أخبار لبنان

"وتعانوا" ترفع الستار عن جريمة إنسانية مروعة بحق مرضى في مركز طبي

12 تشرين الثاني 2021 21:52

مشاهد مروعة يدمى لها القلب اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، وتميط اللثام عن جريمة إنسانية تُرتكب يومياً خلف جدران مركز "سانتا ماريا" للأمراض العقلية والعصبية في عنايا، حيث يعاني 70 ضحيّة (55 رجلاً و15 امرأة) من أبشع صور التعذيب، فلا اهتمام ولا طعام ولا طبابة ولا نظافة، وظلوا يئنون لسنوات حتى خرجت قضيتهم إلى الضوء بعدما نشر رئيس جمعية "وتعاونوا" عفيف شومان فيديوهات يندى لها الجبين من داخل المركز.


فاجعة

وتوثق الفيديوهات الاستهتار الذي يمارس بحق أرواح هؤلاء المرضى، إذ نرى فيها، بحسب وصف صحيفة "النهار"، "هياكل عظمية" تجلس على أسرّة قذرة، دون طعام لائق، وتأكل من خبز تغلغل فيه العفن، وتقتات عليه الحشرات.


ونقلت الصحيفة عن شومان قوله: "بعدما وصلتنا شكاوى عدّة من أهالي مرضى موجودين في المركز عن سوء التغذية، قصدناه قبل ستة أسابيع وثابرنا على ذلك لتقديم الطعام لهؤلاء، اعتقدنا أنّه من خلال تناولهم الغذاء تتحسّن حالهم، لكن الفاجعة حين قصدنا الطابق العلوي اليوم، لنُصدم حيث وجدنا مريضاً مربوطاً بالسرير، ومن بعدها صُعقنا بغرف النوم والقذارة التي تنهشها، حيث كان الأمر يقتصر سابقاً على دخولنا صالة الطعام... نقلنا الصورة للجميع على أمل أن تتحرّك وزارتا الصحّة والشؤون الاجتماعية بسرعة لإنقاذ من بقي من مرضى".


وأضاف شومان إن "الوضع الصحّي للنزلاء في المركز سيّئ جداً، والمطلوب نقل أكثر من نصفهم إلى المستشفيات للمعالجة أولاً بسبب نقص الغذاء وثانياً بسبب أمراض الربو نتيجة الرطوبة في المبنى، على أن يُنقل البقيّة إلى مراكز تعتني بهم بالفعل".


وأكد أنه "حتى الآن تُوفي خمسة أشخاص نتيجة سوء التغذية والإهمال، مع العلم بأن صاحب المركز يحصل على 900 مليون ليرة سنوياً من الدولة، وهذا الأمر موثق، عدا عن الأموال التي يأخذها من أهالي المرضى كفرق وزارة، وهناك ما بين 20 إلى 25 مريضاً مجهول الهوية".


وذكرت الصحيفة أن العاملين في المركز هم أربعة أشخاص، "امرأة تحمل الجنسية السورية تطبخ الملفوف فقط، وسوري ينظّف المبنى المؤلف من 3 طبقات إضافة إلى الطبقة الأرضية، وهذا الشاب لا يتوقف عن ضرب المرضى، وممرّضة ومسؤولة عن المركز".

وزارة الصحة

إلى ذلك، أكدت المستشارة الإعلامية لوزير الصحّة العامة، روى الأطرش، للصحيفة أن "ما ظهر في الفيديوهات أمر غير مقبول، لذلك غداً باكراً سيتوجّه وفد من وزارة الصحّة يتضمّن مدير البرنامج الوطني للصحة النفسية والعقلية الدكتور ربيع شمّاعي ومدير العناية الطبّية الدكتور جوزيف الحلو ووفد من منظمة الصحّة العالمية للكشف على المركز والتحقق من الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة".

وعلّق المكتب الإعلامي لوزير الصحة العامة، الدكتور فراس الأبيض، في بيان على فاجعة مركز "سانتا ماريا"، أوضح فيه أن "الوزارة لم تتلق أي طلب أو شكوى، تعرض صعوبة الوضع في المركز، بل كانت التقارير التي يرفعها المسؤولون المعنيون في الوزارة، إثر زياراتهم التفقدية، تعكس استمرارية العمل والقدرة على تأمين الحاجات".

وأضاف البيان: "بناء على ما تم عرضه، سيقوم الوزير الأبيض برفقة وزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار، بزيارة ميدانية إلى "مركز سانتا ماريا" بهدف الاطلاع على تفاصيل أوضاعه وأوضاع المسنين والمرضى النفسيين الموجودين فيه وإجراء المقتضى بما يراعي حقوق الإنسان وحق المريض بالعناية الكريمة".

وأكد وزير الصحة "رفض أي انتهاك لحقوق المرضى بغض النظر عن صعوبة الأوضاع التي تواجهها المؤسسات الصحية في لبنان".

الشؤون الاجتماعية

من جانبه، غرد وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار عبر حسابه على تويتر، إذ قال: "بعد أن وردنا مجموعة من الفيديوهات التي تُظهر الأوضاع غير الإنسانية التي يعيش في ظلّها المرضى في مركز سانتا ماريا في منطقة عنايا، تواصل الوزير حجار مع وزير الصحة فراس الأبيض وتم الاتفاق على التوجّه إلى المركز لمعاينته غداً صباحاً واتخاذ الإجراءات المناسبة".


صحيفة النهار