دحضت دراسة جديدة البيانات السابقة التي ربطت بين الأدوية الخافضة للكوليسترول وخطر التشنج الشديد، وجد الباحثون أن الأدلة على الآثار الجانبية "مبالغ فيها ومبالغة في التشخيص".
الأدوية المخفضة للكوليسترول
اكتشف تحليل 176 دراسة أن ما يصل إلى مريض واحد من كل مريضين يتوقف عن تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول أو يقلل الجرعة أو يتناولها بشكل غير منتظم لأنهم يعتقدون أن الأدوية يمكن أن تسبب آلاماً في العضلات وآثار جانبية أخرى، وفي الواقع، وبناءً على هذا البحث الرائد الجديد، فإن الانتشار الحقيقي لعدم تحمل العقاقير المخفضة للكوليسترول في جميع أنحاء العالم يتراوح بين 6٪ و 10٪ فقط.
دراسة جديدة: الآثار الجانبية للأدوية المخفضة للكوليسترول مبالغ فيها
الجمعية الأوربية لأمراض القلب
قام فريق دولي يقدم تقاريره إلى الجمعية الأوروبية لأمراض القلب بتحليل البيانات من أكثر من أربعة ملايين مريض يتناولون أدوية الستاتين، وقال المؤلف الرئيسي الدكتور ماسيج باناخ من جامعة لودز الطبية في بولندا في بيان صحفي: "لم تكن هذه النتائج مفاجأة بالنسبة لي، لكنها كانت للعديد من الخبراء الآخرين، لقد أظهروا أنه في معظم الحالات يتم المبالغة في تقدير عدم تحمل العقاقير المخفضة للكوليسترول ويتم تشخيصه بشكل مفرط، وهذا يعني أنه يمكن علاج حوالي 93٪ من المرضى الذين يخضعون للعلاج بالعقاقير المخفضة للكوليسترول بشكل فعال، وتحمل جيد للغاية وبدون أي مشاكل تتعلق بالسلامة".
ينطوي التوقف عن تناول أدوية الستاتين على مخاطر جسيمة، مثل زيادة مشاكل القلب والدورة الدموية، بسبب تراكم الدهون الضارة أو الدهون في الدم، ويمكن أن يؤدي هذا التراكم إلى حدوث جلطات دموية قاتلة، والآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لعقار الستاتين هي الغثيان والصداع ومشاكل الجهاز الهضمي وآلام العضلات والدوخة والإرهاق.
وأكد باناخ أنه على الأطباء تقييم أعراض مرضاهم بعناية لمعرفة ما إذا كانت بالفعل ناتجة عن الستاتين أم أنها نتيجة لتصور الأدوية، والتي غالباً ما يطلق عليها اسم تأثير "نوسيبو"، وفي عام 2018، قدم الخبراء مصطلح "دروسيبو" فيما يتعلق بعلاج الستاتين لشرح تطور الأعراض لدى المرضى التي لم تكن بسبب الأدوية، ولكن من المرجح أن تكون ناجمة عن توقعاتهم من الآثار الجانبية.
وجد باناخ وفريقه أن أكثر من 50٪ من أعراض العقاقير المخفضة للكوليسترول التي أبلغ عنها الأشخاص الذين خضعوا للدراسة كانت بسبب تأثير دروسيبو وليس من الأدوية نفسها، ووجدت هذه الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة القلب الأوروبية، بناءً على تحليل أكثر من أربعة ملايين مريض، أن انتشار عدم تحمل العقاقير المخفضة للكوليسترول منخفض، ويؤثر على أقل من 10٪ من المرضى.
ووجد المؤلفون أن بعض الناس معرضون لخطر أكبر، ووفقاً لبحث الدراسة، فإن كبار السن والنساء وذوات البشرة الداكنة والآسيويين والأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة، والذين يعانون من مرض السكري، والأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية أو أمراض الكلى المزمنة أو الفشل الكبدي هم أكثر عرضة للإصابة بعدم تحمل الستاتين، كما أن بعض الأدوية للسيطرة على عدم انتظام ضربات القلب، وحاصرات قنوات الكالسيوم لألم الصدر وارتفاع ضغط الدم، والإفراط في شرب الخمر، والجرعات العالية من عقاقير الستاتين تزيد من خطر الإصابة.
وقال باناخ: "من الأهمية بمكان معرفة عوامل الخطر هذه حتى نتمكن من التنبؤ بشكل فعال بأن مريض معين معرض لخطر كبير من تحمل الستاتين، ثم يمكننا التفكير مقدماً في طرق أخرى لمعالجتها من أجل تقليل المخاطر وتحسين الالتزام بالعلاج، ويمكن أن يشمل ذلك جرعات أقل من الستاتين والعلاج المركب واستخدام الأدوية الجديدة المبتكرة".
المصدر: موقع نيوز ماكس