في تطور عسكري لافت أجرت القوات الجوية الصينية أول تمرين علني للتزود بالوقود الجوي بين طائرة Y-20U التابعة للجيش الصيني وقاذفتين استراتيجيتين من طراز H-6N يوم 23 يونيو 2025، إن هذه الخطوة تمثل قفزة نوعية في القدرات العسكرية الصينية، وتأتي في إطار سعي بكين لتعزيز وجودها الاستراتيجي في المحيط الهادئ.
تفاصيل العملية الصينية للتزويد بالوقود جوا
وكشفت لقطات مصورة التقطها نشطاء صينيون تفاصيل العملية التي استخدمت فيها تقنية "التحقيق والسحب" (probe-and-drogue) المتطورة، فالتمرين شهد تزويد وقود متزامن لقاذفتين H-6N، مما يظهر مستوى عال من التنسيق بين الطواقم الجوية، هذه التقنية تتيح للطائرات الصينية تنفيذ عمليات استطلاع وضربات جوية بعيدة المدى دون الحاجة للتوقف في قواعد متقدمة، وهو ما يضاعف من قدراتها التشغيلية بشكل كبير.
ويشكل هذا التطور تحديا مباشرا للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، حيث يعزز من فعالية استراتيجية الصين المعروفة بـ"منع الوصول والحرمان" (A2/AD)، ويرى المحللون العسكريون أن هذه القدرات الجديدة تمكن الصين من تهديد القواعد الأمريكية في غوام وهاواي بشكل أكثر فعالية، والجدير بالذكر أن هذه التمارين تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة حول تايوان وبحر الصين الجنوبي.
المواصفات التقنية للطائرات الصينية المشاركة
وقد شارك في التمرين طائرة Y-20U للتزود بالوقود جوا وتتميز بقدرة على نقل 90 طنا من الوقود، مع ثلاثة نقاط للتزود تسمح بخدمة عدة طائرات في وقت واحد، والقاذفة H-6N التي تصل سرعتها القصوى إلى 0.75 ماخ، مع مدى عملياتي يتجاوز 12,000 كم عند التزود بالوقود جوا، وتتسلح بأحدث الصواريخ الباليستية والمنظومات الإلكترونية المتطورة
وقد تزامن هذه التمارين مع مناورات بحرية صينية واسعة النطاق، في إطار واضح لتعزيز القدرات المشتركة بين مختلف فروع الجيش الصيني، فتقارير استخباراتية تشير إلى أن الصين تعمل على تطوير جيل جديد من طائرات التزود بالوقود الجوي، مع توقعات بإدخال الطائرة الشبح H-20 إلى الخدمة خلال السنوات القليلة المقبلة.
إن هذا التطور العسكري يضع المنطقة أمام حقبة جديدة من سباق التسلح، مع تزايد القدرات الصينية على تنفيذ عمليات جوية استراتيجية بعيدة المدى، فيتوقع المراقبون أن تدفع هذه التطورات الدول المجاورة إلى تعزيز إنفاقها العسكري، خاصة في مجال أنظمة الدفاع الجوي المتطورة.