دراسة: زيادة الوزن قد تؤثر على مستوى الذكاء والتفكير للفرد

علوم

دراسة: زيادة الوزن قد تؤثر على مستوى الذكاء والتفكير للفرد

2 شباط 2022 10:40

من خلال العمل مع الآلاف من الشباب ومتوسطي العمر وكبار السن، تسلط الدراسة الجديدة الضوء على ما يبدو أنه ضرر مباشر للدهون على قدرة الفرد على التفكير بسرعة، مع ارتفاع مستويات الدهون في الجسم المرتبط بتناقص عوائد الصحة العقلية.

هل زيادة الوزن تؤثر مستوى الذكاء

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتور سونيا أناند، وهي رئيسة معهد أبحاث صحة السكان في جامعة ماكماستر في هاميلتون، أونتاريو، كندا، أن هذا لا يعني، مع ذلك، أن كل جانب من جوانب قدرة المرء على التفكير ضعيف.

على سبيل المثال، لم تجد أناند وفريقها أي صلة بين ارتفاع مستويات الدهون الزائدة وضعف الذاكرة أو مهارات المفردات.

لكنهم حددوا تباطؤ ناتج عن الدهون في "سرعة المعالجة"، بمعنى الوقت المستغرق لامتصاص المشاهد أو الأصوات أو الحركة وفهمها والتفاعل معها.

بين عامي 2010 و 2018، تم تسجيل ما يقرب من 9،200 من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 75 عاماً، متوسط العمر: 58، في الدراسة، ولم يكن لدى أي منهم تاريخ سابق من أمراض القلب.

خضع جميع المشاركين لفحوصات الدماغ لتحديد إصابات الأوعية الدموية المحتملة، وجميعهم تقريباً لديهم قياسات إجمالي للدهون في الجسم، بينما أكمل حوالي ثلاثة أرباع منهم تقييمات دهون البطن أيضاً.

ولقياس تفكيرهم، أكمل المشاركون اختبارين فحصا مهارات الانتباه والتركيز والذاكرة قصيرة المدى وسرعة العين واليد والتنسيق والقدرة على التعلم أو حساب المعلومات الجديدة، وعلى صعيد الصحة الجسدية، كانت هناك مفاجآت قليلة.

تحمل النساء دهون عامة في الجسم أكثر من الرجال، على الرغم من أن الرجال يميلون إلى زيادة الوزن الزائد حول بطونهم، فحوالي ثلثي الرجال يعانون مما وصفه المؤلفون بـ "السمنة المركزية"، مقارنة بأكثر من ثلث النساء بقليل.

ومع ذلك، وجد أن زيادة الوزن، بغض النظر عن المكان، تشكل تهديداً لصحة القلب، مع ارتفاع إجمالي الدهون في الجسم والدهون في البطن مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وخطر الإصابة بمرض السكري.

كما يبدو أن الدهون الزائدة في الجسم تزيد من خطر الإصابة بإصابات الدماغ، بما في ذلك الآفات أو نوع العلامات التي تشير إلى تاريخ من السكتات الدماغية غير المعروفة "الصامتة".

وأشارت أناند وزملاؤها إلى أنه من المعروف منذ فترة طويلة أن ضعف صحة القلب يعرض قدرة الشخص على التفكير بوضوح وسرعة إلى الخطر، لكن هذه الدراسة ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث حددت ما يبدو أنه ضرر مباشر للدهون الزائدة على التفكير، حتى بعد مراعاة صحة القلب وحالة الدماغ والتعليم.

سبب ارتفاع نسبة الدهون

وفي الواقع، حدد الباحثون أمراً مباشراً أكثر هو الأكثر ديناميكية: مع ارتفاع نسبة الدهون في الجسم، عالج الناس المعلومات بشكل أبطأ، كما لو أن أدمغتهم قد تقدمت في العمر بالفعل.

وعلى وجه التحديد، لاحظ الفريق أن قدرة المشارك على التفكير في "تقدم العمر" بحوالي عام مقابل كل زيادة بنسبة 9٪ في دهون الجسم الكلية، ومع ذلك، لم يتأثر كل جانب من جوانب مهارة التفكير.

كما انخفضت سرعة المعالجة ومهارات الانتباه مع ارتفاع مستويات الدهون، وأشار أناند إلى أنه "كلما زادت نسبة الدهون في الجسم، زاد فقدان سرعة المعالجة".

ومع ذلك، لا يبدو أن الفهم اللفظي ومهارات الذاكرة تتأثر بالمثل.

وقالت أناند أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان فقدان سرعة المعالجة الناجم عن الدهون أمراً دائماً أو ما إذا كان التخسيس قد يؤدي إلى عكس الموقف، وفي كلتا الحالتين، التجنب هو المفتاح، لذلك حاول الحفاظ على نشاطك واتباع نظام غذائي صحي لمنع تراكم الدهون منذ البداية.

تم اعتماد هذه النصيحة من قبل لونا ساندون، من مركز ساوث ويسترن الطبي في دالاس.

وقالت ساندون، مديرة برنامج قسم التغذية العلاجية: "تشير العلامات بالفعل إلى أهمية الحفاظ على النشاط، واتباع نظام غذائي صحي، ومنع زيادة الوزن".

وفي الوقت نفسه، حذرت ساندون من أن هذه الدراسة لا تثبت السبب والنتيجة، حتى لو كان احتمال وجود صلة بين الدهون الزائدة في الجسم وتدهور الصحة العقلية "مرجحاً".

وأضافت أن النتائج لا ينبغي أن تثني أي شخص عن محاولة تحسين عادات الأكل والنشاط.

هذا وأشارت ساندون إلى أن "هذه مجرد دراسة حديثة أخرى تؤيد فكرة الصحة الجيدة بأي شكل، ومن المؤكد أنها فكرة جيدة أن تحاول أن تكون بصحة جيدة بقدر ما يمكن، وبغض النظر عن شكلها وحجمها، فالأطعمة الصحية وممارسة الرياضة مفيدة للجميع، في جميع مراحل الحياة".

المصدر: Health Day