قال العلماء أنهم اقتربوا خطوة واحدة من فهم يوروبا، وهو قمر يدور حول المشتري والذي يعتبر على نطاق واسع المرشح الرئيسي لأشكال الحياة الفضائية داخل النظام الشمسي.
المياه المالحة داخل قمر يوروبا
يُعتقد أن أوروبا تحتوي على مياه مالحة جوفية مخبأة بقشرة خارجية سميكة من الجليد، ولكن وفقاً لدراسة جديدة تبحث في طوبولوجيا القمر، فإن ميزة طبوغرافية معينة تسمى "الحافة المزدوجة" يمكن أن تشير إلى وجود ماء سائل أقرب بكثير إلى السطح مما كان يُعتقد سابقاً.
ذكرت الدراسة ، التي نُشرت هذا الأسبوع أن "نتائجنا تشير إلى أن المياه السائلة الضحلة موجودة مكانياً وزمانياً في كل مكان عبر غلاف يوروبا الجليدي".
يقدر العلماء أن المياه المحيطة بأوروبا يبلغ عمقها حوالي 90 ميل، حيث يتسبب سحب الجاذبية للأقمار الأخرى العابرة في تحريك يوروبا وانثناءه بلطف، مما يساعده على توليد حرارته الخاصة، والنتيجة هي محيط واسع ومعتدل ومليء بالمياه المالحة ومن المحتمل أن يكون حاضنة مثالية للحياة.
ومع ذلك، فإن السائل المالح مخفي تحت قشرة جليدية يقدر الباحثون أن عمقها يبلغ حوالي 18 ميل، ومن أجل التحقيق في أعماق المحيط، فإن أي مركبة فضائية هبطت على يوروبا ستحتاج إلى الحفر، أو هكذا اعتقدوا.
يمكن أن تشير النتوءات المزدوجة إلى وجود ماء سائل بالكاد على بعد كيلومتر ونصف تحت السطح، وهناك ميزة جغرافية وفيرة تظهر كزوج من الشقوق في سطح القمر، كل قمة متوازية يبلغ طولها مئات الأميال، ويصل ارتفاعها إلى 350 متر، ويفصل بينها وادي يبلغ عرضه حوالي كيلو متر واحد، وتظهر هذه النتوءات المزدوجة أيضاً في مكان على كوكب الأرض، وهو غرينلاند.
في أحد عمليات المرور الأخيرة، التقط قمر صناعي تابع لوكالة ناسا صوراً لنسخة أصغر من سلسلة تلال مزدوجة مماثلة لتلك التي تتقاطع مع سطح يوروبا، ووجد الباحثون أن سلسلة التلال المزدوجة في غرينلاند تشكلت عندما ارتفعت المياه السائلة من أسفل وتجمدت مرة أخرى، حيث تمدد الجليد، مما دفع الحواف إلى الأعلى.
وتقول الدراسة التي أجراها ثلاثة باحثين في جامعة ستانفورد: "باستخدام بيانات الارتفاع السطحي وبيانات السبر بالرادار، يظهر أن هذه الحافة المزدوجة قد تشكلت من خلال إعادة التجميد المتتالية والضغط وكسر عتبة المياه الضحلة داخل الصفيحة الجليدية".
هل القمر يحتوي على الماء السائل
واقترح المؤلفون أنه إذا تشكلت حواف يوروبا المزدوجة بالطريقة نفسها، فإنها تشير إلى وجود الماء السائل على القمر على بعد حوالي كيلو متر واحد تحت السطح.
وقال الباحثون: "إذا كانت هذه الآلية تتحكم في تكوين النتوءات المزدوجة في يوروبا، فإن الانتشار الواسع للحواف المزدوجة على السطح يعني أن الماء السائل كان وما زال سمة منتشرة داخل الغطاء الهش للقشرة الجليدية، مما يشير إلى أن عمليات المياه الضحلة قد تكون أكثر هيمنة في تشكيل ديناميكيات يوروبا، والتشكل السطحي، وصلاحية السكن مما كان يعتقد سابقاً".
المصدر: UPI