أخبار

وكالة أمريكية: تغيير في مشهد الشرق الأوسط بعد عام من المصالحات المفاجأة بين المتنافسين الإقليميين

11 كانون الثاني 2022 11:22

أشار تقرير لوكالة بلومبيرغ، إلى التغييرات الكبيرة التي شهدها الشرق الأوسط بعد سنين من الصراعات والتنافس بين الدول الإقليمية، منوها إلى العوامل التي أثرت في هذا التغيير الحاصل.

حيث بدأت الوكالة تقريرها بالقول: في جزء من العالم حيث الاستقرار والقدرة على التنبؤ بعيد المنال، أنهى عام 2021 الطريقة التي بدأ بها: مصالحات مفاجئة بين المنافسين الإقليميين واحتمال حدوث المزيد.

في كانون الثاني 2021، دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، إلى قمة خليجية، حيث وقعوا اتفاقاً ينهي مقاطعة قطر التي استمرت ثلاث سنوات والتي قادتها المملكة.

وبعد عشرة أشهر، التقى وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في سورية بالرئيس السوري بشار الأسد، الذي كان حتى وقت قريب منبوذاً في معظم العالم العربي، حيث تم تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية في عام 2011 وأشار الاجتماع الإماراتي السوري في تشرين الثاني إلى احتمال تطبيع العلاقات السورية الإقليمية في قمة جامعة الدول العربية المقبلة، المقرر عقدها في الجزائر في آذار المقبل.

وفي تشرين الثاني أيضاً، قام الحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بزيارة إلى تركيا، وأطلق صندوقاً بقيمة 10 مليارات دولار للاستثمار في البلاد، وإنهاء عقد من العلاقات المتوترة.

ووفق الوكالة فإنه يمكن أن يحدث ذوبان الجليد بشكل مماثل بين تركيا ومصر، اللتين قلصتا علاقاتهما قبل حوالي تسع سنوات، في عام 2022، وهناك علامات على التقارب بين تركيا والسعودية، حيث من المقرر أن يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المملكة في شباط على الرغم من استمرار الاختلافات.

كما قد ترفع العقوبات المفروضة على إيران إذا تقدمت المحادثات النووية، على الرغم من أنها لا تزال في حالة شبه دائمة من الانهيار، وأجرت إيران جولات من المحادثات مع السعودية في العراق، ودُعي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى الإمارات، في زيارة يُتوقع أن تكون نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، وأي تشديد للروابط بين إيران ذات الغالبية الشيعية ودول الخليج ذات الأغلبية السنية، بما في ذلك الإمارات والسعودية، يمكن أن يخفف من حدة الصراعات الطائفية الإقليمية.

وبحسب بلومبيرغ، فيبدو أن هناك عاملين رئيسيين يؤثران على التغيير في المشهد، الأول هو أن الولايات المتحدة كانت تنفصل تدريجياً عن الشرق الأوسط منذ أكثر من عقد، وقد ترك ذلك مساحة أكبر للقادة الإقليميين للمناورة والبحث عن طرق أخرى لضمان أمنهم، ومع ذلك، مع حرية التحكم، تأتي أيضاً مخاطر أكبر: "إذا انسحب الأمريكيون أكثر، فسيترك هذا فراغاً إضافياً، وقد لا يكون هؤلاء القادة متأكدين تماماً مما سيملأ هذا الفراغ"، كما يقول إتش. هيلير، باحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي وجامعة كامبريدج.

عامل آخر هو نهاية حقبة الربيع العربي، التي أدت إلى توتر العلاقات حيث انحازت الدول إلى أطراف مختلفة في النزاعات بين الحكومات والمتظاهرين، وقال أيهم كامل، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة أوراسيا الاستشارية للمخاطر السياسية، أن المرحلة التالية "ستنتقل من التوترات إلى بناء الجسور، مع التركيز على المصالح المشتركة".

ونقلت الوكالة عن أيهم كامل قوله أيضاً: لا يزال القادة الإقليميون يخشون حدوث موجة أخرى من الاضطرابات الشعبية، والتي أدت إلى تزايد القمع، حيث تشهد مصر أسوأ أزمة لحقوق الإنسان منذ عدة عقود، وفقاً لـ هيومن رايتس ووتش، وهناك مخاوف من أن تونس، التي تمكنت من إقامة ديمقراطية فاعلة، تتراجع إلى الاستبداد بعد أن استولى الرئيس في تموز على سلطات إضافية وأغلق البرلمان.

فيما تنقل عن كارين يونغ، الباحثة البارزة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن العاصمة، قولها بأن الفائزين من هذا التحول هم في الأساس دول الخليج، وتقول: "هناك المزيد من الإمكانات الآن لكثير من التحركات الثنائية وعقد الصفقات، لكن الكثير من النفوذ في أيدي قليلة".

وختمت الوكالة بأن نظرة على الخريطة تؤكد ذلك، لا توجد مؤشرات على نهاية الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثماني سنوات في اليمن، وفي سوريا، خفت حدة القتال، واستعاد الأسد أجزاء كبيرة من البلاد، لكن خارطة الطريق للسلام لا تزال موضع تساؤل، ولبنان يدخل عاماً آخر على حافة الهاوية، ولا يلوح في الأفق انتعاش من الانهيار الاقتصادي وانهيار عملته.

المصدر: بلومبيرغ