من المتوقع إحضار عدد من عينات الصخور التي جمعتها مركبة بيرسيفيرانس إلى الأرض عبر حملة "عودة عينة المريخ" لدراستها بدقة من قبل العلماء على الأرض.
مركبة بيرسيفيرانس التابعة لوكالة ناسا
اكتسب العلماء الذين يديرون المركبة الجوالة "بيرسيفيرانس" التابعة لناسا أثناء استكشافها لسطح المريخ رؤى جديدة حول جيولوجيا الكوكب الأحمر.
ووفقاً لمقال نُشر على موقع ناسا، فقد علم الفريق العلمي أن حجر الأساس في فوهة جيزيرو حيث هبطت المركبة "من المحتمل أن تكون قد تشكلت من الصهارة الساخنة".
مركبة بيرسيفيرانس التابعة لوكالة ناسا تكتشف مواد عضوية داخل صخور المريخ
معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا
وأشار كينيث فارلي، الجيولوجي في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وعالم مشروع بيرسيفيرانس، إلى أنه كان قد "بدأ ييأس" من أن "يجدوا أي إجابة" حول أصل الصخور في المنطقة حتى ألقت أداة "بيكسل" الخاصة بالمركبة الجوالة نظرة جيدة على البقعة المتآكلة من صخرة من المنطقة الملقبة بـ "جنوب السيتة"، واتضح كل شيء: البلورات داخل الصخرة هي التي وفرت مصدر الدخان.
أظهرت البيانات التي حصل عليها الفريق من خلال تحليل عينة أساسية من صخور جنوب السيتة بواسطة أداة كوكبية لأشعة إكس أن الصخر يتكون من "وفرة غير عادية من بلورات الزبرجد الزيتية الكبيرة المغمورة في بلورات البيروكسين."
وأوضح فارلي: "سيخبرك طالب الجيولوجيا الجيد أن مثل هذا النسيج يشير إلى أن الصخور تشكلت عندما نمت البلورات واستقرت في صهارة باردة ببطء، على سبيل المثال، تدفق حمم بركانية كثيفة أو بحيرة حمم بركانية أو أحجار من الصهارة، وبعد ذلك تم تغيير الصخرة بواسطة الماء عدة مرات، مما يجعلها كنزاً دفيناً سيسمح للعلماء المستقبليين بتحديد تاريخ الأحداث في حفرة جيزيرو، وفهم أفضل للفترة التي كان فيها الماء أكثر شيوعاً على سطحه، وسيكشف عن التاريخ المبكر للكوكب".
ومن المتوقع أن يتم إحضار العديد من عينات الصخور المريخية التي تم جمعها بواسطة بيرسيفيرانس إلى الأرض في نهاية المطاف عبر حملة "عودة عينة المريخ"، ليتم دراستها من قبل العلماء الذين يستخدمون المعدات الكثيرة للغاية بحيث لا يمكن إرسالها إلى المريخ.
العثور على مركبات عضوية
كشفت البيئات الصالحة للسكن التي تم مسحها باستخدام أداة اكتشاف المواد العضوية والكيماويات "شيرلوك" عن مركبات عضوية في المنطقة، سواء في داخل الصخور المتآكلة أو في الغبار على الصخور غير المتآكلة.
وتشير وكالة ناسا، مع ذلك، إلى أن هذه النتائج لا تعني اكتشاف أدلة تؤكد وجود الحياة في فوهة جيزيرو، حيث يمكن إنشاء المواد العضوية من خلال آليات غير بيولوجية، وكذلك بيولوجية.
فوهة غيل
وقال لوثر بيغل، الباحث الرئيسي في شيرلوك في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في جنوب كاليفورنيا: "اكتشفت مركبة "كيوريوسيتي" أيضاً مواد عضوية في موقع هبوطها داخل فوهة "غيل"، لكن ما تضيفه شيرلوك إلى القصة هو قدرتها على رسم خريطة التوزيع المكاني للمواد العضوية داخل الصخور وربط تلك المواد العضوية بالمعادن الموجودة هناك، وهذا يساعدنا على فهم البيئة التي تشكلت فيها المواد العضوية، ولكن يلزم إجراء المزيد من التحليل لتحديد طريقة إنتاج المواد العضوية المحددة ".