وفقاً لوسائل الإعلام، ستلعب المنشأة الواقعة في مقاطعة جيانغسو دوراً مهماً في استكشاف القمر حيث تخطط الصين لإنزال رواد فضاءها على القمر الطبيعي للأرض بحلول عام 2030 وإنشاء قاعدة هناك.
الصين تبني قمراً اصطناعياً
بنى العلماء الصينيون قمراً اصطناعياً يجعل من الممكن إجراء تجارب في الجاذبية المنخفضة، ووفقاً للباحثين، فإن ابتكاراتهم هي الأولى من نوعها في العالم وهي مصممة بحيث يمكن أن "تختفي" الجاذبية، ويقول الباحثون أنهم استلهموا من تجربة أجراها الفيزيائي الروسي الهولندي البريطاني أندريه جيم، الذي استخدم المغناطيس ليجعل ضفدعاً يطير في الهواء.
يتكون الجهاز من غرفة بمساحة نصف متر موضوعة داخل حجرة مفرغة، والتي بدورها تحتوي على مغناطيسان قويان، تولد المغناطيسات مجالاً مغناطيسياً قوياً، مما يجعل الغرفة ترتفع، وقام الباحثون الصينيون بمحاكاة المناظر الطبيعية للقمر في الغرفة، ووضعوا الصخور والغبار فيها.
تتطلب محاكاة الجاذبية المنخفضة الطيران في طائرة وإجراء الاختبارات في الدقائق الأخيرة، وباستخدام هذا القمر الاصطناعي، يمكن للمرء محاكاة الجاذبية المنخفضة "متى أرادوا"، كما يقول مبتكروه.
يخطط العلماء الصينيون الآن لاختبار المنشأة على الأرض قبل إرسالها إلى القمر، حيث تبلغ الجاذبية حوالي سدس الجاذبية على كوكبنا.
وقال لي رويلين، مهندس الجيوتقنية في جامعة الصين للتعدين والتكنولوجيا: "بعض التجارب، مثل اختبار التصادم، تحتاج إلى بضع ثوانٍ فقط، لكن البعض الآخر، مثل اختبار الزحف، يمكن أن يستغرق عدة أيام".
لماذا تحتاج الصين إلى قمر اصطناعي؟
تخطط بكين إلى جانب القوى الفضائية العظمى الأخرى مثل روسيا والولايات المتحدة لإنزال رواد فضاء على القمر الطبيعي للأرض وحتى إقامة وجود هناك، ولأن هذه ستكون أول مهمة من نوعها، يحتاج العلماء إلى معرفة كيف ستتصرف مواد وتقنيات معينة في بيئة القمر على مدى فترة طويلة.
لا يوجد غلاف جوي على القمر الطبيعي للأرض ويمكن أن تتغير درجات الحرارة بشكل كبير في فترة زمنية قصيرة.
ويقول الباحثون أنهم أجروا بالفعل اختباراً على النموذج الأولي من إنشائهم، والذي أظهر أن مقاومة الحفر يمكن أن تكون أعلى بكثير على القمر مما كان متوقعاً في السابق، وقد تكشف المزيد من الاختبارات ما إذا كانت الطباعة ثلاثية الأبعاد ممكنة على سطح القمر، وإذا كانت الإجابة بنعم، فإن هذا سيسهل استكشاف القمر، وبدلاً من إرسال معدات ثقيلة ومكلفة إلى القمر، سيتمكن الباحثون من بنائها هناك.
وقال لي رويلين: "بعض التجارب التي أجريت في بيئة محاكاة يمكن أن تعطينا أيضاً بعض الأدلة المهمة، مثل مكان البحث عن المياه المحاصرة تحت السطح".
يخطط الباحثون لجعل المرفق متاحاً للعلماء في جميع أنحاء العالم، حيث تخطط بكين لإرسال رواد فضاء إلى القمر بحلول عام 2030 وإنشاء قاعدة هناك في وقت لاحق.
وبالمناسبة، يجري الباحثون الصينيون تجارب على "الشمس الاصطناعية"، وبحسب وكالة أنباء شينخوا، فإن مفاعل الاندماج التجريبي المتقدم فائق التوصيل "توكاماك"، الذي أنتج درجات حرارة أعلى بخمس مرات من حرارة الشمس الحقيقية، يمكن أن يكون مهماً في عصر الطاقة النظيفة اللامحدودة.