أظهر بحث جديد أن اتباع نظام غذائي على طراز البحر الأبيض المتوسط أثناء الحمل قد يقلل من خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج، وهي مضاعفات مرتبطة بضغط الدم يمكن أن تكون قاتلة.
نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي
ووجدت الدراسة، التي نُشرت يوم الأربعاء في مجلة جمعية القلب الأمريكية، أن النساء ذوات البشرة الداكنة اللاتي يتعرضن لخطر الإصابة بتسمم الحمل أعلى من أقرانهن البيض، حققن أكبر مكاسب في الحد من المخاطر كلما زاد التزامهن بنمط الأكل هذا مقارنةً بغيرهن.
نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي يقلل من مخاطر تسمم الحمل خاصة عند النساء ذوات البشرة الداكنة
وقال الدكتور أنوم مينهاس، وهو زميل رئيسي في طب القلب وزميل في أمراض القلب والتوليد والتصوير المتقدم في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور: "تعتبر مقدمات الارتعاج، التي تتميز بارتفاع ضغط الدم الشديد وتلف الكبد أو الكلى، من المضاعفات الخطيرة التي تؤثر على 5٪ -10٪ من النساء الحوامل في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يكون قاتلاً للأم والطفل ويزيد من خطر إصابة المرأة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل بأكثر من الضعف، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم المزمن والسكتة الدماغية وأمراض القلب وفشل القلب، ومن المرجح أن تلد النساء المصابات بهذه الحالة قبل الأوان ويكون أطفالهن أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب".
وقال مينهاس: "بالنظر إلى هذه المخاطر الصحية على كل من الأمهات وأطفالهن، من المهم تحديد العوامل القابلة للتعديل لمنع تطور تسمم الحمل، خاصة بين النساء السود المعرضات لأعلى مخاطر بسبب هذه المضاعفات الخطيرة للحمل".
تشترك مقدمات الارتعاج وأمراض القلب في العديد من عوامل الخطر، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة، لقد ثبت أن نمط الأكل على طراز البحر الأبيض المتوسط بتركيزه على الخضار والفواكه والبقوليات والمكسرات وزيت الزيتون والحبوب الكاملة والأسماك، يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى البالغين. نظرت الدراسة الجديدة في ما إذا كان نمط الأكل هذا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج لجميع النساء، وخاصة النساء المعرضات لخطر كبير.
قام الباحثون بتحليل البيانات الصحية والغذائية لـ 8،507 امرأة مسجلة في مجموعة ولادة بوسطن بين عامي 1998 و 2016، وكانت النساء تبلغ من العمر 25 عاماً في المتوسط وتم تجنيدهن من مركز بوسطن الطبي، الذي يخدم ذوي الدخل المنخفض، والذين يعانون من نقص الموارد بشكل كبير، وكان ما يقرب من نصف النساء من السود، و 28 ٪ من أصل إسباني والباقي من البيض أو من عرق غير محدد، وحوالي 10٪ من المشاركات أصيبن بمقدمات الارتعاج.
تسمم الحمل ومقدمات الارتعاج
وبشكل عام، كان لدى النساء اللاتي تناولن نظاماً غذائياً على طراز البحر الأبيض المتوسط أثناء الحمل احتمالات أقل بنسبة 20٪ للإصابة بهذه الحالة، وعندما حلل الباحثون البيانات بين النساء ذوات البشرة الداكنة، وجدوا مكاسب أكبر بين أولئك الذين التزموا بشكل وثيق بالنظام الغذائي المتوسطي.
وقال مينهاس: "هذا أمر رائع لأن هناك عدداً قليلاً جداً من التدخلات أثناء الحمل والتي ثبت أنها تنتج أي فائدة ذات مغزى، ويجب التعامل مع العلاجات الطبية أثناء الحمل بحذر لضمان أن الفوائد تفوق المخاطر المحتملة على الأم والطفل الذي لم يولد بعد".
ووجدت الدراسة أن النساء المصابات بعوامل الخطر المرتبطة بالقلب قبل الحمل كن أكثر عرضة للإصابة بمقدمات الارتعاج، كما تسبب داء السكري والسمنة قبل الحمل ضعف مخاطر الإصابة بمقدمات الارتعاج، وكانت النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة للإصابة بمقدمات الارتعاج بتسع مرات.
وقال مينهاس: "يجب تشجيع النساء على اتباع أسلوب حياة صحي، بما في ذلك نظام غذائي مغذي وممارسة الرياضة بانتظام، في جميع مراحل الحياة، إن تناول الأطعمة الصحية بانتظام، بما في ذلك الخضار والفواكه والبقوليات، مهم بشكل خاص للنساء أثناء الحمل، حيث تؤثر صحتهن أثناء الحمل على صحة القلب والأوعية الدموية في المستقبل، كما أنه يؤثر على صحة أطفالهن".
المصدر: جمعية القلب الأمريكية