برعاية وحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، ومنسّق عام المؤتمر ومدير عام مركز الدراسات والأبحاث التربوية الدكتور عبد الله قصير، افتتح مركز الدراسات والأبحاث التربوية، واتحاد المعلمين العرب، صباح اليوم الأربعاء، فعاليات "المؤتمر الإسلامي العربي لمناهضة التطبيع التربوي" في قاعة المؤتمرات في المبنى الصحّي الاجتماعي/بلدية الغبيري. مثّل الدكتور نادر حذيفة وزير التربية والتعليم العالي اللبناني الدكتور عباس الحلبي، وشارك في المؤتمر ممثلو سفارات وقنصليات وأصحاب سماحة، وبعثات تربوية وثقافية في لبنان، ومديرو مراكز أبحاث وجمع غفير من الباحثين والنخب التربوية والأكاديمية، وممثلو أحزاب وهيئات وقوى وفصائل لبنانية وفلسطينية وعربية، كما شارك رؤساء ومديرو وممثلو مؤسّسات تربوية وتعليمية واجتماعية وكشفية وإعلامية.
شارك في المؤتمر باحثون من لبنان، وسوريا، وإيران، والبحرين، وباكستان، والجزائر، ومصر، والمغرب، وتونس، واليمن، والعراق، ويتناولون إشكاليات تطرح خطورة التطبيع التربوي الذي يشمل الاستراتيجيات، والبرامج، والطرق والأساليب والمجالات التربوية التي يُحاول أن ينفذ من خلالها الكيان الصهيوني الغاصب، مقدّماً نفسه ككيان طبيعي في جسد الأمّة الإسلامية والعربية.
التطبيع الحقيقي
ودعا مرتضى، في كلمته التي استهلت المؤتمر، إلى التطبيعَ الحقيقيَّ، الذي رأى أنه لا محيد عنه، بأن يكونُ بإعادة الأمور إلى طبيعتِها، أي باجتثاث الاحتلال وتحرير الأرض واسترجاع الحقوق، معلناً "لا وألف لا للتسليم بالاحتلال أو لتسويق العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية معه". وهذا يدفعُنا بحسب القاضي مرتضى ألا نكتفي بردّات الفعل، وإنّما عَقْد العزائمِ والأفكار على العمل بصورةٍ إيجابيةٍ لإبراز عناصر شخصيَّتِنا القومية، بمقوِّماتِها الثقافية ومكوِّناتِها الاجتماعية، لإيضاح حقيقتِنا الحضارية التي تفضحُ ادِّعاءاتِ الاحتلال وبطلانَها.
وأردف: "لقد استفاد الكيانُ المغتصب، بامتداداته في المحافل الدُّوَلية والمجتمعات الغربية، مما أحدثَتْه الثورة الرقمية، فراح يسوِّق لمستوطنيه كلَّ فضيلةٍ وللعربِ كلَّ نقيصة، ويُظهِرُ أهلَ فلسطين ظالمين معتدين، والغزاةَ روَّادَ حداثةٍ في حالة الدفاع عن النفسِ. كما روِّجَ لتعابير وأفكارٍ ومصطلحات تزوِّرُ الماضي وتشوِّهُ الحاضر.. حتى باتت أجيالٌ كثيرة في العالم تتلقّى منذ صفوفِها المدرسية تعاليم مشوَّهةً عن المنطقة العربية وعن فلسطين، فيها توقيرٌ للصهاينة وتحقيرٌ للعرب.. في مقابل تشرذم القوى العربية وفقدانِ معظمِها لخطةِ مواجهةٍ علميةٍ واضحة".
وتوجّه وزير الثقافة اللبناني للأخوة العرب بكل محبة قائلاً: "لا غنى لكم عن بيروت فهي عاصمةُ العروبة التي تخرَّجَتْ من جامعاتِها عقولٌ عربيةٌ نيرةٌ تبوأَت أعلى المناصبِ في السياسة والعلوم والمجتمع، وهي عاصمةُ الفكر التي منها انطلقت العقائدُ السياسية والأحزابُ الوحدويةُ والتياراتُ القومية الجامعة، هي عاصمةُ الثقافة التي أوقدت للعربِ شعلةَ النهضة ومصباحَ الحداثة، وهي أكثرُ عواصم العالم استحقاقاً لاحتضان قضايا الإنسانِ والقيم، والفكر والمعرفة والوطنية".
