أسماك القرش ميغالودون العملاقة نمت إلى أحجام أكبر بكثير في المياه الباردة مقارنة بالمناطق الأكثر دفئاً

أسماك القرش ميغالودون العملاقة نمت إلى أحجام أكبر بكثير في المياه الباردة مقارنة بالمناطق الأكثر دفئاً أسماك القرش ميغالودون العملاقة نمت إلى أحجام أكبر بكثير في المياه الباردة مقارنة بالمناطق الأكثر دفئاً

كشفت دراسة جديدة أن أسماك قرش الميغالودون، وهي أسماك القرش المنقرضة الشهيرة تُصوَّر عادةً على أنها وحوش عملاقة ووحشية في أفلام الخيال العلمي المثير، وصلت إلى أحجام أكبر في المياه الباردة مقارنة بالمناطق الأكثر دفئاً.

أسماك القرش ميغالودون العملاقة

يلقي البحث، الذي نُشر يوم الأحد في مجلة "هيستوريكال بيولوجي"، مزيداً من الضوء على كيف أن تغير المناخ الحديث الذي يسببه الإنسان قد يؤدي إلى تحولات في الموائل البحرية.

عاشت أسماك "أوتودوس ميغالودون" تقريباً في جميع أنحاء العالم منذ حوالي 15 إلى 3.6 مليون سنة ولا يُعرف عنها أي معلومات إلا من الأسنان والفقرات في السجل الأحفوري.

ويقول العلماء أن هذا النوع كان كبيراً جداً، حيث نما إلى ما لا يقل عن 15 متر، وربما يصل إلى 20 متر، لكن دراسة حديثة خلصت أيضاً إلى أن جميع أشكال الجسم المقترحة سابقاً لسمك القرش العملاق لا تزال مجرد "تكهنات".

أسماك القرش ميغالودون العملاقة نمت إلى أحجام أكبر بكثير في المياه الباردة مقارنة بالمناطق الأكثر دفئاً

وفي الدراسة الجديدة، أعاد باحثون، بمن فيهم باحثون من جامعة ديبول في الولايات المتحدة، فحص السجلات المنشورة للدراسة الجغرافية لأسنان ميغالودون بالإضافة إلى أطوال الجسم الكلية المقدرة.

تشير نتائج البحث الجديد إلى أن أفراد أوتودوس ميغالودون كانوا في المتوسط أكبر في الماء البارد من أولئك الموجودين في المياه الدافئة.

وقال كينشو شيمادا، مؤلف مشارك في الدراسة، في بيان: "تشير نتائجنا إلى نمط حجم جسم غير معروف سابقاً لسمك القرش الأحفوري، ولا سيما اتباع نمط بيئي مدفوع بالجغرافيا يُعرف باسم قاعدة بيرغمان".

وأضاف فيكتور بيريز، عالم الحفريات في متحف كالفرت البحري في ماريلاند والمؤلف المشارك للدراسة: "يبحث العلماء باستمرار عن قواعد الحياة التي تساعدنا في التنبؤ بالأنماط الطبيعية، ويبدو أن قاعدة بيرغمان تنطبق على أوتودوس ميغالودون".

الحيوانات الأكبر حجماً تزدهر في المناخات الباردة

هذه القاعدة، التي قدمها عالم الأحياء الألماني كارل بيرغمان في منتصف القرن التاسع عشر، توضح أن الحيوانات الأكبر حجماً تزدهر في المناخات الباردة لأن حجمها يساعدها على الاحتفاظ بالحرارة بشكل أكثر كفاءة مقارنة بالحيوانات ذات الأجسام الأصغر.

وبينما حددت الأبحاث السابقة بعض مواقع ميغالودون كمناطق حضانة محتملة لسمك القرش المنقرض لأنها أسفرت عن أسنان أحفورية أصغر في المتوسط مقارنة بالمواقع الأخرى، تشير الدراسة الجديدة إلى أن العديد من هذه المواقع المكتشفة سابقاً تقع بالقرب من خط الاستواء، حيث يكون الماء أكثر دفئاً.

وقال هاري مايش، وهو مؤلف مشارك آخر في الدراسة: "لا يزال من الممكن أن يكون أوتودوس ميغالودون قد استغل مناطق الحضانة لتربية أسماك القرش الصغيرة، لكن دراستنا تظهر أن المواقع الأحفورية التي تتكون من أسنان ميغالودون الأصغر قد تكون بدلاً من ذلك نتاجاً لأسماك القرش الفردية التي تصل إلى أحجام أجسام أصغر نتيجة للمياه الدافئة". 

الموائل البحرية

ويعتقد الباحثون أن النتائج التي توصلت إليها الدراسة لها آثار مهمة لفهم كيف أن أزمة المناخ الحالية تسرع بسرعة تحولات الموائل البحرية إلى خطوط عرض أكثر قطبية في قمة الحيوانات المفترسة مثل أسماك القرش.

وأضاف شيمادا: "الاستنتاج الرئيسي لهذه الدراسة هو أنه ليس كل أفراد ميغالودون المختلفين جغرافياً قد نموا إلى أحجام هائلة بالتساوي، إن الفكرة الشائعة بأن هذه الأنواع يصل طولها الإجمالي إلى 18-20 متراً يجب أن تطبق في المقام الأول على التجمعات السكانية التي تعيش في بيئات أكثر برودة".

المصدر: الاندبندنت