وفقًا لدراسة أجريت بواسطة باحثين من جامعة بنسلفانيا ومعهد أبحاث الخلايا الجذعية والدماغ في إنسيرم، من المرجح أن يكون لدى الرئيسيات التي لديها روابط اجتماعية أكثر عُقداً أكبر في الدماغ، حيث يرتبط كل من التلم الصدغي العلوي والجزر البطني الخلقي بـ "اتخاذ القرار الاجتماعي" والتعاطف، وبين الأفراد المتصلين بشكل خاص، تنمو هذه المناطق معقدة وقوية.
البالغون ذوو الحياة الاجتماعية الديناميكية
قام الباحثون بتقييم العقول والأنماط السلوكية لقرد المكاك الريسوسي، وهو قرد اجتماعي يعيش في مجموعات تصل إلى 200 فرد، وسافر المؤلفون إلى كايو سانتياغو، وهي جزيرة تقع قبالة سواحل بورتوريكو، لدراسة مجموعة متنوعة من المعايير: "الحالة الاجتماعية، وعدد شركاء الاستمالة، والمسافة المادية مع القرود الأخرى، والتواصل مع القرود الشعبية في الشبكة، والتباعد، والذي يُعرَّف بأنه القدرة على العمل كجسر بين الأجزاء غير المتصلة بالشبكة الاجتماعية".
دراسة جديدة تؤكد أن البالغون ذوو الحياة الاجتماعية الديناميكية يمتعون بأدمغة أكبر
ثم أجروا مسحاً دماغياً لكل قرد على الجزيرة، وبقدر ما يتعلق الأمر بالراحة الاجتماعية والتعاطف، فإن بنية دماغ الفرد ليست محددة سلفًا، حيث لا تولد قرود المكاك الصغيرة بعُقد مختلفة الحجم، والتباين في تلك العقد هو نتيجة مباشرة لدورها ومشاركتها في المجتمع، وكلما زاد عدد "شركاء العناية الشخصية" لديهم، زادت خبرتهم، والتي بدورها تثري بشكل كبير الجزء من الدماغ الذي يعالج الروابط الاجتماعية، إنه نظام مكافأة متبادلة.
ويقول مايكل بلات، أحد المؤلفين للدراسة: "كنت تعتقد أنه سيتم كتابته في دماغك عندما تولد، ولكن يبدو أنه من المرجح أن ينشأ من الأنماط والتفاعلات التي لديك".
في البداية، أثار كايو سانتياغو دراسات أثناء تداعيات إعصار ماريا، عندما وصل الباحثون إلى الجزيرة لتحديد كيفية تأثير العاصفة المدمرة على الاتصالات بين قرود مكاك الريسوس، وفي الواقع، تجمعت القرود معاً في ذلك الوقت، وشكلت علاقات جديدة وداعمة عندما كانت في أمس الحاجة إليها.
لماذا يتمتع البالغون ذوو الحياة الاجتماعية الديناميكية بأدمغة أكبر وأفضل
وقال بلات: "في حين أن الحيوانات العاشبة التي تزن حوالي ثمانية كيلوغرامات بعيدة كل البعد عن الانسان الطبيعي الذي يعيش في المناطق الحضرية، فهناك قيمة حقيقية يمكن استخلاصها من هذه الأنواع من الدراسات، والخروج من السنوات التي كان فيها الحفاظ على مسافة بيننا وبين بعضنا البعض بمثابة تفويض، مع ارتفاع مشاكل الصحة العقلية بشكل كبير، وفي وقت يكون فيه الرجال في منتصف العمر في "أزمة صداقة" ظاهرة، من الضروري أن نجعل أنفسنا متاحين للتواصل الاجتماعي".
"الاتصال الاجتماعي يعني الإدراك الاجتماعي، وهذا يعني عقل أكبر وأفضل، وأكثر صحة، وبذلك تكون أكثر سعادة، ليس من السهل الظهور أو الاشتراك للحصول على أشياء، ولكن من المهم أن تفعل ذلك، ولكن لسوء الحظ، لا يمكننا العيش في جزيرة استوائية مع مئات من أقرب أصدقائنا كما نرغب، ولكن يمكننا مع ذلك تعلم تقليد أبناء عمومتنا المشعرين".
