أنشأت الصين شبكة اتصالات كمومية في الفضاء لحماية شبكة الطاقة الكهربائية الخاصة بها من الهجمات، وفقاً للعلماء المشاركين في المشروع.
شبكة الكهرباء في فوجيان
يربط جزء من الشبكة شبكة الكهرباء في فوجيان، وهي المقاطعة الجنوبية الشرقية الأقرب لتايوان، بمركز قيادة الطوارئ الوطني في بكين.
وفي تدريب تم إجراؤه في أيار الماضي، سمح خط الاتصال فائق الأمان لموظفي الحكومة المركزية بالسيطرة على تشغيل شبكة الطاقة في المقاطعة الساحلية دون أن تكون أوامرهم عرضة للتنصت أو التلاعب من قبل طرف ثالث.
تفصل بين بكين وفوجيان ما يقرب من 2000 كيلومتر، وقد يكون بناء كبل ضوئي بهذا الطول للاتصالات الكمومية مكلفاً، وذلك وفقاً للباحثين العاملين في فرع المعلومات والاتصالات لشبكة الدولة، وهي وكالة تبني البنية التحتية لمعلومات شبكة الطاقة الوطنية.
أول قمر صناعي كمي في العالم
وبدلاً من ذلك، استخدموا "موزي"، أول قمر صناعي كمي في العالم، لترحيل المفتاح الكمي لتشفير البيانات الذي، وفقاً لقوانين الفيزياء، لا يمكن اختراقه.
أطلقت الصين موزي في عام 2016 لإجراء تجارب علمية، ولكن في السنوات الأخيرة وجد القمر الصناعي عدداً متزايداً من التطبيقات المدنية والعسكرية.
وقال العالم الرائد تشاو زيان وزملاؤه في بحث نُشر الشهر الماضي في مجلة صناعة المعلومات والطاقة الكهربائية وتكنولوجيا الاتصالات أن تطبيق تكنولوجيا الاتصالات الكمومية في قطاع الطاقة كان مدفوعاً بمخاوف الأمن القومي.
أكبر شبكة كهرباء في العالم
هذا وتمتلك الصين أكبر شبكة كهرباء وطنية في العالم، والتي نقلت العام الماضي 7500 تيراواط في الساعة من الكهرباء، وهذا أكثر من شبكات الولايات المتحدة والهند وروسيا واليابان مجتمعة.
كما أنشأت الدولة أيضاً أكبر بنية تحتية للطاقة المتجددة في العالم، بما في ذلك مزارع الرياح والطاقة الشمسية، ولديها المزيد من السيارات الكهربائية ومحطات إعادة الشحن الذكية أكثر من أي مكان آخر.
تطور شبكة الكهرباء في الصين
وهذا جعل شبكة الكهرباء في الصين الأكثر تطوراً وصعوبة في التشغيل، وفقاً لما ذكره تشاو وزملاؤه.
استخدم مشغلو الشبكات الذكاء الاصطناعي وشبكة اتصالات الجيل الخامس وطرق أخرى متطورة للحفاظ على كفاءة واستقرار الشبكة الآخذة في التوسع بسرعة، لكن الاعتماد المتزايد على الآلات جعل شبكة الطاقة أكثر عرضة للهجمات.
وقال فريق تشاو أنه إذا تسلل أحد المتطفلين إلى شبكة اتصالات الطاقة وفك تشفير الأوامر، فقد يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع أو أضرار أخرى.
القمر الصناعي الكمومي فعال للاتصالات
هذا وأثبت القمر الصناعي الكمومي أنه حل فعال لهذه المشكلة، خاصة للاتصالات عبر مسافات طويلة أو في مواقع بدون ألياف ضوئية، ومن الناحية النظرية، سيسمح ذلك للحكومة بالحفاظ على سيطرتها على مرافق إمدادات الطاقة في جميع أنحاء البلاد بثقة عالية وتكلفة منخفضة نسبياً، وفقاً للباحثين.