تُعرف ما يسمى بمناطق السرعة فائقة الانخفاض باسم الهياكل التي تعمل على إبطاء مرور الموجات الزلزالية، حيث أظهرت الأبحاث التي أجريت في التسعينيات أن الموجات الزلزالية تتباطأ بنسبة تصل إلى 50 في المائة أثناء مرورها عبر مناطق بين الوشاح واللب من الأرض.
مناطق السرعة الفائقة الانخفاض
تشير التفاصيل الجديدة حول مناطق السرعة فائقة الانخفاض، وهي الهياكل الغامضة بين غطاء الأرض واللب، إلى أنها قد تكون نشأت من نفس الأحداث التي سبقت تكوين القمر، وفقاً لمجلة علوم الأرض الطبيعية.
ووفقاً للنتائج الجديدة، فإن الهيكل الداخلي لمناطق السرعة فائقة الانخفاض يتوافق مع أصل محيط الصهارة القاعدية التي كانت في البداية المناطق الخارجية للأرض.
الموجات الزلزالية
قاد البحث الدكتورة سوريا باتشاي من جامعة يوتا وشارك فيها مشاركين دوليين، من بينهم علماء من الجامعة الوطنية الأسترالية، ووفقاً لبيان صحفي للجامعة، استخدم الفريق الآلاف من الموجات الزلزالية التي تم توليدها في جهاز محاكاة على الكمبيوتر لفحص مناطق السرعة فائقة الانخفاض تحت بحر المرجان بين أستراليا ونيوزيلندا.
تم اختيار هذه المنطقة بسبب ارتفاع وتيرة الزلازل والموجات الزلزالية التي تطلقها هذه الأحداث، ووفقاً للبروفيسور هارفوي تكالسيك، كان هيكل مناطق السرعة فائقة الانخفاض لغزاً علمياً لفترة طويلة، لكن النتائج الجديدة ساعدت في تطوير "صورة أوضح الآن".
وأوضح تكالسيك: "باستخدام التطورات في علم الزلازل والجيوفيزياء الرياضية التي تم إجراؤها في الجامعة الوطنية الأسترالية، أظهرنا أن مناطق السرعة فائقة الانخفاض مكونة من طبقات، وعلى مدى بلايين السنين من تشكيل الأرض وإعادة تشكيلها، كانت هذه المناطق تتمازج بالقرب من قلب الكوكب لكنها ظلت سليمة إلى حد كبير، إنها مثل بيضة في كعكة لا تختلط مع بقية المكونات ولكنها تبقى مثل صفار وبياض البيض، على الرغم من الاختلاط المستمر من حوله".
ووصف البروفيسور النتائج بأنها "اكتشاف مهم" يفتح "ليس فقط دليلاً على كيفية تشكل الأرض المبكرة ولكن أكد أن مناطق السرعة فائقة الانخفاض عبارة عن كتل من بقايا هذه العملية والتي تشبه إلى حد كبير ما كانت عليه الأرض قبل مليارات السنين".
وقالت الدكتور باتشاي أن الشيء الأكثر إثارة للدهشة في اكتشاف الفريق هو أن مناطق السرعة فائقة الانخفاض ليست متجانسة كما كان يعتقد العلماء سابقاً، "ولكنها تحتوي على اختلافات هيكلية وتركيبية قوية داخلها".
التجانس الكيميائي
وقالت باتشاي: "لقد وجدنا أن هذا النوع من مناطق السرعة فائقة الانخفاض يمكن تفسيره من خلال عدم التجانس الكيميائي الذي تم إنشاؤه في بداية تاريخ الأرض وأنها لا تزال غير مختلطة جيداً بعد 4.5 مليار سنة من الحمل الحراري".