وختم الوزير كلمته بالقول: "تبقى في القلبِ غُصَّةٌ، أنَّ مقاوماً ثقافيّاً من الدرجةِ الأولى رافضاً لأيِّ شكلٍ من أشكال التعاطي مع الكيان الإسرائيلي، مناهضاً لمشاريع تفتيت هذه المنطقة في السياسة والثقافة والاجتماع، غيَّبَه الموتُ عنّا وهو في قِمَّةِ عطائه وأَوْجِ الحاجةِ إليه، فضمَّه ثرى بيروت، فيما بقي نضالُه متقداً في سمائها. رحمَ الله سماح إدريس، وليكنْ نهجُه النضاليُّ مثالاً لأبناءِ أمتنا جمعاء".
وقبل افتتاح جلسات المؤتمر سلّم وزير الثقافة، بحضور كلٌّ من الدكتور قصير والدكتور مكحّل، درع عربون وفاء وتقدير لروح المناضل الدكتور سماح إدريس باسم "المؤتمر الإسلامي العربي لمناهضة التطبيع التربوي" لصديقه ورفيق نضاله والعضو المؤسّس في حركة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان الدكتور عبد الملك سكّرية.
عباءة التطبيع الديني
وتساءل منسّق المؤتمر، الدكتور عبد الله قصير، عن أهمية انعقاد مؤتمر عن التطبيع التربوي تحديداً وفي هذا التوقيت، وأوضح أنّ مركز الأبحاث والدراسات التربوية عمل بالتعاون مع اتحاد المعلّمين العرب خلال السنتين الماضيتين برصد ومسح علمي شامل للبرامج والمناهج التعليمية العربية، وقد وجدنا فيها العجب العجاب، من ضروب التشويه للتاريخ والحقائق في ما يخص الصراع العربي الصهيوني"، فقد حلّت القدس كعاصمة لدولة إسرائيل (مكان فلسطين) في منهج يدرّس لأطفالنا وأجيالنا الصاعدة، وأعلن رئيس لجنة الدفاع والخارجية في الاتحاد الإماراتي عام 2020 في تصريح لقناة الغد انّه سيتم تغيير الخطاب الديني والمناهج التعليمية حتى يشعر الإسرائيلي بالطمأنينة والانتماء". وأضاف قصير "يُبنى اليوم في دولة الإمارات مركز عبادة (للديانة الإبراهيمية) هذه البدعة للأديان المختلفة الجديدة ليست سوى عباءة للتطبيع الديني الذي بدأت ملامحه تظهر في زيارات متبادلة ولقاءات ومؤتمرات، فهناك سعي جاد من قِبل المطبّعين لكي وعي الأجيال. إنّ التطبيع التربوي يستهدف العقول الناشئة ووجدانهم لتغييب قضية فلسطين والقدس (كقضية مركزية للعرب والمسلمين)، وتغييب الصراع العربي الإسرائيلي ومجازر 48 وحروب 67 و73 واحتلال 82 وتحرير 2000 وانتصارات 2006 والحروب على غزّة والانتصارات للمقاومة".
ولفت الدكتور قصير إلى أنّ دماء الشهداء ومن قدّموا التضحيات لهذه القضية المحورية "يراد شطبها ونسيانها وإحلال علاقات طبيعية بل تحالفات مع العدو مكانها، وأنّ التطبيع التربوي يهدف لاختراق جميع حصوننا الثقافية والفكرية والتربوية واجتثاث ثقافة المقاومة والرفض للعدوان الصهيوني وإحلال ثقافة الذل والهوان والاستسلام للمحتل محلّها".
وأشار إلى أن "لكل هذا، ولمواجهة كل ما يجري كانت الدعوة لانعقاد هذا المؤتمر، لتحمّل المسؤولية من قِبل أصحاب العلم والوعي والمربّين والباحثين وأصحاب الأقلام ووسائل الإعلام وكل من يؤمن بالقضية المركزية للعرب والمسلمين، وهذه المواجهة والمناهضة لأخطر أنواع التطبيع تستلزم جهود منسّقة وتعاون وتكامل وصبر وعناء وتخطيط وبرامج ومتابعة وشحذ الهمم، والإرادات والعزيمة والتوكّل على الله".
