هو لماذا لم تقدم السعودية أي تقديمات مالية لحلفائها وجماهير حلفاءها خلال السنوات الماضية؟ لأنها تريد ثمناً، وهذا الثمن هو الحرب الأهلية واللبنانيون صنفان إما أنهم لا يريدون الحرب الأهلية وإما أنهم غير قادرون على بدء الحرب الأهلية".

ورأى أن "أي لبناني منصف يعلم أن موضوع هيمنة حزب الله على الدولة اللبنانية هو أمر غير صحيح، نحن لا ننكر أننا جهة مؤثرة، ونحن أكبر حزب في لبنان، وأقول إن لدى الأحزاب الأخرى تأثير أكبر في الإدارات والمؤسسات اللبنانية، وكشواهد على مدى تأثير حزب الله على الدولة هو أننا منذ ما يقارب السنة نحاول تنحية قاضي عن ملف يعمل بشكل مسيس واستنسابية ولم نستطع تغيير هذا القاضي". موضحاً "لطالما نادينا بأن التنسيق مع سوريا هو أمر مطلوب ومهم ولم نحصل على أي تجاوب من أي حكومة سابقة أو حالية، ولم نستطع تغيير رأي أحد، هل هذا يجعلنا حزباً مهيمناً"، مضيفاً "حجة هيمنة حزب الله على الدولة اللبنانية هو كذب وافتراء وهناك شواهد على ذلك".

وذكّر بأن "وزير الخارجية السعودي نفسه اعترف بأن مشكلته مع لبنان هي مع حزب الله، وبالأخص مسألة اليمن، والمزاعم السعودية بشأن ما تقول عنه "الاحتلال الإيراني" للبنان سخيفة"، مشيراً إلى أنه "بعد 7 سنوات من الحرب على اليمن وصرف مئات مليارات الدولارات فشلت هذه الحرب، ومساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق ديفيد شنكر بنفسه اعترف بفشل الحرب على اليمن، وأن سقوط مأرب هو أسوأ سيناريو للرياض".

وأضاف نصر الله: "لم يتم ذكر حزب الله أو لبنان خلال جولات المفاوضات الأربع التي حصلت بين السعوديين والإيرانيين في بغداد"، لافتاً إلى أن "السعودية تتصور أن من يقود الجبهات العسكرية في اليمن هم حزب الله، وهذا كله أوهام وليس له أي أساس من الصحة، ومن حقق الانتصارات في اليمن هم عقول وإيمان وحكمة ومعجزات المجاهدين اليمنيين".

وشدد على أن "موضوع اليمن لا يمكن ـن يكون حجة لمعاقبة لبنان، وإذا أردت معاقبة أحد عاقبنا نحن كحزب الله لا الدولة اللبنانية، وأقول للسعودية إذا كنتم تريدون الانتهاء من الملف اليمني عليكم أن تقبلوا بوقف إطلاق النار، ووقف الحصار والذهاب إلى المفاوضات السياسية"، داعياً اللبنانيين إلى "الصبر والحفاظ على السيادة الوطنية والهدوء، فنحن لا نريد معركة مع السعودية أو أي دولة خليجية أخرى".

وأوضح نصر الله أنه في "يوم الشهيد يحضر بين أيدينا دماء شهداء خلدة ودماء شهداء مجزرة الطيونة، اليوم صدر قرار ظني ونحن ننتظر الأحكام، وكذلك منفتحون على المصالحة في خلدة، ومن قتل أحباءنا في خلدة سيلقى عقابه وفي ملف مجزرة الطيونة التي قام بها حزب القوات اللبنانية عن سابق إصرار وترصد، فإن الملف عند القضاء العسكري".

وتابع "عوائل شهداء مرفأ بيروت وعوائل شهداء الطيونة هم متساوون لدينا، والمطلوب في قضية المرفأ الوصول إلى العدالة وإن اختلفنا في الطريقة وسنواصل العمل في القضيتين"، مؤكداً أنه "عندما نتوقف أمام إنجازات الشهداء فنحن نتحدث عن إنجازات تاريخية، فببركة دماء الشهداء المقاومين لكل القوى المقاومة تم تحرير الأرض، تحرير الأسرى، الحماية والردع وكلها إنجازات ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا".

موقع النشرة