يكافح العلماء لرصد بركان نشط اندلع قبالة جزيرة تونغا الواقعة جنوب المحيط الهادئ في مطلع الأسبوع بعد أن دمر الانفجار فوهة بركان على مستوى سطح البحر وأغرق كتلته وحجبه عن الأقمار الصناعية.
ثوران بركان تونغا
أدى ثوران بركان هنغجا-تونغا-هنغاجا-هاباي، الذي يقع على حلقة النار النشطة زلزالياً في المحيط الهادئ، إلى إرسال موجات تسونامي عبر المحيط الهادئ وسمع على بعد حوالي 2300 كيلومتر في نيوزيلندا.
قالت جانين كريبنر، عالمة البراكين في نيوزيلندا في برنامج سميثسونيان العالمي للبراكين: "القلق في الوقت الحالي هو قلة المعلومات التي لدينا وهذا مخيف، فعندما تكون الفتحة تحت الماء، لا شيء يمكن أن يخبرنا بما سيحدث بعد ذلك".
وقالت كريبنر أن الأدوات الموجودة في الموقع قد دمرت على الأرجح في الثوران وأن مجتمع علم البراكين كان يجمع أفضل البيانات والخبرات المتاحة لمراجعة الانفجار والتنبؤ بالنشاط المستقبلي المتوقع.
الأقمار الصناعية الفضائية
كان ثوران يوم السبت قوياً لدرجة أن الأقمار الصناعية الفضائية لم تلتقط سحب ضخمة من الرماد فحسب، بل أيضاً موجة صدمات جوية انطلقت من البركان بسرعة تقترب من سرعة الصوت.
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو سحب الرماد الرمادي وهي تتصاعد فوق جنوب المحيط الهادئ والأمواج التي يبلغ ارتفاعها متر واحد تتدفق على ساحل تونغا.
لا توجد تقارير رسمية عن وقوع إصابات أو وفيات في تونغا حتى الآن، لكن اتصالات الإنترنت والهاتف محدودة للغاية ولا تزال المناطق الساحلية النائية مقطوعة.
الثوران البركاني الهائل
وقال الخبراء أن البركان، الذي ثار آخر مرة في عام 2014، كان ينفث لمدة شهر تقريباً قبل أن تتصاعد الصهارة، التي وصلت درجة حرارتها إلى حوالي 1000 درجة مئوية، لتلتقي بمياه البحر بدرجة 20 درجة يوم السبت، مما تسبب في انفجار فوري وهائل.
وقال العلماء أن السرعة والقوة غير المعتادة للثوران البركاني تشير إلى وجود قوة أكبر من الصهارة التي تلتقي بالمياه.
وقال ريمون كاس، أستاذ علم البراكين في جامعة موناش الأسترالية، أن الصهارة شديدة الحرارة ارتفعت بسرعة لتلتقي بمياه البحر الباردة، كما ارتفعت كمية هائلة من الغازات البركانية، مما زاد من حدة الانفجار.
علماء البراكين
ويشبه بعض علماء البراكين اندلاع هذا البركان ببركان بيناتوبو عام 1991 في الفلبين وهو ثاني أكبر ثوران بركاني في القرن العشرين وأودى بحياة نحو 800 شخص.
هذا وتعذر الوصول إلى وكالة الخدمات الجيولوجية في تونغا، التي كانت تراقب البركان، يوم الإثنين، حيث انقطعت معظم الاتصالات مع تونغا بعد أن فقد كابل الاتصالات الرئيسي تحت البحر الطاقة.
المصدر: رويترز