أبحاث جديدة تكشف العلاقة بين الكوابيس ومرض باركنسون

علوم

الكوابيس المتكررة قد تكون علامة مبكرة على مرض باركنسون

8 حزيران 2022 15:18

قد يكون تطور الكوابيس في وقت لاحق من الحياة علامة مبكرة على مرض باركنسون، وفقاً لبحث جديد شمل الرجال الأكبر سناً.


أبحاث جديدة تكشف العلاقة بين الكوابيس ومرض باركنسون

لطالما ارتبطت الأحلام المؤلمة بالأمراض العصبية، خاصة لدى الرجال، ولكن هذه هي الدراسة الأولى التي تبحث فيما إذا كانت هذه الأعراض بمثابة تحذير من مرض باركنسون أو نتيجة ثانوية للحالة.

من خلال تتبع صحة 3818 رجل أكبر سناً لديهم وظائف دماغية نموذجية لمدة 12 عاماً، وجد الباحثون أن أولئك الذين عانوا من كوابيس متكررة كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بمقدار الضعف، وحدثت معظم التشخيصات خلال السنوات الخمس الأولى من الدراسة.

مرض باركنسون 

تشير النتائج إلى أنه يمكن فحص كبار السن لمرض باركنسون عن طريق سؤالهم عن محتوى أحلامهم، ويمكن بعد ذلك استخدام التدخلات المبكرة للمساعدة في وقف الظهور المحتمل للأعراض الجسدية، مثل الرعاش والتصلب والبطء.

يعد التشخيص المبكر أحد أكبر تحديات مرض باركنسون، وبحلول الوقت الذي يكتشف فيه معظم الناس أنهم مصابون بالمرض، كانوا قد فقدوا بالفعل ما بين 60 إلى 80 في المائة من الخلايا العصبية التي تطلق الدوبامين في جزء من جذع الدماغ.

وعلاوة على ذلك، وجدت دراسة سابقة أجراها نفس الباحث أن المرضى الذين يعانون من أحلام مزعجة أكثر عرضة خمس مرات لإظهار تطور سريع للمرض.

يوضح طبيب الأعصاب أبيديمي أوتايكو من جامعة برمنغهام: "على الرغم من أنه قد يكون من المفيد حقاً تشخيص مرض باركنسون مبكراً، إلا أن هناك عدداً قليلاً جداً من مؤشرات الخطر والعديد منها يتطلب اختبارات باهظة الثمن في المستشفى أو شائعة جداً وغير محددة، مثل مرض السكري".

"بينما نحتاج إلى إجراء مزيد من البحث في هذا المجال، فإن تحديد أهمية الأحلام السيئة والكوابيس يمكن أن يشير إلى أن الأفراد الذين يعانون من تغيرات في أحلامهم في سن أكبر، دون أي سبب واضح، يجب عليهم طلب المشورة الطبية."

الصلة بين النوم ومرض باركنسون 

يدرس الباحثون الصلة بين النوم ومرض باركنسون منذ عدة سنوات، فما يقرب من ربع مرضى باركنسون أبلغوا عن أحلام مزعجة متكررة منذ وقت التشخيص، وذكر البعض أنهم عانوا من أحلام سيئة لمدة تصل إلى 10 سنوات قبل تشخيصهم.

كما تشير الدراسات السابقة إلى أن الأشخاص المصابين بمرض باركنسون أكثر عرضة بأربعة أضعاف لتجربة كوابيس متكررة مقارنة بعموم السكان، كما أن مرضى باركنسون هم أيضاً أكثر عرضة للإصابة باضطرابات نوم حركة العين السريعة، مما يؤدي إلى إعادة تمثيل الأحلام جسدياً أثناء الليل.

ومع ذلك، لم يتضح حتى الآن ما إذا كانت هذه الأعراض نتيجة ثانوية لمرض باركنسون أو البوادر، وهو المصطلح الذي يستخدمه العلماء للإشارة إلى الأعراض البسيطة التي تظهر قبل ظهور الأعراض الرئيسية على الساحة.

يساعد البحث الحالي في توضيح هذا التمييز من خلال تتبع عينة كبيرة من الرجال الأكبر سناً عبر أكثر من عقد.

في الدراسة، كان المشاركون الذين لديهم أحلام مزعجة متكررة أكثر عرضة مرتين للإصابة بمرض باركنسون على مدى 12 عاماً، وعلاوة على ذلك، وفي السنوات الأربع الأولى من الدراسة، ارتبطت الأحلام المؤلمة المتكررة بزيادة خطر الإصابة بهذا المرض العصبي بمقدار ستة أضعاف.

 المستوى البيولوجي لمرضى باركنسون الذين يعانون من الكوابيس


من دون مزيد من البحث لقياس نشاط الدماغ أثناء النوم، من الصعب تحديد ما يحدث على المستوى البيولوجي لمرضى باركنسون الذين يعانون من الكوابيس، حيث يميل الرجال المصابون بالشلل الرعاش إلى أن تكون لديهم أحلام مزعجة أكثر من النساء المصابات بمرض باركنسون، لكن سبب ذلك لا يزال غير واضحاً.

إحدى الفرضيات هي أن الظهور المتأخر للكوابيس هو علامة مبكرة على التنكس العصبي لدى بعض الرجال، وتزداد احتمالية تعرض النساء للكوابيس المنتظمة بشكل ملحوظ في وقت مبكر من الحياة، ولكن بعد سن 65 عاماً، يبدأ الرجال في اللحاق بالركب.

ربما يكون هناك شيء ما يتغير في القشرة الأمامية للمخ، التي تنظم المشاعر أثناء النوم، مع تقدم الدماغ في السن، ولذلك يخطط الباحثون الآن لاستخدام تخطيط كهربية الدماغ لمعرفة ما يمكن أن يكون عليه هذا الشيء.


المصدر: Science Alert