بعد شراء أكبر حصة منفردة في تويتر، هدد صاحب الوزن الثقيل في وسائل التواصل الاجتماعي والرئيس التنفيذي لشركة تسلا و سبيس إكس بشراء الأسهم المتبقية للمنصة بأكملها نقداً بسعر 54.20 دولار، وهو تصعيد مفاجئ لفوضى مربكة بالفعل.
إيلون ماسك
دفعت الأخبار سهم تويتر للارتفاع بنسبة 11 بالمائة في تداول ما قبل السوق صباح الخميس، وانتشرت شائعات عن استيلاء عدائي طوال الأسبوع، مع تكهنات واسعة النطاق بشأن الخطوة التالية التي قد يتخذها ماسك بعد رفضه الحصول على مقعد في مجلس إدارة تويتر.
ووفقاً لإيداعات ماسك لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات، التي اشتهر باحتكارها، كان 54.20 دولار هو "العرض الأفضل والأخير"، وهو علاوة كبيرة بنسبة 54 في المائة مقارنة باليوم السابق لاستثماره في الشركة لأول مرة في أواخر كانون الثاني.
وقال في الإيداع: إذا لم يقبل تويتر عرضه، "فسأحتاج إلى إعادة النظر في منصبي كمساهم".
إيلون ماسك يخطط لشراء كامل منصة تويتر الاجتماعية
أقرت قيادة تويتر بتلقي عرض ماسك وتقول أنها تعمل الآن على تحديد "مسار العمل الذي تعتقد أنه في مصلحة الشركة وجميع المساهمين في تويتر".
وكانت ردود الفعل متباينة، حيث كتب عالِم الأبحاث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومؤيد ماسك الصريح ليكس فريدمان في تغريدة "إيلون يجعل تويتر أكثر متعة".
في حين كان آخرون قلقين بشأن تركيز الأثرياء في أوبر ودفع أجنداتهم الشخصية إلى العالم من حولهم.
وقال والتر شاوب، زميل أول في قسم الأخلاقيات في وكالة للمراقبة أن "قيام إيلون ماسك بعمل مسرحية على تويتر من درج المصروفات النثرية، وهو مثال آخر على سبب كون تجميع الكثير من الثروة في أيدي قلة من الناس مرض اجتماعي".
وفي ملف لجنة الأوراق المالية، ادعى ماسك أنه لا "يثق في الإدارة" في الشركة، ومن المحتمل أن يكون هذا مرتبطاً برفضه الحصول على مقعد في مجلس إدارة تويتر بعد تقديم مجموعة من الاقتراحات الجامحة حول كيفية تغيير تويتر بشكل جذري بعد أيام من إعلانه عن شراء حصة الأغلبية.
وجاء في الملف: "لقد استثمرت في تويتر لأنني أؤمن بإمكانية أن يكون منصة لحرية التعبير في جميع أنحاء العالم، وأعتقد أن حرية التعبير هي ضرورة مجتمعية لديمقراطية فاعلة".
وأضاف: "ومع ذلك، منذ أن قمت باستثماري، أدرك الآن أن الشركة لن تزدهر ولن تخدم هذه الضرورة المجتمعية في شكلها الحالي، إن تويتر بحاجة إلى التحول إلى شركة خاصة"
إيلون ماسك يستثمر في تويتر
وبعبارة أخرى، وبعد أن تبين أن اقتراحاته، التي تضمنت "عدم وجود إعلانات" على المنصة، ربما لم تجد موقع ترحيب كبير بين أعضاء مجلس إدارة تويتر، قرر ماسك السيطرة على الموقف بأفضل طريقة ممكنة: استخدام ثروته الكبيرة.
على الأقل، هذه طريقة واحدة للنظر إلى الموقف، ومن ناحية أخرى، هذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها ماسك بالاستيلاء على شركة خاصة، فمن يستطيع أن ينسى تغريدة 2018 المصيرية التي اقترح فيها أن لديه خططاً لامتلاك تسلا بسعر 420 دولار للسهم؟
ومع ذلك، فإن التغريدة سيئة السمعة لم تنجح بشكل جيد بالنسبة له، حيث استقر تسلا وماسك لاحقاً مع لجنة الأوراق المالية والبورصات بشأن تهم الاحتيال.
وبينما يدعي ماسك أن قراره يدور حول حرية التعبير، فإن وجود فرد واحد يتمتع بقدر كبير من القوة المركزة لا يوحي بالضرورة بالكثير من الثقة في هذا الوعد.
