في حين أنه من المعروف أن الأطعمة الدهنية مع المشروبات الحلوة يمكن أن تساهم في فقدان الذاكرة، فقد أشار بحث جديد واعد أجراه طاقم علمي سويدي إلى أنه من الممكن علاج الضعف باتباع نظام غذائي صحي.
مشاكل ضعف الذاكرة
أشار بحث جديد نشرته جامعة لوند في جنوب السويد إلى أن العادات الصحية قد تبطل بعض الأضرار التي لحقت سابقاً بالذاكرة بسبب السمنة والحالات ذات الصلة.
سبق أن لوحظت الروابط بين السمنة ومرض السكري من النوع 2 وتغيرات الذاكرة في كل من البشر والحيوانات مثل الفئران، وبالتالي كان الهدف من الدراسة هو اكتساب فهم أكبر للعمليات التي تحدث في الدماغ أثناء مرض السكري من النوع 2، ولكن في عملية التجربة التي أجريت على الفئران، اتضح أن النظام الغذائي نفسه كان له تأثير أكبر مما كان يُعتقد سابقاً.
أظهرت الفئران التي اتبعت نظاماً غذائياً غنياً بالدهون والسكر تغيرات في الحُصين والقشرة الدماغية، وهي أجزاء من الدماغ تشارك في تخزين الذكريات والتحكم فيها، حيث قام الباحثون بانتظام بقياس مستويات الأيض في الدماغ، وهو نوع من منتجات الانهيار التي تشير إلى نشاط الدماغ وموت الخلايا.
وفي الوقت نفسه، تم إجراء العديد من التجارب السلوكية لدراسة قدرة ذاكرة الفئران في الممارسة العملية، وكان أداء الفئران التي كانت تتبع نظاماً غذائياً غنياً بالدهون والسكريات أسوأ من أداء المجموعة الضابطة من حيث الذاكرة، ومع ذلك، فقد ثبتت إمكانية استعادة القدرة في الفئران التي تحولت لاحقاً إلى نظام غذائي صحي.
وقال جواو دوارتي، الباحث في مرض السكري ووظائف المخ في جامعة لوند: "ما رأيناه هو أن هناك تغييرات في التمثيل الغذائي والوظيفة، ولكن كان من الممكن العودة إلى حالتها الأصلية مرة أخرى، حيث أثبتت الدراسة أن الدماغ مرن عندما يتعلق الأمر بآثار النظام الغذائي، وبالنسبة لنا، يبدو الأمر وكأنه نتيجة إيجابية وسبب إضافي لتناول الطعام الصحي".
وجد أنه من المدهش والرائع أن الفئران كانت تعاني من نفس ضعف الذاكرة بغض النظر عن درجة الإصابة بمرض السكري، وهذا، وفقاً للباحثين، قد يعني أن المرض قد لا يكون العامل الأكثر أهمية وأن النظام الغذائي نفسه يلعب دوراً رئيسياً في حد ذاته.
ومع ذلك، فإن البحث على الفئران له حدوده وليس من المؤكد أن النتائج قابلة للتحويل بالكامل إلى البشر، ومع ذلك، قد تكون النتائج مهمة في المستقبل.
مرض السكري والسمنة و تأثيرهما على الذاكرة
وأوضح جواو دوارتي: "إنه جزء من فهم كيفية استجابة الدماغ والتكيف معه لمرض السكري والسمنة ونظام غذائي معين من أجل التمكن من إيجاد طرق للوقاية من ضعف الإدراك".
ووفقاً لأولوف رولاندسون، الأستاذ وكبير الأطباء في قسم الصحة العامة والطب السريري في جامعة أوميا، فإن الدراسة واعدة وهناك حاجة إلى مزيد من أبحاث المتابعة، على الفئران والبشر على حدٍ سواء.
وخلص أولوف رولاندسون إلى أن "إمكانية عكس التغييرات التي يسببها النظام الغذائي هي نتيجة إيجابية، بشرط أنه يمكن إثبات أنها تنطبق أيضاً على البشر".
المصدر: سبوتنيك إنترناشونال