وختم قصير كلمته قائلاً: "نحن قادرون بإذن الله على إفشال هذه المشاريع العدوانية التي تستهدف الأمّة في عقول أبنائها وفي تاريخها ومستقبلها... وتجربة المقاومة في لبنان وفلسطين وغزّة تُثبت بأنّ الأمر والنصر لا يحتاج لتوازنات في العدّة والعديد... وفي تجربة الشعوب العربية لا سيّما في مصر والأردن والبحرين والمغرب خير دليل على أنّ التطبيع مع الحكومات وفي السياسة يُقابله رفضّاً قاطعّاً على مستوى المجتمعات والشعوب... إنّ التطبيع مع الحكومات والأنظمة لا يكفي لضمان احتلال القدس وفلسطين بل لا بدّ من التطبيع مع الشعوب والمجتمعات... وما دام الغيّورون والشرفاء في هذه الأمّة موجودون ومتأهّبون وأنتم منهم وفي مقدّمتهم فلا خوف على فلسطين والقدس. ولن يستطيع الأعداء تحقيق أهدافهم، أي التطبيع على كل المستويات".
مقاومة التطبيع التربوي
وتحدّث الأمين العام لاتحاد المعلّمين العرب عن أهمية انعقاد هذا المؤتمر في الوقت الذي راحت أنظمة التطبيع تبالغ في ارتمائها على أعتاب العدو الصهيو أميركي، بكل ذل ونذالة، دون وازع من دين أو رادع من ضمير. معتبراً أنّ التطبيع مرفوض جملة وتفصيلاً بكل مجالاته سواء أكان سياسياً أم اقتصادياً أم دبلوماسياً أم سواه، ولا بدّ من مجابهته. وأكّد على وجوب مقاومة التطبيع التربوي بلا هوادة، بكل الأساليب وأطراف المنظومة المقاومة: من خلال الأسرة، والمدارس والجامعات والمعاهد والكلّيات. موضّحاً استهداف عقول أجيالنا في محاولة لغسل الأدمغة من كل القيم والمعارف والمواهب، ووحشوها بالغث من الأفكار وسفاسف الأمور".
ورأى مكحّل أن "معركة المناهج دائرة الآن في الأرض المحتلة ولا سيّما في القدس، ويقوم الاتحاد العام للمعلّمين الفلسطينية مع اللجان الأهلية في مقاومة كل محاولات العدو لفرض مناهجه على مدارس المدينة المقدّسة، وهو ما يوجب علينا الانتباه إلى هذا الأمر لدعمهم ومساندتهم".
وأكّد على أهمية تنظيم ورش عمل لكل محور من محاور المؤتمر عقب انتهاء أعماله كي يكون لكل منها مخرجات محدّدة يتم العمل بها لتفعيلها في خطّة عمل مبرمجة وواضحة، داعياً إلى تضافر الجهود من أجل إحقاق حقوق المعلّم، بوصفه الركيزة الأساسية في هذه المجابهة.
وأشار إلى ضرورة إشراك الاتحادات الشعبية والمهنية العربية في هذا الدور، لا سيّما إذا ما استخدمنا سلاح المقاطعة الذي لا بدّ منه، مع تعزيز العمل مع القوى الشعبية العربية الأخرى، من خلال المؤتمرات القومية والإسلامية والأحزاب والنقابات.
وختم كلمته برسالة للمطبعين قال فيها: "أنتم رئة المجتمع العربي، وسقط متاع الأمّة، وأنتم وأسيادكم عابرون في كلام عابر... فأنتم جميعاً إلى زوال، ولن يطول الزمان! فالنصر آت لا ريب فيه... فهو مشيئة الله ووعده، وإرادة لشعب وحقّه، وحتمية التاريخ ومنطقه".
دور المؤسسات التربوية والأكاديمية
قدّم المؤتمر المنسّق العلمي للمؤتمر الدكتور علي كريّم، وسبق جلساته الأربعة عرض فيلم تسجيلي يشرح منطلقات التطبيع وأبعاده وتأثيراته لا سيّما التربوي منه، وأدار الجلسة الأولى المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية في لبنان، الدكتور عباس خاميار، وحملت عنوان "دور المؤسسات التربوية والأكاديمية في مناهضة التطبيع التربوي"، وتناول في كلمته محاولات العدو التسلّل إلى أجيالنا من خلال زرع فكرة التطبيع عبر عناوين الانفتاح، والمؤسسات التربوية كالجامعات لإبعاد القضية الفلسطينية عن الأمّة العربية والإسلامية. يحاول العدو عبر المفاهيم الظاهرية كالتسامح بين الأديان في زرع التطبيع، لكن باطن هذه المفاهيم هو الاستسلام لهذا العدو وتحقيق أهدافه.
