لاحظ الباحثون أنه عندما "تستحوذ المعلومات السلبية على انتباهنا وذاكرتنا، فإنها تستنزف القوة المعرفية التي يمكن استخدامها لأشياء أخرى".
تصفح الأخبار السلبية
بينما يبدو أنه لا يوجد نقص في الأخبار المحزنة هذه الأيام، مع جائحة فيروس كورونا العالمية المستمرة، وارتفاع تكاليف المعيشة، والأزمة الحالية في أوكرانيا، على سبيل المثال لا الحصر، قد يكون للتركيز الشديد على تصفح مثل هذه التقارير تأثير ضار فيما يتعلق بالصحة العقلية، كما يحذر باحثون من جامعة كامبريدج وجامعة فودان.
حذر الباحثون من ما يسمى بـ "تصفح الأخبار السلبية" ، والتي وصفوها بأنها "قضاء وقت طويل على الشاشة مخصص لقراءة الأخبار السلبية".
علماء يحذرون من خطر تصفح الأخبار السلبية وسط الأزمات العالمية
يجادل مؤلفو المقال بأن مثل هذا السلوك قد يثير مشاعر القلق والاكتئاب، في جزء كبير منه بسبب ظاهرة نفسية تسمى "تحفيز المزاج"، وهو تدخل يمكن أن يغير مزاجنا.
هناك ظاهرة أخرى تتعلق بهذا الأمر وهي التعاطف، حيث أن مشاهدة الأحداث العالمية المأساوية في الأخبار قد تقود الشخص إلى "اجترار الأفكار السلبية، التي لها تأثير على صحتنا العقلية ورفاهيتنا".
وحذر الباحثون: "يمكن أن يكون لمثل هذه الظروف بمرور الوقت تأثير كبير على عقولنا، مما يؤدي إلى إعاقات معرفية فعلية مثل انخفاض الانتباه أو مشاكل في الذاكرة والتفكير المنطقي، فبعد كل شيء، إذا استولت المعلومات السلبية على انتباهنا وذاكرتنا، فسوف تستنزف القوة المعرفية التي يمكن استخدامها لأشياء أخرى، وعندما نتشرب باستمرار الأخبار السلبية ونسجل الذكريات السلبية، نشعر بمزيد من الإحباط ونخلق حلقة مفرغة".
خطورة تصفح الأخبار السلبية
كما لاحظوا أنه كلما طالت مدة بقاء الشخص "عالقاً بمزاج متدني"، كان من الصعب عليه "التفكير بمرونة، والتبديل بسهولة بين وجهات النظر المختلفة"، مما قد يؤدي إلى شخص يعاني من "مشاعر الضعف والعجز".
ومن أجل تجنب هذه النتيجة، يقترح الباحثون "تجنب الهوس بالسيطرة على الهوس" وبدلاً من ذلك الحصول على لحظات من الراحة إما عن طريق القيام بشيء ممتع، مثل قراءة كتاب جيد أو مشاهدة فيلم ممتع، أو ربما حتى تعلم مهارة جديدة.
ويقول مؤلفو المقال: "في عالم معولم حديث مع العديد من أشكال التكنولوجيا والقصف المستمر للمعلومات وتدفقات التحفيز، بعضها جيد وبعضها سيئ، من المهم تحديد أهدافك، لكن من المهم بنفس القدر تطوير استراتيجية لتحقيقها وتجنب الإلهاء، لذا فإن المحصلة النهائية هي محاولة البقاء إيجابياً ومرناً، من أجل مصلحتك ومصلحة الآخرين".