وقدّم الدكتور جلال فيروز من البحرين، وهو محاضر في الجامعة العالمية للعلوم - لندن، في هذه الجلسة مداخلة تناولت "مخاطر التطبيع التربوي عبر المؤسسات التربوية والأكاديمية ودورها في مناهضة ذلك"، تحدّث فيها عن التطبيع التربوي أخطر من التطبيع السياسي لأنّه ينفذ في أعماق الأجيال الناشئة، ويتجذّر في التربية فينفذ لاحقاً في المجتمع. بعض القنوات العربية تحاول إعطاء الشرعية للكيان الغاصب عبر استخدام مصطلح إسرائيل بدل الكيان الصهيوني أو الكيان الغاصب. معلناً أنّ هناك جزءاً كبيراً من الشباب العربي في الدول الغربية لا يعرفون شيئاً عن القضية الفلسطينية نتيجة التعتيم عن هذه القضية من قِبل المؤسّسات التربوية الغربية الموجودة هناك. تلاها مداخلة ثانية بعنوان "التطبيع في التعليم: دراسة لحالة المناهج في باكستان" قدّمها الدكتور أبو حسن بخاري من باكستان وهو باحث في القانون الجنائي في مركز إقبال الدولي للأبحاث، واستعرض فيها مجموعة من المحاولات الخفية تُجرى في باكستان لإلغاء فكرة مقاومة التطبيع من خلال إلغاء الفصول الخاصّة بمقاومة التطبيع. كما أنّ هناك محاولات لإضفاء مفاهيم معيّنة كالتسامح خدمة لتناسي مجازر العدو لصالح تكريس فكرة التطبيع.
التطبيع في المناهج التربوية والتعليمية
وأدارت الجلسة الثانية الدكتورة لور أبي خليل، الأمينة العامّة للتجمّع الأكاديمي في لبنان لدعم فلسطين، بعنوان "التطبيع في المناهج التربوية والتعليمية، بين الواقع والمناهضة"، واستعرضت في كلمتها ما شهدته منطقة المشرق العربي ثورات ونزاعات من قِبل قوى دولية وإقليمية للسيطرة على مصادر الطاقة والمياه، واعتبرت المدرسة الليبرالية أنّ تهديدات الأمن القومي تتجاوز الخطر العسكري لتشمل مخاطر سياسية واقتصادية واجتماعية وتربوية على رأسها التطبيع الذي يُعتبر مصطلحاً خاطئاً إذا أردنا استخدامه في منطقتنا. لأنّ التطبيع يفرض علاقة متوازية بين فريقين، أمّا ما يحصل فترجمته عمليات تبعية وتحصيل مكاسب للعدو الصهيوني فقط. كما قدّمت في هذه الجلسة مداخلة تناولت "التطبيع في مناهج التعليم العربية: المظاهر وسبل المقاومة"، قدّمها الدكتور هزرشي بن جلول من الجزائر، وهو مسؤول تخصّص دراسات عليا في كلّية العلوم الاجتماعية والإنسانية، وتناولت الورقة المناهج التربوية الصهيونية التي تدرّس الكراهية، وبذلك يُصبح موضوع التطبيع، برأيه، هو كذبة وتزوير. ولفت إلى ضرورة الالتزام عند كتابة أي مقال بوضع كلمة إسرائيل بين قوسين. كما عرض نتائج بحث مصري تناول لقاء خاص بين طلاب مدارس في "إسرائيل" لتقييم آرائهم حول نظرتهم للعرب، من أبرز هذه النتائج أنّ معظهم وصفوا العرب بالغنم والبهائم. ونسبة أخرى وصفوهم بالقتلة. تلاها مداخلة ثانية بعنوان "مخاطر التطبيع في التعليم" قدّمها الدكتور كمال مغيث من مصر، وهو باحث في شعبة البحوث السياسية في المركز القومي للبحوث التربوية، حيث استعرض تجربته مع الحديث عن القضية الفلسطينية التي كانت جزء أساسي من حياتنا وعلى سلّم مطالبنا، وأصبحت عند هذا الجيل أمر ثانوي، يتعاملون معه بلامبالاة بسبب الانشغالات والمشاكل الاقتصادية والنزاعات الداخلية التي يفرضها العدو في مجتمعاتنا لتحريف البوصلة عن فلسطين. ورأى أنّه يجب على الشباب الاهتمام بالشأن السياسي والتعرّف على الدساتير والقوانين والاهتمام بالأمور المبنية على الأسس الوطنية المشتركة، وعدم الاقتصار على الأمور الحزبية. فالمناهج التعليمية ليست هي الأساس في مناهضة التطبيع، بل يجب الالتفات إلى المناهج الخفية المتمثّلة في الثقافات والأفكار التي تُبث على الساحة الافتراضية والإعلامية.
الغزو الثقافي
وحملت الجلسة الثالثة عنوان "دور البحث العلمي في مناهضة التطبيع التربوي"، تتناول المداخلة الأولى "التطبيع من داخل الإطار الفكري والعلمي والتربوي: الصراع العربي الإسرائيلي ونهاية الدولة القومية"، قدّمتها الدكتورة خديجة الصبّار من المغرب، وهي باحثة في الفلسفة وأستاذة في كليّة الآداب والعلوم الإنسانية. وتطرّقت فيها إلى ضرورة الاهتمام بوعد بلفور وتعليمه جيّداً للأجيال، ورأت أنّ هذا الوعد أنكر وجود الشعب الفلسطيني، ولم يلفظ كلمة العرب، بل سمّاهم بالجاليات غير الإسرائيلية. فالتطبيع يعني تهديد الوجود العربي الإسلامي. الغرب مدين لإسرائيل الذي مكّنه من بسط نفوذه عبر القلق الذي سبّبه الكيان للمنطقة العربية. واعتبرت أنّه يجب التركيز على المفاهيم لأنّها هي التي تصنع الفرق بيننا وبين العدو الذي يعرف كل تفاصيل شعبنا وارضنا بسبب صرف الأموال على الأبحاث العلمية. يتم استغلال العقيدة الدينية خدمة للمصالح السياسية ومنها الترويج لفكرة التطبيع. تلاها مداخلة ثانية بعنوان "دور البحث العلمي والتربوي في مناهضة التطبيع"، للدكتور مصدّق الجُليدي من تونس، وهو رئيس الفرقة البحثية في مركز حوار الحضارات والأديان المقارنة، وأكّد فيها على ضرورة الغوص في دراسة العدو علمياً ليس ضمن مشروع التطبيع بل واجب لمعرفة العدو، أمّا الغزو الثقافي يجب رفضه وإنهاؤه. يجب تحويل المعرفة إلى عملية تطويعية دراسية تكون في متناول الطلاّب. البحث التربوي يساعد على إنشاء استقلالية في العلم يحصننا من التطبيع. أمّا إدارة الجلسة فكانت للدكتور مصطفى الزغبي، وهو أستاذ جامعي وباحث أكاديمي وقانوني.
دور الإعلام
وكان عنوان الجلسة الرابعة "دور الإعلام في مناهضة التطبيع التربوي"، استعرضت المداخلة الأولى "أدبيات التطبيع التربوي في الإعلام، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في التطبيع التربوي"، قدّمها القاضي عبد الوهاب المحبشي من اليمن، وهو أستاذ محاضر وكاتب وباحث قانوني. وتستعرض المداخلة الثانية "دور الإعلام في التطبيع التربوي" للدكتور حيدر البرزنجي من العراق وهو أستاذ محاضر وباحث سياسي وأكاديمي. إدارة الجلسة للدكتور خلف المفتاح من سوريا، وهو مدير عام مؤسّسة القدس الدولية.
يختتم المؤتمر أعماله اليوم بالإعلان عن التوصيات التي ستتابع من قِبل أمانة سر دائمة منبثقة عنه، بعد تحويل توصياته إلى خطط وبرامج تترجم أهداف وغايات المؤتمر. كما يّمكن متابعة فعاليات المؤتمر وجلساته من خلال البث المباشر على صفحاته التي أنشأت لهذه المناسبة على مواقع التواصل الاجتماعي المتعدّدة.
بعد عرض الأوراق البحثية المقدَّمة من الباحثين والمُتداخلين، ومناقشتها من قبل المؤتمرين، وخرج المؤتمر بتوصيات أعلنها الدكتور يوسف كنعان الأمين العام المساعد لاتحاد المعلّمين العرب.